صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حوار مع شاعرة بردة الرضا "عليه السلام" / الشاعرة وفاء الطويل تاروت (9)
علي حسين الخباز

 أجمل ما يحلم به الشاعر أن يصير صمته جواز سفر...

يعبر به أقاليم الندى، لا حدود للذاكرة، يبحث عن منفى يلوذ به، ولا حدود للزمان...
كل الأزمنة مباحة داخل محور الذات
والكلمات منها عروش لضمائر من يقين
ومنا ظل عرش بليد،
وما بين حرف وحرف أمة وجراح، ورؤى الشاعر مودة وحنين
كل أمنيات الشاعر مجابة
بين حياة وحياة، يستمطر محن الذات، من كل فج وتوق... 
في الأفراح زغرودة مولود، وفي الأحزان دمع يتيم...
ولأني ولدت داخل حلم غفت فيه القرون وأنا أحلم بالليل والنهار لأرى عالمي الحزين، كان الطف أقرب مني إلي...
لهذا أسال عن الأثر الذي لا يزول، ولا يستريح ولا يهجع، ففي أقاصي المدى دم ونهر ظمأ لا يرويه ماء...
 وفي أقاصي المدى كربلاء، وكل ما يملك الفجر من حنين...
لهذا أسأل والنار في الحشا لا تهدأ والروح لا تستكين
ومع كل يا "حسين" يولد شاعر وفي كل حرف من حروفه تولد أمة من "لبيك يا حسين"
ولهذا الشاعر لا يكون شاعرا إلا حين يكون شظايا طف، وعطر ياسمين...

هل تقربتِ للطف في أنفاس قصيده ذات يوم، هل رأيت الحسين عليه السلام؟

ـ سؤال يمتحن الحضور الحسيني في الوجدان... أراه في عزة النفس، على إيمان وحق في "هيهات منّا الذلّة" وصورة حية في مرآة عقلي، وفي نبضي، وفي شراييني، بل وشرايين كل الوجود...
حين يعلو نداء "الله أكبر" أراه في الخشوع... في الركوع... في السجود، في دمعة يقين، وفي خفقة الكون حين ينتصر لمظلوم، وفي رعشة يد تمسح دمعة يتم...
أراه في لون الماء... حين يمرّ الكأس على الظمآن، وفي العدالة التي لا تستقيم إلا به...
هو معي حين تضيق بي السبل... حين أخاف... حين أشعر بالوحدة في الدروب المقفرة...
أتذكّر غربته ومحنته عند جفاف قلوب الجبابرة من الرحمة...
ويكفيني أن أنفاسي تسير على خطاه؛ لأنها تراه على بصيرة...
في قلب كل غريب هو الحقيقة، يهمس لكل مظلوم "صبرا، فلست وحدك... مررت بمحنتي العظمى من هنا"...
حقيقته تنبت من دمي ودم كل عاشق للحقيقة
نعم أنا أراه لأني لم أغمض قلبي عن نداء (هل من ناصر).

"إني نقشتك في الحشاشة بسمله"

إِنِّي نَقَشتُكَ فِي الحُشَاشَةِ بَسمَلَهْ
إِنْ غِبتَ حَاصَرَنِي السُّؤَالُ بِأَسئِلَهْ

مَا بَيْنَ إِنْسَانِي وَبَيْنَ هُوِيَّتِي
قِيَمٌ أَرَاهَا فِي سَنَاكَ مَفَصَّلَه

إِنِّي أَرَاكَ بِعِزَّةِ النَّفْسِ الَّتِي
كَانَتْ بِهَا (هَيْهَاتَ) وَجْهَ الْبُوصَلَهْ

وَأَرَاكَ فِي عَقْلِي أَرَاكِ بِخَافِقِي
وَأَرَاكِ فِي أَعْمَاقِ رُوحِي الْمُشْعَلَهْ

وَأَرَاكَ فِي الْأَمْوَاهِ طَيْفَ عِنَايَةٍ
أَكْوَاسِيَ الظَّمِئَاتُ مِنْكَ مُبَلَّلَهْ 

وَأَرَاكَ لِي سُبُلُ النَّجَاةِ إِذَا نَمَا
خَوفِي وَكَشَّرَتِ الدُّرُوبُ الْمُمْحِلَهْ

وَإِذَا الشَّدَائِدُ وَالصُّرُوفُ تَكَالَبَتْ
بَك يَا حُسَيْنُ تُحَلُّ أَعْنَفُ مُعْضِلَه

وَأَرَاكَ إِنْ خَانَ الزَّمَانُ وَلَمْ أَجِدْ
إِلَّاكَ فِي طُرُقِ الْمَآثِرِ سُنْبُلَهْ

يَكْفِي بِأَنْفَاسِي لِنَهْجِكَ تَنْتَمِي
تَنْمُو عَلَى أَرْضٍ حَوَتْكَ قُرُنْفُلَهْ

وَإِذَا وَقَفْتُ بِكَرْبَلَاءَ تَأَوَّهَتْ
مِنْهَا الْمَحَاجِرُ، وَالْجِرَاحُ الْمُثْقَلُهْ

عَطِشًا سَقَيتَ الدِّينَ حَتَّى أَصْبَحَتْ
أَعْضَاءُ جِسْمِكَ فِي الطُّفُوفِ مُكَرْبَلَهْ

وَلَأَنَتْ لِلْإِسْلَامِ نَبْضُ حَيَاتِهِ
قَدْ كُنْتَ أَصْلًا لِلْوُجُودِ وَمَدْخَلَه

اللهُ أَكْبَرُ فِي الْمَدَى أَحْيَيْتَهَا
لُوْلَاكَ كَانَتْ فِي الصَّلَاةِ مُعَطَّلَهْ

وَأَرَاكَ فِي أُفُقِ الْجَلِيلِ جَلَالَهُ
وَلَأَنْتِ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ مَنْزِلَه

وَنِدَاؤُكَ الصَّدَّاحُ " هَلْ مِنْ نَاصِرٍ "
مَا زَالَ يَجْمَعُ لِلْمُؤَمَّلِ جَحْفَلَه
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/24



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع شاعرة بردة الرضا "عليه السلام" / الشاعرة وفاء الطويل تاروت (9)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net