مخلفات الحروب في بادية السماوة.. إتلاف 13 ألف قنبلة غير منفجرة وسط مخاوف متصاعدة
كتابات في الميزان / بين رمال بادية السماوة، تواصل القنابل غير المنفلقة حصد الضحايا بصمت، رغم إعلان الجهات الأمنية إتلاف الآلاف منها.
أعلنت مديرية الدفاع المدني في محافظة المثنى عن إتلاف نحو 13 ألف قطعة من القنابل والأجسام الحربية غير المنفلقة، جمعت من مناطق متفرقة في بادية السماوة، بالتعاون مع فرق الهندسة العسكرية، وذلك ضمن حملة مستمرة لتطهير المناطق الصحراوية من مخلفات الحروب.
وقالت المديرية إن هذه القطع تعود لفترات مختلفة، من الحرب العراقية الإيرانية، مرورًا بحرب الخليج، وانتهاءً باجتياح العراق عام 2003، مؤكدة أن عمليات الإتلاف جرت في مناطق صحراوية بعيدة عن السكان ووسط إجراءات وقائية مشددة.
وأشار العقيد رائد حسن من مفارز المعالجة في الدفاع المدني، إلى أن الكمية التي جمعت تعد الأكبر في المحافظة حتى الآن، موضحًا أن بعض الذخائر المتفجرة دفنت قبل أكثر من 30 عامًا، وأن المساحات المتبقية تحتاج إلى مسح ميداني شامل نظرًا لاتساع البادية وطبيعة تضاريسها.
إصابات متكررة ومطالبات بالتعويض
على الرغم من عمليات الإزالة، لا تزال مخاطر هذه المخلفات تهدد حياة المدنيين، وخصوصًا في القرى المحاذية للبادية. ويقول الشاب حسين عبيد (24 عامًا)، إنه فقد ساقه اليمنى بعد انفجار قنبلة أثناء رعي الأغنام، ظنًا منه أنها مجرد قطعة خردة مدفونة في الرمال، ما أدى أيضًا إلى إصابة شقيقته الصغيرة.
وسجلت دائرة صحة المثنى أكثر من 15 إصابة خطيرة خلال العامين الماضيين، من بينها أطفال ونساء ورعاة، في ظل غياب وسائل التحذير من الأجسام الخطرة أو خرائط تحدد المناطق الملوثة.
وقال أحد وجهاء القرى القريبة من البادية، المعروف بـ«أبو خالد»، إن سكان المنطقة يطالبون منذ سنوات بترسيم المناطق الخطرة وتسييجها، ونشر خرائط ولوحات تحذيرية واضحة، لتفادي الإصابات المتكررة.
ضعف الإمكانيات وصعوبة التضاريس
من جانبها، أكدت فرق الهندسة العسكرية أن المهمة تواجه تحديات كبيرة، نتيجة اتساع الرقعة الجغرافية، وكون أجزاء من المخلفات الحربية مدفونة تحت الرمال بفعل العواصف.
وأوضح أحد الضباط المشاركين أن هناك حاجة ماسة إلى أجهزة كشف متطورة وطائرات مسيّرة للمسح الجوي، لتحديد مواقع الأجسام المتفجرة بدقة.
ويطالب الأهالي الجهات الحكومية بتكثيف حملات التوعية، خاصة في المدارس والمراكز الصحية، إلى جانب توفير تعويضات مالية وطبية للمصابين الذين فقدوا أطرافهم، مؤكدين أن كثيرًا منهم باتوا غير قادرين على العمل ويعيشون دون دعم حكومي.
وقال المزارع سالم فرحان إن بعض العائلات تضطر لعبور مناطق خطرة يوميًا، دون دراية بحجم المخاطر، مطالبًا بتسييج تلك المناطق مؤقتًا، وتوزيع منشورات تحذيرية للمواطنين.
مخلفات بلا نهاية
ورغم تفجير آلاف القنابل خلال الحملة الأخيرة، تشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف من الأجسام المتفجرة الأخرى المنتشرة على امتداد البادية، لا تزال تمثل خطرًا حقيقيًا على حياة السكان.
وتبقى بادية السماوة واحدة من أكثر المناطق تضررًا بمخلفات الحروب، وسط غياب خطة وطنية شاملة لمعالجة الملف بشكل جذري.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat