مدرسة أهلية.. تميز وإبداع في قلب بغداد
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لست بصدد المقارنة بين مؤسسة تربوية وأخرى، أو صرح علمي وآخر، ولست بصدد طرح اسماء لاساتذة افنوا اعمارهم في تقديم المادة العلمية على طبق من ذهب؛ لتنتفع بها أجيال من أبناء هذا الشعب رغم ما مر به البلد من أوضاع غير مستقرة طيلة عقود من الزمن، فلم تكن هذه الظروف مانعة لمربي الاجيال من تقديم العطاء تلو العطاء دون كلل أو ملل؛ فامتلأت الساحة العلمية والاكاديمية بتخصصات رائعة شغلت مساحات واسعة في الدوائر والمؤسسات كافة.

كانت لي تجربة شخصية مع إحدى المدارس الخاصة التي اعدها - رغم صغر مساحتها- صرحا علميا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..
ارتأيت ذات يوم أن ابحث عن معهد أو مدرسة تتبنى تأهيل احد ابنائي لاختبار الطلبة المتميزين، كنت في حينها مترددا بين زجه في دورة تأهيلية وبين الاكتفاء بما يتابعه من دروس واختبارات عبر (الانترنت)..
اخيرا اتخذت قراري بتسجيله في دورة من الدورات المؤهلة للاختبار في احدى المدارس.. لم يكن في حساباتي اسم معين أو عنوان معين، لكن اعتمدت على مشورة احد الاصدقاء بتسجيله في مدرسة قريبة من منطقتنا اسمها (مدرسة مس إيمان)، توجهت بعد يوم أو يومين الى المدرسة التي كانت عبارة عن بناية صغيرة في أحد الاحياء ببغداد.
اصطحبت ابني معي، فكان اللقاء الاول بمديرة المدرسة التي استقبلتنا بحفاوة بالغة وهي تقرأ في ملامحي بعضا من قلق الآباء وحرصهم على أن يكونوا قد وفقوا في اختيار المكان المناسب لهذا الأمر..
بعد الترحيب بنا صارت تقدم نبذة عن التدريس وعن الاساتذة وعن بعض النشاطات الأخرى.. استرسلت في عرض ما تريد بيانه، ثم قالت بثقة عالية: "كن مطمئنا، ولدك سيجتاز الاختبار" ..

اكملت التسجيل وباشر ابني في الدورة، وكنت اسأله بين الحين والآخر عن بعض التفاصيل وعن ارتياحه للتدريس وللاساتذة ولطرق اعطاء المعلومة، كان يجيبني دائما بأنها مدرسة رائعة.. تلك كانت شهادته لهم بأن كل شيء رائع..
انقضت المدة، ودخل للاختبار ليجني ثمار ما قدمته (مدرسة ست ايمان) ويكلل جهده وجهود كوادرها بنجاح أهله لمدارس المتميزين.
تلك كانت تجربتي الشخصية مع هذا الصرح العلمي الذي - وإن صغرت مساحته- لكني اعده صرحا من حيث موثوقية الاداء والثقة التي كانت تتخلل نبرات صوت مديرته وهي تقول: "كن مطمئنا" التي استندت فيها الى وجود ركائز هامة وامكانات رائعة تبرهنها النتائج.
كم كنت اتمنى أن يعمم هذا النموذج بإدارته وبكوادره وبحرصه وبعلميته ومهنيته على جميع مؤسساتنا التربوية والتعليمية، كم كنت اتمنى - وما زلت- أن يحظى طلبتنا بشيء من حقوقهم التعليمية في مدارس تليق بهم ولا تخنقهم أو تحطم طموحاتهم أو تتعامل معهم على هيئة اسماء وأرقام في سجلات احصاء الدرجات والغياب والحضور.

احتجت الى نبذة عن مدرسة (مس ايمان) وطلبتها لأختتم بها هذا المقال مقرونة بالشكر مني والثناء لما قدمته لنا، فلم تبخل الادارة بها علينا وسأتركها كما هي دون اضافة مني فهي واقع لطيف، ونار على علم، وهي صرح لا يختزل عطاءه مقال أو كلام سوى امنيات بدوام التوفيق والعطاء والتألق.
أدناه النبذة التعريفية التي ارسلتها ادارة المدرسة:

"تقع مدرسة مس إيمان الأهلية في العاصمة بغداد، وتحديدًا في منطقة البنوك، حيث تُمثل نموذجًا رائدًا في التعليم الأهلي، من خلال تبنّيها أساليب تدريس حديثة تراعي احتياجات الطلبة وتفتح آفاقًا جديدة للتفكير والابتكار.

ومن ثمار هذا الجهد، تمكّن عدد كبير من تلاميذ المدرسة من الحصول على مقاعد في مدارس الموهوبين والمتميزين، وهو إنجاز يعكس جودة التعليم والاهتمام الفردي الذي يحظى به التلميذ داخل المدرسة.

ويُعزى هذا التميز إلى القيادة التربوية الملهمة لمديرة المدرسة السيدة إيمان هاشم الزبيدي، التي لم تدّخر جهدًا في تطوير الكادر والبرامج التعليمية، وشاركت شخصيًا في العديد من الدورات والمؤتمرات داخل العراق وخارجه، والتي تهتم بآليات اكتشاف ورعاية التلاميذ الموهوبين.

ولم تقتصر  هذه المشاركات على الجانب الشخصي والإداري، بل نظّمت المدرسة دورات تعليمية لطلبتها خارج العراق، حيث زار التلاميذ أماكن تعليمية وسياحية وثقافية متعددة في أنطاليا والإمارات، ما ساهم في توسيع آفاقهم وصقل شخصياتهم بالخبرات العالمية.

وبفضل هذه الجهود، حصدت المدرسة وكادرها عددًا كبيرًا من كتب الشكر والتكريم، لتُثبت حضورها المحلي والدولي كمؤسسة تعليمية تسعى إلى الريادة والتميز."

الموضوع السابق ذات البروج

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat