صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

التدوين الاعتراضي
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   أصبحنا نقرأ في منشوراتنا الفكرية والثقافية الكثير من التدوينات الاعتراضية، ونجد ان اغلب تلك التدوينات ترد منفعلة غاضبة، وغالبا ما تكون متلعثمة حتى تصل درجة هذيان غير مفهوم،  بينما حقيقة التدوين الاعتراضي لابد أن تستند على دلالية تامة اما لفظية او مضمومنية. 
  ومهما كان نوع هذا التدوين فهو لابد أن يسعى الى خلق توافقات مقبولة من المتلقي وجوهر الاعتراض، ودون هذه التوافقات يصبح المعيار الاعتراضي تجاوزا واضحا بحق النص المنقود او الحالة المنقودة مع وضوح تام لعدم احترام المتلقي نفسه؛ فالمتلقي في غنى عن زجه في لعبة غير واضحة المعالم، وخاصة ان اغلب الاعتراضات التدوينية تكون تحت يافطة احتجاجية لنص او لحالة ابداعية شهدت بعض حالات الرتابة في تناولها الفني. 
  في طبيعة الأمر ان مثل هذا التدوين يحتاج الى وعي عالي ليعرفنا بكل وضوح منطقة الخلل لتداركها، ولا يمكن لمثل هكذا اشتغال ان يعتمد على التعامل الانفعالي الذي يتناول بلغة فظة غليظة تلم كل مفردات الشتائم والنكوص، وهي بذلك تهدم المنجز برمته، ولا تسعى الى بيان منطقة الخلل بل يصبح المنجز كله خللا، وهذا هو عدم الاحترام ليس للمنجز وحده بل للمتلقي وللعملية الابداعية برمتها، وهذا هو الاستلاب الفكري بكل ما يحمل من فجاجة.
   ومصدر هذا التيه هو الخوف من المواجهة والابتعاد عن التخصيص من اجل أن لا يتحمل مسؤولية اليوم. نحن بحاجة الى يراعات مسؤولة تعرف ماذا تريد، وحين تقول تعي بالتحديد مرتكزات ما تراه من خلل وتكون قصدية في طرحها دون هذا التردد المشين، ليكون لنا تدوينات اعتراضية نفتخر بها يوما.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/08



كتابة تعليق لموضوع : التدوين الاعتراضي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net