صفحة الكاتب : د . طلال فائق الكمالي

نحن ورأس الحسين
د . طلال فائق الكمالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ماذا لو طاف رأس الإمام الحسين يوم العاشر من محرم في سماء كربلاء وفضائها، وشفتاه ترتّلان مقولته  المحكمة: "إني لم أخرج أَشِرًا ولا بَطَرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر؟"
أين يا ترى سيستقرّ  رأسه الشريف ليبارك مَنْ سعى لإحياء ذكراه، وفكره ، بما يصبّ  في مقصده ومبتغاه، وبما ينساق مع جلّ قضيته، التي قدم لها القرابين تلو القرابين؛ بغية إحياء شريعة جده المصطفى وأبيه المرتضى، التي قوامها إلهاب العقول والنفوس للارتقاء بها إلى الكمالات التي تليق برسالة السماء؟
وأين سيحدق بمقلتيه لتستقرّ  في محل يأمل أن تلتئم فيه جراحاته، وتبرد حرقة أوجاعه، بأداء محبيه ومريديه وعشاقه،  حتى يهوي به إلى أبواب مدرسته الإصلاحية التي انطوت على أنبل القيم وأشرفها، وأتم الدروس وأكملها، وأعظم المواقف وأجلّها؟
في قبال ذلك، أين ستُصب دموعه أسفًا وحزنًا على محبيه ممن انقادوا غفلةً أو جهلًا أو عنادًا إلى ما لا يُرضي الله تعالى وسنة رسوله، خلافًا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعيدًا عن مقصد قضيته، ومراد نهضته، وإحياء مشروعه الإصلاحي؟
هنا سترتل شفتاه الذابلتان: "ألا من ناصر ينصرنا؟ ألا من معين يعيننا؟" أملًا في نصرته في محاربة الظلم وطغيانه، ومكافحة الفساد وبراثينه، واستئصال ، ظلمته ، والخروج من غياهبه، وسيرددها تارة أخرى على الرغم من صدى  أصوات بعض الذين تصدح حناجرهم بـ"لبيك يا حسين!" وسيبقى الحسين يردد: "ألا من ناصر ينصرنا؟" إلى حين أن نقف عند دلالة مواقفه وصفحات سيرته ومصداق منهجه من عزة وإباء وكبرياء ووفاء، يليق بسيد الشهداء.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . طلال فائق الكمالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/09



كتابة تعليق لموضوع : نحن ورأس الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net