قضية الشاعر لا تنحصر في ورق وكتاب، عصافير الجرح حين تصحو على نافذة خاطر يشرق الحرف شمسا في فيافي الروح... مشاعر وأحاسيس ووثيقة عهدٍ... وصدق وعد ومصير...
وابن حرف مثلي لا بد أن يدرك ابتسامة الدمع في مآقي التوق... تلك هي مناجاة النصير، يتساوى الحنين في قلب شاعر أو ثائر أو زائر...
هناك من يمشي على روحه، وعلى قدميه، يسقي الخطوة حنين الدرب إلى كربلاء، وطاهر الحرف في كل حرف يزور الحسين عبر المعنى والدلالة والرؤية والشعور، سألوا شاعرا يافع النصرة ما القصيدة، أجاب نص، وإمام، وزوار، ونجوى، واجمل ما فيها البكاء على ضريح لا يموت...
"هل تزورين أثناء القصيدة؟ هل تبكين عند أنين الحرف يا وفاء؟"
ـ سؤال متوهج جدا...
القصيدة الولائية إلهام مقدس، مقام من مقامات الغيب، لا تستجيب لمن يطرق بابها دون إذن، هي حج مشاعر إلى مراقد مشرفة، لا يمكن الولوج لها بلا مقدمات، إذن الزيارة، ورد الزيارة...
قبل الولوج يجب علي التجرد من الصخب، وارتداء إحرام التأمل والسكينة عروجا إلى مقاماتهم السامية...
(سؤال في الخاطر يهمس بي، كيف تكون القصيدة نهضة فكر وإبداع وخفقة قلب يدرك حراك الجهات؟
كيف تكون جهة الإلهام مقام من مقامات الغيب، هو ندى يطرق باب الشعر ليلج المعنى بثقافة وعي وأدب، والحج حج المشاعر والرخصة إحرام التأمل والحضور)..
وأسأل عن تجلي الكتابة بلوعة المذبوح؟
ـ أأدخل يا ابن رسول الله...
فإذا أُذن للقلب بالدخول، دخلت...
حينها يخف عليّ ثقل اللغة، وأدخل النص بروح الصلاة، شيء يشبه التجلي.
وهناك، وحدها القصيدة تعرف إن كنت زائرًا، أم ذبيحًا على أعتابها.
وحينها لا أكتب بحبر، بل بدمع...
بِمِحْرَابِ الْقَصِيدَةِ وَالْكِتَابَهْ
تَوَضَّأَتِ الْمَشَاعِرُ بِالْمَهَابَهْ
وَفِي صَمْتِي تُرَاوِدُنِي حُرُوفِي
لِتُسْفِرَ عَنْ شُجُونِي فِي الخِطَابَهْ
كَأَنَّ الشِّعْرَ مُصْطَفٌّ بِقَلْبِي
يُصَلِّي مَا تَيَسَّرَ بِالْإِنَابَهْ
دُعَائِي وَالزِّيَارَةُ فِي قَرِيضٍ
بَنَى لِمَهَابَةِ اللُّقْيَا قِبَابَهْ
أُنَادِي "يَا حُسَيْنُ" بِكُلِّ وَجْدٍ
وَأُسْمِعُهَا الزَّمَانَ وَلَسْتُ آبَهْ
أُنَادِي وَالْمُصَابُ لَهَا لَهِيبٌ
فَيَمْنَحَنِي الدُّعَا رُوحَ الْإِجَابَهْ
يَقِينِي كُلَّمَا يَتْلُوهُ دَمْعِي
يُقَبِّلُ بِانْكِسَارَتِهِ تُرْابَةْ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat