ما يقال ولا يقال في سيرة ومسيرة السيد باقر الصدر
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

كتابة السيرة والذكريات لها اصولها ومن اهم اصولها هو ما له تاثير على المجتمع ثقافيا وبمختلف توجهاتها ، اما الحديث عن خصوصيات الشخص لا سيما العائلية والمواقف التي تتطلب الستر تجنبا للغيبة لما يترتب عليها من مفارقات غير سليمة وحتى اشكالات شرعية ، فهذا امر غير سليم ، وهذه الخصوصيات تختلف من توجه الشخص ومكانته في المجتمع .
ومن هنا فلنا وقفة مع موسوعة ( السيرة والمسيرة للسيد محمد باقر الصدر ) تاليف (احمد عبد الله ابو زيد العاملي ) .
بداية ان الجهود التي بذلها المؤلف من اجل جمع المعلومات والوثائق والتحقق من بعضها جهود رائعة وتحتاج الى مؤسسة لجمعها ، ولان غاية المؤلف جمع كل شيء له علاقة بالسيد الصدر سواء سيرته علمه تعليمه علاقته بالاخرين وحتى العائلة أي الخصوصية ، وقد اجاد في بعض فصول الكتاب التي تعتبر مهمة جدا وتعتبر الكشف عن المبهمات بل وتطلعك على مستوى تفكير هذا المفكر العظيم الذي اسمه باقر الصدر سواء كان على مستوى علاقته بالاخرين من حيث التسامح والتواضع او على مستوى علمه ونتاجاته العلمية .
وهنا لنا الموقف المؤلم لبعض ما ذكره اصبح مادة دسمة لمن يبحث عن هفوات او تاويلات للنيل من هذا او ذاك بل انه يعتبر نفسه ناقل خبر ولا يتحمل سبب ما قال فيتحمل وزر وتبعية ما يترتب من كلام غير سليم على المؤلف الذي تطرق لهذه المعلومة او غيرها .
على سبيل المثال يذكر ان هنالك من يقوم بغسل القدح الذي يستخدمه السيد الصدر ، وهذا التصرف الخبيث انا اجزم من احد وكلاء الامن الذين زرعهم البعث في النجف لاجل هذه الغايات واخر لا يفسح المجال للسيد الصدر كي يجلس فيضطر السيد ان يجلس في باب الغرفة .
واما نشر الاقاويل الكاذبة فهو اسلوب الامن وليس اسلوب اعلام النجف ( مجتهد او طالب ) ، وبعض المعلومات ذكرها نقلا عن اشخاص وذكر المؤلف انه اراد ان يتحقق من صحتها فلم يتمكن ، فلماذا تذكرها وهي تثير الضغينة ؟ بل ذكر بعض الاراء للسيد الصدر تثير الجدل وعند البعض حتى الامتعاض ولا اريد ان اتطرق لشاهد على ذلك بالرغم من انها منشورة ومتوفرة في المكتبات .
وهنالك اراء جريئة للسيد الصدر نحن بامس الحاجة لها لتنقية موروث ترسخ في عقولنا ومنحناه حتى منزلة القداسة ، كما واكد المؤلف وغيره مثلا الشيخ عفيف نابلسي على دور الحاشية ( ابناء، اصهار، خدم، وطلاب ) في كثير من الضوضاء التي تصدر عنهم .
مثلا بعث السيد الخوئي للسيد محمد باقر الحكيم ، قال له قيل لي ان السيد باقر الصدر قال كذا وكذا ، فقال له السيد باقر الحكيم انا متاكد انه لم يقلها وساوصل له كلامك ، وما ان اوصل كلامه للسيد الصدر حتى جاء بسرعة لاستاذه السيد الخوئي وقبل يده وهذا كان من طبعه واكد له بانه لم يقل هذا وعلى استعداد للمواجهة او حتى ليكتب من يدعي انا قلت ويختم على رسالته وانا كذلك ، لكن السيد الخوئي اقتنع بقول السيد الصدر وكانت غايته من ذلك ان يقول للسيد الصدر هنالك عملاء للحكومة البعثية .
وبخصوص هؤلاء العملاء انا سمعت في السبعينات كان السيد الخوئي يطلب من طلابه نزع العمامة وفكها ، ومن ثم يطلب منهم لف العمامة ، فالطالب الحقيقي يعرف لكن وكيل الامن لا يعرف فيكشفهم .
هنالك شيخ من القطيف اسمه الشيخ حسين الراضي يقول في كتاب (هكذا وجدتهم ) انه عاش مع السيد الصدر بكل تفاصيل حياته وكان من الملازمين له وبقي معه حتى يوم اعتقاله واستشهاده فتركت النجف وعدت الى القطيف ، هذا الرجل لم يتطرق له المؤلف لا من قريب ولا من بعيد ، وحتى هذا الرجل لم يذكر او يؤلف كتاب عن تلك الفترة .
هذه الموسوعة اعتمدها مثلا حسن الكشميري لينتقي منها ما يتفق ونواياه وغيره الكثير ، نعم سيكون لنا مقالات اخرى عن بعض المحطات التي ذكرها في كتابه لاسيما تلك التي تخص علاقة اولاد السيد الحكيم والخوئي بالسيد الصدر .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat