صفحة الكاتب : رياض سعد

عصابات الجولاني في خدمة الاستكبار : من تواطؤ معلن إلى عدوان مباشر على القوات العراقية
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزامنًا مع الضربات الإسرائيلية ضد إيران، والتي ترافقت مع اختراق متكرر للأجواء العراقية، بدأت ملامح حرب مفتوحة تلوح في الأفق بين طهران وتل أبيب... ؛  إلا أن المفاجئ والمريب في هذا المشهد هو الدور التخريبي الذي لعبته عصابات الجولاني في هذا السياق، والذي يكشف حجم العمالة والارتهان للخارج لدى هذه الجماعات الهجينة التي تتستر برداء "المعارضة السورية" بينما هي في حقيقتها مجرد أدوات لتنفيذ أجندات صهيونية وأميركية مشبوهة ... .

فقد تحركت هذه العصابات على ثلاث جبهات متزامنة:

أولاً، خرجت قياداتها في بيانات إعلامية معلنة لتأييد الضربات الإسرائيلية ضد إيران، مصرحين بأنهم في "خندق واحد" مع الكيان الصهيوني، بل وتوعدوا بتقديم الدعم والمساندة للعدو بل والسماح للطائرات الاسرائيلية والصواريخ بالمرور من الاجواء السورية ؛ وشر البلية ما يضحك وكأن قادة اسرائيل تنتظر الاذن من هذا الرخيص العميل  لكي تسرح وتمرح في الاجواء السورية ؟! ، في سابقة لا لبس فيها تكشف حقيقة ولائهم وانفصالهم الكامل عن قضايا الأمة ومصالح شعوبها.

ثانيًا، وفي عمل عسكري مباشر، تصدت عناصر الجولاني بالصواريخ والأسلحة المحمولة للطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية التي كانت تتجه نحو مواقع عسكرية إسرائيلية، وكأنهم يشكّلون خط الدفاع الأول عن تل أبيب، لا عن أي قضية وطنية أو أخلاقية.

أما ثالثًا، وهو الأخطر، فقد شنّت هذه العصابات هجومًا سافرًا على قوات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية قرب منطقة البوكمال الحدودية ... ، وتهدف  هذه التحركات العدوانية الى إحداث اختراق أمني في منطقة حساسة واستراتيجية... ؛  غير أن قواتنا البطلة تصدت لهذا العدوان الجولاني الارهابي ,  وتمكنت من قتل عنصرين من عناصر تلك الجماعات الإرهابية... ؛  لكن المفارقة أن المنصات الإعلامية التابعة لهم ــ وبدعم من ما يُسمّى بـ"حكومة الإنقاذ والتحرير- حكومة المدعو احمد الجولاني - " الهجينة التي أقاموها في مناطقهم ــ سارعت إلى قلب الحقائق، مدعية أن الحشد الشعبي هو من بادر بالاعتداء، ليطلبوا إثر ذلك دعماً جوياً من القوات الأميركية والتحالف الدولي، الذين لم يترددوا في استهداف فصائل عراقية قرب الحدود ؛ كما ادعت تلك المنصات والمواقع الاعلامية التابعة لحكومة الجولاني وفصائله المسلحة ومرتزقته .

إن هذه الرواية المقلوبة، وما تلاها من عدوان جوي ضد أبناء العراق الغيارى، ليست سوى فصل جديد من فصول التواطؤ والتآمر الذي تمارسه هذه الجماعات الطائفية والحركات التكفيرية والفصائل الارهابية ، والتي لطالما ارتبطت أيديولوجيًا وتنظيميًا بمشاريع خارجية تهدف إلى تمزيق الجغرافيا السياسية لسوريا والعراق معًا.

ولا غرو في ذلك، فهذه العصابات معروفة بالكذب والتدليس، والتاريخ يشهد على جرائمها البشعة بحق الشعبين السوري والعراقي، من تفجيرات، واغتيالات، وتهجير، وتخريب متعمد للبنى التحتية والمؤسسات... ؛  ويكفي أن نعلم أن زعيمهم المجهول الأصل والنسب، كان يومًا نزيل السجون العراقية بتهم الإرهاب، قبل أن يُطلق سراحه ليؤسس إمارة إرهاب وتبعية تمتد من إدلب حتى غرف عمليات الموساد.

في ضوء كل هذا، تبرز الحاجة الملحة إلى موقف رسمي وشعبي عراقي وسوري حازم، يفضح هذا التواطؤ أمام العالم، ويُحمّل التحالف الدولي والولايات المتحدة مسؤولية دعم هذه العصابات، سواء بالصمت أو بالمشاركة المباشرة... ؛ كما يجب دعم القوات الوطنية والشريفة في البلدين، وفي مقدمتها الحشد الشعبي والمعارضة السورية المتمثلة بالاقليات المظلومة ، بكل الوسائل الممكنة للرد على أي عدوان  جولاني جديد.

إن المعركة اليوم لم تعد بين محور مقاومة ومحور عدوان فحسب، ولا بين كرامة وطنية وذلّ مرتزق، ولا بين حقٍ مشروع في الدفاع عن الأرض والعقيدة كما يدعون ، بل بين خيانة موثقة بالأفعال قبل الأقوال وبين الوطنيين الاحرار ؛ فهؤلاء لا عدو لهم سوى المسلمين من اتباع ال البيت , وهدفهم الاول والاخير ابادة المسلمين من اتباع ال البيت في المنطقة بل والعالم اجمع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/15



كتابة تعليق لموضوع : عصابات الجولاني في خدمة الاستكبار : من تواطؤ معلن إلى عدوان مباشر على القوات العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net