صفحة الكاتب : فريدة الحسني

الفلاح العراقي.. صمود أخضر في وجه العطش والإهمال
فريدة الحسني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الفلاح العراقي.. سيد الصبر.. صانع الاستقرار.. حارس الأرض
 
بدايةً أحيي صبر أخي وأختي

الأرض كالأم لا تُهجر في الشدائد

رغم التحديات الخانقة، يبقى الفلاح العراقي واقفا كالنخيل، جذوره في الأرض وعيونه على السماء، يزرع بيده الأمل في تراب أنهكته الحروب والإهمال. إنه الفلاح الذي ما زال يمسك بالمسحاه كمن يمسك بحلمه الأخير، رغم شحة المياه وتقصير الدولة في توفير الحد الأدنى من مقومات الزراعة.
في السنوات الأخيرة باتت أزمة المياه شبحاً يهدد الزراعة في العراق حيث تراجعت مستويات نهري دجلة والفرات وتقلصت الأراضي الصالحة للزراعة وارتفعت نسب التصحر بشكل ينذر بالخطر. ومع ذلك، لم يتخلَّ الفلاح عن أرضه، بل زاد تمسكه بها مؤمناً أن الأرض كالأم لا تُهجر في الشدائد.
ورغم غياب الدعم الحكومي من توفير الأسمدة والمعدات الحديثة إلى تسويق المحاصيل فإن الفلاح العراقي يواصل الزراعة بأبسط الوسائل. في بعض المناطق، يعود الفلاحون إلى الري اليدوي، ويعيدون تدوير المياه القليلة المتاحة في محاولات يائسة للحفاظ على الموسم الزراعي ، إنها معركة يومية يخوضونها بين اليأس والكرامة.
لا يمكن الحديث عن الفلاح دون التوقف عند البعد الروحي لعلاقته بالأرض. فالأرض ليست مجرد مصدر رزق له، بل كيان يرتبط به وجدانياً. إنها ذاكرة الطفولة، وحكايات الأجداد، ومصدر الهوية والانتماء. وكأن الأرض رغم جفافها تهمس له كل يوم : "ابقَ، فأنت آخر الحراس" في مقابل هذا العشق المتبادل بين الإنسان والتراب، يبقى الدور الحكومي باهتاً لا يرقى إلى حجم التضحيات ولا إلى أهمية الأمن الغذائي في مستقبل البلاد. فهل آن الأوان لسياسات حقيقية تحمي الفلاح وتعيد الحياة إلى الأرض التي كانت تلقب بـ "سلة خبز الشرق الأوسط " ؟
إن إنقاذ الزراعة العراقية لا يقتصر على توفير المياه فحسب، بل يحتاج إلى إرادة سياسية وشراكة وطنية تضع الفلاح في قلب المعادلة التنموية لا في هامشها، فالفلاح ليس مجرد منتج، بل هو صانع الاستقرار، وحارس الأرض، وسيد الصبر.

مناشدة الفلاح العراقي إلى الدولة:
"نحن فلاحو العراق، لم نطلب الكثير، لم نرفع صوتنا في وجه الجفاف ولا صرخنا حين هجرتنا الحكومات واحدة تلو الأخرى، لكن الأرض التي تمسكنا بها بدأت تذبل وما عادت تحتمل الصبر وحده"
نناشدكم: لا تتركونا وحدنا في مواجهة التصحر والجفاف ، أعيدوا الماء إلى جداولنا، والدعم إلى حقولنا، والكرامة إلى سواعدنا المتشققة من التعب. نريد سياسات لا وعوداً، نريد بنى تحتية لا خطباً موسمية. نحن لا نطلب الصدقة، بل نطلب حقنا في أن نبقى ، أن نزرع ، لنأكل، لنُطعم، ولنحيا بكرامة.
إن الأرض التي لا يزرعها أهلها، يزرعها غيرهم، فهل هذا ما تريدونه لنا ؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فريدة الحسني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/15



كتابة تعليق لموضوع : الفلاح العراقي.. صمود أخضر في وجه العطش والإهمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net