ماذا يجب أن تفعل الأم حين يبكي صغيرها، سؤال ناقشته عالمتا النفس سليفيا بل وماري أنسورت من جامعة بالتيمور في الولايات المتحدة بالاشتراك مع العالم النفسي الفرنسي بنجامان سبوك. صاحب كتاب (كيف نعتني بالطفل وتربيته) والذي بيع منه اكثر من مليون ونصف المليون نسخة في فرنسا وحدها في مدة وجيزة.
عالمتا النفس اجرتا تجاربهما على ستة وعشرين طفلا وقررتا على اثر تلك التجارب: ان الصغير في الأشهر الثلاثة الأولى من عمره يبكي لسبب يصعب تفسيره. ثم أكدتا أنه ليس مهما حضور الأم فقط الى جانب وليدها كي تجعله يكف عن البقاء.
بل اثبات هذا الحضور بشدة والتعبير عنه بوسائل ملموسة، فأخذه بين ذراعيها وتمريغ وجهها بوجهه. ان هذا الاحتكاك الجسدي بين الام وصغيرها هو الذي يمنحه الاطمئنان ويجعله هادئا في المستقبل. وبعدها، يأتي دور الثديين وزجاجة الحليب. الا ان هذا لا يمنع برأي العالمتين من تحذير الأم من مغبة اغداق حنانها لوليدها بلا حدود وبشكل قد يجعله دلعا فيما بعد. ان كيفية اتصالها به اثناء بكائه يكمن في معرفة منحه الاطمئنان الى جانبها وتحويلها بكاءه هذا الى مفاجأة وضحكات طفولية تعبر عن ألفة تامة مع امه.
ويبدو العالم الفرنسي (سبوك) أشد قساوة بما يتعلق بالنتيجة التي توصلت اليها العالمتان بصدد بكاء الطفل حين يقول: (انه عدد كبير من الاطفال واكثر مما نتوقع، ينتهون الى ان يصبحوا اطفالا عنيدين. انا رأيت اطفالا لم يتجاوزوا الشهر السادس من عمرهم مستيقظين حتى العاشرة او الحادية عشر ليلا. وهم يجبرون امهامتهم ببكائهم المتواصل على حملهم. وهذا ما جعلني اتفهم الى اي درجة يتعلق الطفل بوالدته.
لذا، كان من الأفضل ترك حرية التصرف للطفل وفقا لميوله الطبيعية في الأشهر الأولى من عمره. وكذلك في مرحلة الطفولة المتأخرة. والبكاء عنده يعني طلب حاجة ما. قد لا يعني الأكل تماما وانه كان الطفل يسكن عن بكائه بمجرد تناوله.
ولا ننسى هنا ان الأم الشابة قد تكون طريقتها في تربية صغيرها تحمل نوعا من السيطرة والفرض غير المستحبين عنده مما يجعله يقاومها بصراخ أشد من المعتاد، هذا بخلاف الأم الناضجة التي تعرف كيف تسيطر على بكاء طفلها بالتفهم والعاطفة.
الخلاصة... اذ اردت ياسيدتي، ان يكون طفلك غير معقد نفسيا في المستقبل، عليك ان تكوني انت نفسك سعيدة. لأن الطفل قبل كل شيء هو بحاجة الى ام سعيدة متزنة على الدوام وغير عصبية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat