كرة القدم الملعونة ( ما هكذا تجري الأمور يا عدنانا )
د . محمد خضير الانباري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد خضير الانباري

لقد أبكيتنا يا عدنان ؛ أنا لست متخصصاً بكرة القدم، أنا أستاذ في إحدى كليات القانون، ولكنني هاو ومولع لنخاعي بحبي لهذه الكرة الساحرة ومنذ نعومة أظافري، لا أعرف من أين استمدت هذه الكرة الملعونة- عبارة شائعة تستخدم للتعبير عن الغضب أو الإحباط تجاه هذه اللعبة- تأثيرها السحري على شعوب المعمورة ، تكاد، أن تجد غالبية الناس في بقاعها في مدنها وقراها ،أهوارها وبداوتها، مغرمةً ،هاويةً وعاشقةً لهذه الكرة الملعونة ، حتى وإن لم يفهموا قواعدها. فترى الفقير، الغني، السيد، الشيخ، المتعلم، الجاهل، الطفل، الكهل، متهافتون في التنظير، التحليل والمشاركة في أحزانها وأفراحها في الخسارة أو الفوز. فتجد متابعيها؛ منشداً بأعصابه، عند مشاهدة - مباراة كرة القدم - سواءً كانت وطنية لبلده أم دولية لفريق وطني أو أندية معجباً بفريقها.
وها؛ نحن نتابع مباراة فريقنا الوطني منذ بداية تصفيات كاس العالم لعام 2026، والكل مشدودة الأعصاب، مشغولاً ومتابعاً بــــــ : التصريحات، التحليلات، الآراء، الأفكار،المقترحات والنقاشات لوسائل الأعلام المختلفة بمختلف مسمياتها .
والله - لقد جعلنا( الفوز والتأهل لفريقنا) في أحد أدعيتنا بعد انتهاء كل صلاة بفرائضها الخمسة ، في كل مباراة يلعبها مع الخصم، لا بل الأكثر؛ لقد جعلنا الدعاء عرفاً وتقليداً خلال زيارة الأولياء ، لحبنا لفريقنا وبلدنا.
أنا ؛ لا أعرف سبب الخسارة وعدم التأهل لكأس العالم، فالمحللين والمتخصصين هم الأفهم في هذه اللعبة ، وما أكثرهم، لقد لعبنا في أسهل مجموعة حسب محللي الكرة ، الذي سخرهم الحظ والقرعة معنا.
لقد أتعبتنا التصريحات الرنانة المتكررة لقادة اتحاد الكرة بالأمنيات الوهمية للتأهل الى النهائي، فالكل أدلى بدلوه وأوضح ما في جعبته؛ والنتيجة صفر!
لقد قدمت الدولة ممثلة بأعلى مفاصلها الدعم الكبير: مالي، مادي، ومعنوي- فقصرت بحق فقرائها- من أجل نيل الترشح ورفع اسم العراق في نهائيات كأس العالم، أما الشعب العراقي فشيبته وشبابه وأطفاله، لشماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه مع دعمه وحبه لفريقه الوطني.
هنا أتوقف قليلاً ! ما هي مبررات اتحاد الكرة بعد هذه الاستعراضات المخجلة للفريق خلال التصفيات؟ ما هو موقف اللاعبين- المكرمين بالمال وقطع الأراضي- بعد المهزلة الكروية في عقر دارنا وأمام جمهورنا في فيحاء بصرتنا الجميلة ؟
وللتأريخ والشهادة تقال؛ لم تقصر دولتنا وشعبنا، قيد أنملة لاتحاد الكرة في توفير كل مستلزمات الدعم لمنتخبنا الوطني مادياً ومعنوياً ، سواءً في التعاقد مع الكادر التدريبي الذي يرونه مناسباً، أو استدعاء وإشراك أبناء العراق من خارجه وداخله، ممن يلعبون في معظم الأندية الدولية والعربية والعراقية ،. ولكن النتيجة؛ مخجلة لتاريخنا الكروي لأبناء -المرحوم عمو بابا- فتجد لاعبينا - كسالى تائهون بأفكار مشتتة - يسيرون خلف سراب لايعرفون الى أين يصلون !
من يتحمل إفساد فرحة الأكثر من أربعين مليوناً- حتى رضيعنا يعشق الكرة بدفراه في حضن أمه- لقد أحزنتنا، أبكيتنا، أضعت فرحة العيد علينا ، نحن عشاق الكرة والعراق؟
ما هكذا يا عدنان العزيز ؟ ونحن نشاهد من الفرق أقل مستوى منا يحتفل بالتأهيل !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat