اليوم العالمي للتنوع الثقافي: 21 مايو (الثقافة في القرآن الكريم) (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في موقع الامم المتحدة عن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية 21 أيار/مايو: الثقافة هي زهرة الإنسان – إنها ثمرة عقولنا، ونتاج تقاليدنا، وتعبير عن تطلعاتنا. وهي مدهشة في تنوّعها الذي يشكّل جزءا من نسيج الحضارة الغني. والثقافة أيضا مركز قوة عظيم التأثير – فهي توفر فرص عملٍ للملايين، وهي محرك يدفع عجلة التقدم الاقتصادي، وقوة لتحقيق التماسك الاجتماعي. واليوم العالمي للتنوع الثقافي يعترف بهذه القوة العظمى. ويعترف بها كذلك إعلان عام 2021 السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة. غير أن الاحتفال بهذه المناسبات يتم في وقت صعب بالنسبة للثقافة. فقد قلبت جائحة كوفيد-19 العالم رأسا على عقب، وهزت قطاع الثقافة. وفي جميع أنحاء العالم، أغلقت المتاحف أبوابها، وسكتت قاعات الموسيقى، وعمّ الظلام المسارح، وهُجرت المواقع السياحية، وجُمِّدت الفعاليات الثقافية الأخرى في وقت خيم فيه شبح الموت على المجتمعات وتعطّلت فيها مظاهر الحياة العادية. وبينما اللقاحات تبعث فينا الأمل، يجب على العالم أن يكفل أن تلبي حزم التعافي من الجائحة احتياجات المؤسسات الثقافية والفنون وكل من هو جزء من العالم الإبداعي. وفي وقت يشهد انتشار الكراهية والتعصب، يجب علينا ألا نكتفي بالدفاع عن التنوع، بل يجب علينا أن نستثمر فيه. فالمجتمعات اليوم متعددةُ الأعراق والأديان والثقافات. وهذا مصدر غنى وليس تهديدا. ولكن يجب علينا كفالة أن يشعر كل مجتمع بأن هويته - أي ثقافته - تحظى بالاحترام. فلنتكاتف جميعا لدعم الثقافة وما تنطوي عليه من قوة من أجل النهوض بالحوار والتنمية لصالح الجميع.
جاء في صحيفة الناصرية الألكترونية عن مُسْتَطَرٌ الثقافةِ في القرآن / مفهوم الثقافة وتكونها قرآنيا: ذاً يظهر من عرض القرآن الكريم لمفهوم تكوين الثقافة وصيرورتها وتمثلاتها وأدوات كسبها. أنَّ على الإنسان حينما يُريدُ أن يتمظهر بلون من ألوان الثقافة أن يتقن فن الكسب والتعاطي مع ما حوله مُطلقا. وأن يتثقف بوعي وعلم ودراية لا أن يتمثقف أو يتظاهر بذلك دون أدنى معيار في الفهم والمعرفة والعلم. وأن يكون قادراً على الأخذ بدليل وبرهان وهو العلم هنا ليكون مسؤولاً عما يأخذه ويقتفيه "قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة 111). وللعلم إنَّ ثقافة (هاتوا برهانكم) قد تكررت في القرآن الكريم أربع مرات في سورة (البقرة 111) وفي سورة (الأنبياء 24) وفي سورة (النمل 14) وفي سورة (القصص 75). وإذا ما وجدَ الإنسانُ المُعاصرُ ثمةَ ثقافة وبأفانين متعددة قد إبتعدتْ عن جذور القيم والأخلاق والدين والعلم والآداب فليدرك إنما هي ثقافة ضالة ومضلة قد نبعتْ من هوى الإنسان وهي غير مُستجيبة لتعاليم اللهِ تعالى وتعاليم رسوله والمعصومين عليهم السلام: قال تعالى "وإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (القصص 50) "وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً" (النجم 28).
جاء في موقع اسلام ويب عن المقصود بالثقافة الاسلامية: فإن هذا اللفظ مركب من جزءين: الثقافة والإسلامية، وبالرجوع إلى المصادر اللغوية نجد أن الثقافة: تطلق على الحذاقة والظرافة والفطنة وحسن الفهم. قال ابن منظور في اللسان: ثقف الشيء ثقفا وثقافا وثقوفة: حذقه ورجل ثقف لقف: إذا كان متقنا لما يحويه حافظا لما يرويه. وقد اختلفت عبارات المثقفين المعاصرين في تعريف الثقافة وهي ترجع في مضمونها إلى المعنى اللغوي الذي أشرنا إليه ونعتذر للسائل الكريم عن تتبع هذه التعريفات وننصحه بالرجوع إلى مقررات الجامعات الإسلامية وكليات الشريعة في هذا الموضوع ونعطيه تعريفا مختصرا للثقافة الإسلامية: فبإضافة الثقافة إلى الإسلام (الثقافة الإسلامية) يكون معناها المعلومات التي يتلقاها الشخص ويتعلمها من دين الإسلام عقائده وعباداته وأخلاقه ومعاملاته وتاريخه بالإضافة إلى ما يكتسبه من عادات أهله وما يقيمون به الأمور ويحكمون به على الأشياء انطلاقا من هذه الثقافة.
عن مركز الاشعاع الاسلامي لماذا ثقافة القرآن؟ للشيخ فيصل العوامي: ن جملة ما يدعونا للدعوة لثقافة القرآن الحاجة الملحّة لتصحيح المفاهيم، بالذات ما يشكِّل منها خلفيّة ومنطلقاً للعديد من المواقف المتصلة بحياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية، أي اننا نسعى لتصحيح حياتنا من خلال القرآن الكريم. فمواقفنا المتعددة الجوانب في الحياة تأتي استجابة طبيعة ولا شعورية لنخبة معتمدة من المفاهيم والتصورات المركزية، ولذلك يفترض فيها الدقة، بحيث تكون مصنوعة بإتقان ومتوافقة مع ما أملاه الدين علينا وأراد منا الالتزام به والظهور بهيئة تتناسب معه في الواقع الخارجي، إلا أن المفاهيم المركزية عند الإنسان والمجتمع قد لا تكون بهذا المستوى من الدقة، وذلك بفعل الموروثات الخاطئة التي تُتبنّى من غير تمحيص ولا مراجعة، أو بفعل ردود الأفعال السريعة التي تنشِّطها الدعاية والإعلام، وقد يكون بفعل القراءة السريعة أو الانفعالية للنصوص الدينية، خاصة ما يأتي منها استجابة لمتطلبات مرحلية حرجة، كقراءة نصوص الجهاد في زمن التحدّي والمواجهة، وقراءة نصوص السلام في زمن التراجع والسكون. فبفعل هذه المسائل وغيرها تتشكّل عند الإنسان مفاهيم غير دقيقة، تتحكّم في الكثير من مواقفه الثقافية والاجتماعية والسياسية، ولعل الكثير من الاضطراب في المواقف مردّه إلى الاضطراب في تأسيس المفاهيم المركزية، وذلك ما يدعونا لتصحيح المفاهيم بالشكل الذي يتناسب مع الكلام الإلهي العظيم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat