صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(حوار مع شاعرة (بردة الرضا عليه السلام) /الشاعرة وفاء الطويل/تاروت) (5)
علي حسين الخباز


قضية الشاعر لا تنحصر في ورق وكتاب، عصافير الجرح حين تصحو على نافذة خاطر يشرق الحرف شمسا في فيافي الروح... مشاعر وأحاسيس ووثيقة عهدٍ... وصدق وعد ومصير...
وابن حرف مثلي لا بد أن يدرك ابتسامة الدمع في مآقي التوق... تلك هي مناجاة النصير، يتساوى الحنين في قلب شاعر أو ثائر أو زائر...
هناك من يمشي على روحه، وعلى قدميه، يسقي الخطوة حنين الدرب إلى كربلاء، وطاهر الحرف في كل حرف يزور الحسين عبر المعنى والدلالة والرؤية والشعور، سألوا شاعرا يافع النصرة ما القصيدة، أجاب نص، وإمام، وزوار، ونجوى، واجمل ما فيها البكاء على ضريح لا يموت...
"هل تزورين أثناء القصيدة؟ هل تبكين عند أنين الحرف يا وفاء؟"

ـ سؤال متوهج جدا...
القصيدة الولائية إلهام مقدس، مقام من مقامات الغيب، لا تستجيب لمن يطرق بابها دون إذن، هي حج مشاعر إلى مراقد مشرفة، لا يمكن الولوج لها بلا مقدمات، إذن الزيارة، ورد الزيارة...
قبل الولوج يجب علي التجرد من الصخب، وارتداء إحرام التأمل والسكينة عروجا إلى مقاماتهم السامية...

(سؤال في الخاطر يهمس بي، كيف تكون القصيدة نهضة فكر وإبداع وخفقة قلب يدرك حراك الجهات؟
كيف تكون جهة الإلهام مقام من مقامات الغيب، هو ندى يطرق باب الشعر ليلج المعنى بثقافة وعي وأدب، والحج حج المشاعر والرخصة إحرام التأمل والحضور)..
وأسأل عن تجلي الكتابة بلوعة المذبوح؟

ـ أأدخل يا ابن رسول الله...
فإذا أُذن للقلب بالدخول، دخلت...
حينها يخف عليّ ثقل اللغة، وأدخل النص بروح الصلاة، شيء يشبه التجلي.
وهناك، وحدها القصيدة تعرف إن كنت زائرًا، أم ذبيحًا على أعتابها.
وحينها لا أكتب بحبر، بل بدمع...

بِمِحْرَابِ الْقَصِيدَةِ وَالْكِتَابَهْ
تَوَضَّأَتِ الْمَشَاعِرُ بِالْمَهَابَهْ

وَفِي صَمْتِي تُرَاوِدُنِي حُرُوفِي
لِتُسْفِرَ عَنْ شُجُونِي فِي الخِطَابَهْ

كَأَنَّ الشِّعْرَ مُصْطَفٌّ بِقَلْبِي
يُصَلِّي مَا تَيَسَّرَ بِالْإِنَابَهْ

دُعَائِي وَالزِّيَارَةُ فِي قَرِيضٍ
بَنَى لِمَهَابَةِ اللُّقْيَا قِبَابَهْ

أُنَادِي "يَا حُسَيْنُ" بِكُلِّ وَجْدٍ
وَأُسْمِعُهَا الزَّمَانَ وَلَسْتُ آبَهْ

أُنَادِي وَالْمُصَابُ لَهَا لَهِيبٌ
فَيَمْنَحَنِي الدُّعَا رُوحَ الْإِجَابَهْ

يَقِينِي كُلَّمَا يَتْلُوهُ دَمْعِي
يُقَبِّلُ بِانْكِسَارَتِهِ تُرْابَةْ
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/09



كتابة تعليق لموضوع : (حوار مع شاعرة (بردة الرضا عليه السلام) /الشاعرة وفاء الطويل/تاروت) (5)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net