فاطمة الزهراء... فاطمة النقاء
صباح محسن كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صباح محسن كاظم

الصديقة، العالمة، الشهيدة، المعصومة، البتول، الزكية، حبيبة المصطفى، وزوجة المرتضى، وأم سيدي شباب أهل الجنة.. مناقب، فضائل، مزايا، من أي جانب تغترف؟
إن دراسة حياة الشخصية النورانية المتكاملة فاطمة الزهراء (عليها السلام) يستلهم منه عبير الرسالة وتألق السمو الروحي والأخلاقي للصديقة الطاهرة. فالخلق المثالي وكبرياء الإسلام الأصيل والطهر والعفاف والعلم والصلاح تجسدت في تلك الشخصية المتكاملة. وقد ورد في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري ص 19 عن سعيد بن جبير (رض) في قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال: (هي قربى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)) أخرجه ابن السري..
وعن ابن عباس (رض): (والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي) أخرجه احمد، نفس المصدر عن انس بن مالك إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى صلاة الفجر ويقول: (الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا) أخرجه احمد عن أبي سعيد لما نزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله (صلى الله عليه واله) وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال: (اللهم هؤلاء أهلي). أخرجه مسلم والترمذي عن الإمام علي عليه السلام إن النبي قال لفاطمة: {إني وإياك وهذين يعني حسنا وحسينا وهذا الراقد يعني عليا في مكان واحد يوم القيامة}
وفي تسميتها فاطمة: {رواه الإمام علي بن موسى الرضا (ع)} وأخرجه احمد، قال الرسول (صلى الله عليه واله): (إن الله عز وجل فطم ابنتي فاطمة وولديها، ومن أحبهم من النار، فلذلك سميت فاطمة).. وعن ابن عباس (رض)، قال الحبيب المصطفى (ص): {إن ابنتي فاطمة حوراء إذ لم تحض ولم تطمث}.. ومنها قوله تعالى: (لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان) عن بريدة (رض): أحب النساء الى رسول الله (ص) فاطمة، ومن الرجال علي... إن فاطمة حصّنت فرجها، فحرّم الله ذريتها عن النار. أخرجه أبو تمام في فوائده عن عائشة قالت: قلت لرسول الله (ص) مالكَ إذا أقبلت فاطمة جعلت لسانك في فيها، كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟ فقال (صلى الله عليه واله): انه لما اسري بي أدخلني جبرائيل الجنة، فناولني تفاحة، فأكلتها، فصارت نطفة في ظهري، فلما نزلت من السماء واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، كلما اشتقت الى تلك التفاحة قبلتها.
تم تزويجها من أمير المؤمنين، وأول الموحدين، ويعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، وحامل لواء المسلمين، في 83 غزوة الذي قال بحقه المصطفى، المختار، المنصور، المؤيد، أبو القاسم محمد (صلى الله عليه واله وسلم): (لو اجتمع الناس على حب علي لما خلق الله النار, علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي من بعدي, لأعطين الراية الى رجل يحبه الله ورسوله وهو يحب الله ورسوله...) هزم المشركين والمنافقين بسيفه ذو الفقار. وقال المصطفى(ص): (انتصر الإسلام بسيف علي، وأموال خديجة). فقد تم تزوجيه بفاطمة الطهر، بأمر الله تعالى فعن ابن عباس قال: (كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة الى علي كان النبي (صلى الله عليه واله) أمامها، وجبرائيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من خلفها يسبِّحون الله ويقدِّسونه حتى طلع الفجر. وقد تصدقت بثوب زفافها، فقيل لها كيف يحصل ذلك؟؟ أجابت عليها السلام: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون(.
لقد عانت المظلومية في مصادرة حقها في فدك، وإسقاط جنينها المحسن، ومرارة فتنة السقيفة، فاستشهدت، ولم تبلغ العشرين من عمرها الشريف. والآن يُقتل أتباعها، ويُحاربون ويُهجّرون من نفس السنخ الذي حاربها، وحارب الحسن، والحسين، وأباهما، وجدهما... قد يتساءل البعض: كيف يُقـتدى بمثل تلك المرأة العظيمة؟ وأن الجواب ميسرا: حينما تحصّن المرأة فرجها، وتطيع زوجها، وتربي أولادها، وتؤدي خدمتها ووظيفتها في بناء مجتمعها، تربويا، فكريا، ثقافيا، أخلاقيا، روحيا، علميا.. فبناء الحضارة بالمرأة، وتقدم الأمم بحريتها وكرامتها وإحقاق حقوقها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat