مجالس عاشوراء ( الجزء الثاني والآخير)
خضير العواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خضير العواد

النعي والبكاء
عندما يهل هلال شهر محرم الحرام تعلن قلوب المؤمنين بدأ حزنها وألمها على مصاب سيد الشهداء عليه السلام ، وقد يكون هذا الإعلان مرافقاً لنشر الملائكة لقميص الإمام الحسين عليه السلام ملطخاً بالدماء كما في هذه الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام ( يا هذا إذا هل هلال محرم نشرت الملائكة ثوب الحسين عليه السلام وهو مخرق من ضرب السيوف وملطخاً بالدماء ، فنراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر ، فتنفجر دموعنا)( 1) ، فقد أكد أئمة اهل البيت عليهم السلام على البكاء على مصاب سيد الشهداء عليه السلام في أحاديث كثيرة بل أكدّوا حتى على الطرق التي تدفع الموالين على البكاء ، عن أبي هارون المكفوف قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي : أنشدني ، فأنشدته فقال : لا ؟؟ كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره فأنشدته :
أمرر هلى جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية
قال فلما بكى أسكت أنا فقال : مر فمررت ، قال : ثم قال زدني ، قال : أنشدته :
يا مريم قومي واندبي مولاك وعلى الحسين فأسعدي ببكاك
قال فبكى و تهايج النساء ، قال : فلما أن سكتن قال لي : يا أبا هارون من أنشد في الحسين فأبكى عشرة ثم جعل ينتقص واحدا واحدا حتى بلغ الواحد فقال : من اشد في الحسين فابكى واحدا فله الجنة ثم قال : من ذكره فبكى فله الجنة )( 2) ، عن الإمام الرضا عليه السلام قال ( يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فأبك للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل البيت ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله ..... الى ان قال : يا أبن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خدّيك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أم كبيرا قليلا كان أو كثيرا)( 3) ،عن أبي عبد الله عليه السلام ( من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)(4) وعن الإمام الرضا عليه السلام ( فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فأن البكاء يحطّ الذنوب العظام)(5) ، عن أبي جعفر عليه السلام قال ( كان علي بن الحسين عليه السلام يقول ( إيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خدّه بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خدّيه في ما مسّنا من أذى من عدونا بوّأه الله منزل صدق)(6) عن أبي عبد الله عليه السلام قال ( لكل شيء ثواب إلا الدمعة فينا)(7) ، وغيرها من مئات الأحاديث التي تؤكد على البكاء على مصاب سيد الشهداء عليه السلام ، لذا على مجالس عاشوراء ان تركز على النعي وان تجتهد في طرق النعي التي تؤدي الى البكاء والحزن على الإمام الحسين عليه السلام ، والنعي والبكاء هو المحور الرئيسي من قيام هذه المجالس كما ذكرت الروايات ، فإذا كان النعي والبكاء المحور الرئيسي فيجب ان نعطيهما حقهما ونعطيهما الإهتمام اللازم من الوقت واختيار الكلمات العاطفية المؤثرة التي تترجم هول المصاب واجتهاد المؤمنين في حث النفوس على النحيب والبكاء وإظهار الحزن والمواساة حتى نحقق الغاية التي من أجلها تأسست مجالسنا العاشورائية الحسينية و تحظى هذه المجالس بنظرتهم سلام الله عليهم ونظرة سيدتنا الزهراء عليها السلام ونحصل على التوفيقات الإلهية في هذه الدنيا والجنان في الآخرة .
(1) ثمرات الأعواد – هاشم الخطيب ج1ص37(2) بحار الأنوار- العلامة المجلسي ج44ص287(3) الأمالي – الشيخ الصدوق ص192 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص268(4) المحاسن- البرقي ، ج1ص63(5) الأمالي – الشيخ الصدوق ص190(6) ثواب الأعمال – الشيخ الصدوق ص84 ، كامل الزيارات – ابن قولويه ص285(7) كامل الزيارات – ابن قولويه ص302
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat