شح المياه في كردستان يتفاقم.. السدود تتراجع وخطط عاجلة لمواجهة الأزمة

كتابات في الميزان / يواصل شح المياه في كردستان تصاعده خلال موسم الصيف الحالي، مع تراجع خطير في منسوب السدود بفعل قلة الأمطار والتغيرات المناخية الحادة.

ويواجه إقليم كردستان تحديات مائيّة متزايدة خلال موسم الصيف الحالي، في ظل تراجع منسوب المياه في السدود الرئيسية نتيجة انخفاض معدلات الأمطار والتأثيرات المتفاقمة للتغيرات المناخية. ويهدد هذا التراجع بإرباك إمدادات مياه الشرب والري، إضافة إلى التأثير المباشر في قدرات توليد الطاقة الكهربائية

وفي هذا السياق، ناقشت محافظة كركوك جملة من المعالجات والإجراءات العاجلة لمواجهة أزمة شح المياه، وسط دعوات لتعزيز التنسيق بين الجهات المحلية والاتحادية واعتماد خطط إستراتيجية طويلة الأمد لتقليل المخاطر البيئية والاقتصادية الناجمة عن استمرار الأزمة.

وبين مدير سد دهوك فرهاد محمد أن حكومة إقليم كردستان تسعى بشكل كبير واهتمام بالغ لتعزيز البنية التحتية، إذ عملت على إنشاء السدود والبرك المائية ومشاريع المجاري المائية، بهدف توفير المياه الصالحة للشرب، فضلا عن مواجهة مشكلة نقص المياه، ودعم المنتجات الزراعية ومربي الماشية، وتقوية البنية التحتية في القطاع المائي.

منسوب مياه سد دهوك

وأوضح، أنه رغم كل المساعي التي تقوم بها الحكومة، إلا أننا نواجه تراجعا في منسوب مياه سد دهوك بمقدار 4.5 أمتار هذا العام نتيجة قلة هطول الأمطار، وأن الانخفاض يزداد مع فصل الصيف،

لافتا إلى أن السد يعتمد عليه ما يقارب 15 حيا سكنيا، وكذلك 100 دونم من الأراضي الزراعية، فضلا عن الاستخدامات الأخرى .

وأكد محمد أن إقليم كردستان يعاني منذ سنوات من أزمات موسمية في المياه، بسبب عدة عوامل أهمها العامل المناخي والسياسات المائية لدول الجوار، لأن الإطلاقات المائية من دول الجوار تعد العمود الفقري لتغذية السدود والأنهار بشكل عام في الإقليم.

وبحسب البيانات الرسمية شهدت محافظة دهوك في العام الماضي أكثر من 900 ملم من الأمطار، بينما لم تتجاوز كمية الأمطار هذا العام نصف الكمية من العام الماضي، منوها بأن قلة الأمطار تثير قلق الجهات المعنية التي تحذر من تداعيات واضحة في حال استمرارها.

الزاب الصغير

وعلى صعيد متصل قال مسؤول شعبة التصاميم في دائرة ماء كركوك، رئيس مهندسين أقدم خالد محمد نواب  في ندوة توعوية أقيمت في قصر الفنون، إن أهم التحديات التي تواجه المديرية هو اعتماد المحافظة على ( الزاب الصغير ) كمصدر أساسي للمياه، وهو لا يكفي مع الاستهلاك المتزايد للمياه الصالحة للاستخدام، منوها بأن انخفاض الإيرادات المائية من قلة الأمطار سبب نقصا في مناسيب الأنهار ومخزون المياه الجوفية، وأن زيادة الطلب على المياه التي تشهدها المحافظة نظرا لزيادة عدد السكان شكلت ضغطا على موارد المياه المتاحة.

وأشار إلى أن تزايد الحاجة للمياه لأغراض الزراعة والصناعة والاستخدامات المنزلية، فاقم من مشكلة الشح والتجاوزات على شبكة المياه والحصص المقررة، مما يؤدي إلى هدر كميات كبيرة من المياه، فضلا عن ضعف الوعي المجتمعي .

وأوضح نواب أن الندوة ناقشت المعالجات والخطط الموضوعة لغرض ترشيد الاستهلاك، من خلال حملات توعية مكثفة للمواطنين بأهمية ترشيد استهلاك المياه، وتطبيق أنظمة جباية وغرامات رادعة وإزالة التجاوزات واتخاذ إجراءات صارمة لإزالة التجاوزات على شبكات المياه ومحاسبة المتسببين، وتنويع مصادر المياه من خلال البحث عن مصادر مياه بديلة، مثل حفر آبار جديدة، مع دراسات لتقييم المياه الجوفية وإمكانية التغذية الاصطناعية للخزانات الجوفية، علاوة على صيانة وتحديث الشبكات وإصلاح التسربات في الشبكات القديمة، وتحديث البنية التحتية لتقليل الهدر.

الموضوع السابق المفوضية ترفض تمديد مهلة استلام قوائم المرشحين لانتخابات 2025