الإعفاءات الأمريكية.. بغداد تفاوض طهران تحت الضغط وسط هشاشة بدائل الطاقة
كتابات في الميزان / كشفت نهاية الإعفاءات الأمريكية لاستيراد الغاز الإيراني عن هشاشة المنظومة الطاقية في العراق، حيث تتفاوض بغداد مع طهران تحت ضغط سياسي واقتصادي حاد، بينما لا تزال البدائل الخليجية عاجزة عن تقديم حلول فعلية وسط صيف لاهب واحتياجات متفاقمة.
مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، يجد العراق نفسه أمام خيارات طاقة محدودة، بحسب مختصين يرون أن انتهاء الإعفاءات الأمريكية الخاصة بالغاز الإيراني كشف هشاشة البدائل التشغيلية، وعرّى بطء التقدّم في مشاريع الربط الإقليمي.
ويقول الباحث والأكاديمي رياض الوحيلي، إن “قرار واشنطن بعدم تجديد الإعفاءات الخاصة باستيراد الغاز الإيراني فرض تحديًا مباشرًا على الحكومة العراقية، يتعلق بتأمين وقود مستقر لمحطات الكهرباء، خاصة في ذروة الطلب خلال فصل الصيف”.
ويضيف أن “وزارة الكهرباء تعتمد حاليًا على آليات استيراد غير تقليدية، أبرزها الدفع عبر حسابات مصرفية مقيدة، أو من خلال وسطاء دوليين، وبعملات بديلة عن الدولار كالدينار العراقي أو اليورو، لتجنّب انتهاك العقوبات الأمريكية”.
ويشير الوحيلي إلى أن “المحادثات مع طهران تدور أساسًا حول تسوية الديون القديمة وجدولة المستحقات ضمن أطر لا تصطدم بالقيود الأمريكية”، معتبرًا أن “هذا المسار، وإن حافظ على الحد الأدنى من الإمدادات، إلا أنه هش وقابل للانهيار عند أي توتر جديد”.
وبخصوص مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج، يبيّن الوحيلي أن “الاتفاقات الموقعة مع السعودية والكويت وهيئة الربط الخليجي لم تتحوّل بعد إلى واقع عملي”، مضيفًا أن “التنفيذ يسير ببطء بسبب مشكلات فنية وتمويلية، بالإضافة إلى تداخلات سياسية تؤثر على وتيرة التنفيذ”.
ويختم الوحيلي بالقول: “حتى اللحظة، تظل تلك المشاريع أقرب إلى كونها ذات طابع إعلامي، في حين يظل الغاز الإيراني الخيار الوحيد المتاح فعليًا، رغم ما يحمله من مخاطرة سياسية واقتصادية”.
بغداد تفاوض تحت الضغط
رغم انتهاء الإعفاء الأمريكي الذي كان يسمح للعراق باستيراد الغاز من إيران منذ آذار الماضي، ما تزال وزارة الكهرباء تجري مباحثات مع الجانب الإيراني لضمان استمرارية الإمدادات، بحسب ما أكده المتحدث باسم الوزارة في وقت سابق.
جدير بالذكر أن العراق يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل نحو 40% من محطات إنتاج الكهرباء، ما يجعل أي خلل في هذا الملف ينعكس فورًا على ساعات التجهيز، ويعقّد جهود الإصلاح الحكومي في قطاع الطاقة.
في المقابل، لم تطرح بدائل حقيقية فاعلة حتى الآن، بينما تستمر الضغوط الأمريكية في إطار استراتيجية أوسع تستهدف تقليص دور طهران الإقليمي، ما يبقي بغداد عالقة بين خيارات سياسية حرجة واحتياجات خدمية ملحّة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat