الحسين..هويتنا المصيرية
يوسف الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوسف الساعدي

مع اقتراب شهر محرم الحرام، لا تأتي الذكرى هذا العام ضمن السياق التقليدي فحسب، بل تُستحضر في ظروف إقليمية ودولية وداخلية تُنذر بمواجهة شاملة، تتجاوز الأبعاد السياسية لتلامس جوهر العقيدة والهوية.
وفي هذا السياق، يبرز تجمع تيار الحكمة الوطني في الأول من محرم، لا كفعالية موسمية، بل كبيان موقف تاريخي يعكس جوهر الانتماء للمدرسة الحسينية الأصيلة.
واقعة كربلاء لم تكن صفحة من صفحات التاريخ، بل كانت خارطة طريق للكرامة والرفض والتمرد على الاستعباد. "هيهات منا الذلة" ليست شعارًا، بل عقيدة حركية، ترفض التبعية وتقاوم الخنوع، مهما كانت التكاليف.
وها هي الجمهورية الإسلامية اليوم تجسّد هذا المبدأ في مواجهةٍ صريحةٍ مع منظومة الاستكبار العالمي، دفاعًا عن الاستقلال، عن المذهب، عن القضية الفلسطينية، عن الإنسان الحر في كل مكان.
بينما اختار البعض الصمت أو الوقوف على الحياد، ظل تيار الحكمة ثابتًا في موقعه: داعمًا ومساندًا للمواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية، إدراكًا بأن المعركة اليوم ليست حدودية أو قومية، بل مصيرية تتعلق بمستقبل الأمة وهويتها.
وهو موقف لم يأتِ من فراغ، بل من التزام تاريخي بخط المرجعية، ومن وعيٍ سياسي يُدرك أن التراجع في مثل هذه اللحظات هو خيانة للحق، تمامًا كما كان السكوت على الحسين خيانةً في كربلاء.
إن التجمع السنوي لتيار الحكمة الوطني في الأول من محرم هذا العام، يأتي مختلفًا في رمزيته وتوقيته. إنه ليس فقط إحياءً لذكرى، بل هو موقف جماهيري يُعبّر عن انحيازٍ صريحٍ إلى محور المقاومة، ووقوف واضح ضد الهيمنة والإذلال والاستكبار.
إنها لحظة يُعيد فيها التيار التأكيد على أن الحياد خيانة، والتخاذل سقوط، وأن من يرفع راية الحسين لا يمكن أن يقف متفرجًا حين تُستباح كرامة الأمة.
نحن اليوم، أمام عاشوراء متجددة. عاشوراء تتجسّد في الموقف، لا في المشهد فقط. وفي هذا الزمن الذي تتكالب فيه القوى لمحاصرة الصوت الحر، يكون موقف تيار الحكمة ليس مجرد تأييد، بل امتدادًا عمليًا لخط الإمام الحسين (ع).
فكما كانت كربلاء معيارًا للتمييز بين الحق والباطل، فإن موقفنا من المواجهة القائمة اليوم، هو مرآة لوفائنا للحسين، وإيماننا بأن "هيهات منا الذلة" لا تقال فقط، بل تُعاش وتُترجم إلى مواقف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat