لا قيمة للدمعة على الحسين  ما لم تكن دمعة رفض الاستكبار!! 
الشيخ محمد البهادلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تقرأ الكثير من المقالات وتطالع الكثير من التصريحات وتشاهد الكثير من المقاطع وبشكل يومي وكلها تتفق على تسييس (اضفاء طابع سياسي) حتى على الدمعة الحسينية.

فبعد ان تم اضفاء الطابع السياسي على تمام القيام الحسيني المقدس وتم وضع شعارات سياسية كلها تصب في مصلحة الاسلام السياسي (الشيعي)، وبعد ان تم تغيير الكثير من المفاهيم الحسينية وإخراجها من حقيقتها وجوهرها حتى صارت تلك المفاهيم المستحدثة هي الاصيلة والقائل بخلافها يُرمى بالتخريف والجهل وإن كان موافقاً للرواية والدراية.


بعد كل هذا، برزت هذه السنوات -وخصوصاً هذه السنة- حركة جديدة تُشكك بالبكاء حزناً ورحمةً لأهل البيت وما انتهك منهم عليهم السلام، بل وحتى طلباً للثواب وغفراناً للذنوب والعقاب.

وهذه الحركات المقيتة تحاول سرقة مشاعر الناس لتجعل من الدمعة قضية سياسية محضة، لا قيمة للدمعة ما لم تُعبر عن الرفض للاستعمار والاستكبار، وتكون دمعة مقاومة لتحرير الاراضي المحتلة، ودمعة لمناصرة المظلومين في اليمن، ودمعة لمناصرة الاصلاح السياسي، ودمعة لرفض غلاء الاسعار، ودمعة…الخ.

في ذات الوقت الذي اقرأ وأطالع واشاهد هكذا دعوات مجانبة للصواب والحق.. تأخذني الأفكار الى مؤسسة ابليس وجنوده كيف يحاول جاهداً سلب الحسين عليه السلام من كل شيء بعد ان سلبه ثيابه وسبى نسائه.. اتسائل:

 لماذا لا نجد شخصاً واحداً يقول لا قيمة لدمعة صلاة الليل اذا لم تُعبر عن رفض الاستكبار والاستعمار ومناصرة المظلومين و…الخ.

لماذا.. نفس اولئك الذين يسلبون قيمة البكاء على الحسين عليه السلام، نفسهم هم يمتدحون البكاء عند قراءة الادعية ولا يقولون يجب ان تُعبر عن دعوات سياسية ونحو ذلك!! 

لماذا الحرب على الشعائر فقط؟!

مع أن الروايات صريحة في علل البكاء، آخذ منها نموذجين:

١- البكاء لما ارتكب منهم عليهم السلام:
قال الإمام الرضا عليه السلام: من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة


٢- البكاء رحمة لهم عليهم السلام: 
قال الإمام الصادق عليه السلام: وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه. 

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
 حاشية

 لا يُفهم من كلامي انني على الضد من البكاء عند صلاة الليل وعند الادعية.. نعم يوجد هكذا ناس من اصحاب العقل الجزري الذي ينمو للاسفل معاكساً لطبيعة الغالبية من الثمر.. فالبكاء من خشية الله من اهم موارد البكاء المحبوب المرغوب قرآنياً وروائياً.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد البهادلي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/18



كتابة تعليق لموضوع : لا قيمة للدمعة على الحسين  ما لم تكن دمعة رفض الاستكبار!! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net