فوائد لغوية ألقاب العباس بن علي عليهما السلام الصابر (ح1)
الشيخ حمزه ابو العرب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حمزه ابو العرب

هذا اللقب أضفاه – على قمر بني هاشم – الإمام الصادق عليه السلام حين زاره في زيارته المعروفة – كما ورد في المزار للمشهدي – التي يقول فيها:- (... فجزاك اللهُ عن رسوله، وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم، أفضل الجزاء بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار...). ففي هذه الزيارة يصف الإمام الصادق عليه السلام عمه العباس عليه السلام بالصابر المحتسب.
بعد هذا التمهيد المقـتضب؛ لابد لنا من أن نبيّن ما للصابر في اللغة من معنى، وما ورد فيه من آيات في القرآن الكريم، لتتبين لنا عظمة هذا اللقب الذي ورد في زيارة الإمام عليه السلام.
عندما نستقرئ اللغة عن معنى كلمة (الصابر)؛ نراها تطالعنا بمعان كثيرة، منها؛ أنه: اسم فاعل مشتق من الفعل (صبر) أو من المصدر (الصبر) وسواء أكان مشتقا من هذا او ذاك؛ فمعناه الأصيل: هو حبس النفس عن الجزع. ففي (مختار الصحاح) صبره: حبسه، وفي (المصباح المنير ) صبرت: حبست النفس عن الجزع. واصطبرت مثله. وصبرت زيدا: أي حبسته فهو يستعمل متعديا ولازما. وصبّرته – بالتثقيل – حملته على الصبر بوعد الأجر.
وفي (النهاية في غريب الحديث)؛ أصل الصبر: حبس النفس. ومثل هذا المعنى ورد (في تاج العروس) و(معجم مقاييس اللغة). قال الراغب في (مفرداته – كتاب الصاد -) الصبر: لفظ عام وربما خولف بين أسمائه، بحسب مواقعه؛ فإن كان حبس النفس لمصيبة؛ سمي صبرا لاغير... وإن كان في محاربة؛ سمي شجاعة... وإن كان في مصيبة مضجرة؛ سمي رحب الصدر. وقد سمى الله تعالى كل ذلك صبرا، ونبه عليه بقوله: (والصَّابِرِين فِي البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ – وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ...). وفي القرآن الكريم آيات (نيِّف وسبعون آية)، كلها تتحدث عن معاني الصبر، وما أعد الله للصابرين من الدرجات الرفيعة، وأضاف أكثر الخيرات إلى الصبر، وجعل الصبر ثمرة لتلك التضحيات بالنفسو الغالية...
ومنها على سبيل المثال؛ قوله تعالى: (إِنما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِساب) الزمر:10
ومنها: (وجَزاهُمْ بما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرا) الإنسان: 12
ومنها: (سَلامٌ عَليْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبَى الدارِ) الرعد: 24
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat