من مذكرات أقدم مدرس تأريخ في كربلاء الأستاذ عبد الرزاق الحكيم)(مرقد عون عليه السلام)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

كنت أحيل أي موضوع فيه لبس معلومات أو تعدد آراء بسبب اختلاف وجهات النظر إلى أستاذي عبد الرزاق الحكيم، لأعرف رأي الأستاذ المختص بالتاريخ والعاشق لتاريخ وتراث كربلاء.
اليوم قرأت موضوعا جميلا عن مرقد عون بن عبد الله بن جعفر الطيار وهو بن زينب عليها السلام، ابتسم ابتسامته المعهودة وقال
-زيارة عون عند أهل كربلاء لها موسم خاص هو يوم الأربعاء 13 صفر من كل عام، وكان الناس يقصدونه مشيا على الأقدام وعن طريق أراضي الجعفريات، الطريق المؤدي إلى بغداد عبر نهر الحسينية مارا بقنطرة الحديبة، والمسافة كانت تقريبا 11 كم، وكانوا ينشدون الأهازيج الشعبية، والبعض يذهبون على خيولهم وعربات البساتين، الحديث عن المدينة كربلاء وعن تراثها يبعث الراحة والسيادة والشعور بالجمال، قلت مع نفسي لا بد أن أبحث مع أستاذي الحكيم في قضية الخلط الحاصل عند الناس في شخصية عون، البعض يعتقد أن المرقد هو مرقد عون بن عبد الله بن جعفر بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، والبعض الآخر يقول أنه قبر أحد الشخصيات وهو من ولد الحسن عليه السلام واسمه أيضا عون بن عبد الله، أجابني
- هذا الموضوع فيه آراء متعددة ووجهات نظر وكل رأي له سند تاريخي يدعمه، الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد يؤكد على أن محمد وعون أبنا عبد الله بن جعفر الطيار، مدفونان في حضرة الحسين عليه السلام، والكثير من الناس كانوا يعتقدون أنه لعون بن علي أمير المؤمنين ـ قلت إنا أصبحنا أمام ثلاثة آراء، واحد يرى القبر لعون بن علي ورأي آخر يرى أنه لعون من ولد الحسن عليه السلام ورأي ثالث يرجح أن يكون القبر قبر عون بن مولاتي زينب عليها السلام، أجابني الأستاذ الحكيم
-أن قضية قبر عون بن علي عليهما السلام لم يؤيد من قبل أرباب السير والتأريخ، نبقى بالبحث عن رأي من الرائيين هو قبر من؟
أولا.. يقال أن سيدا جليلا كان مقيما في الحائر الحسيني كانت له ضيعة على بعد ثلاثة فراسخ من كربلاء، خرج إليها وأدركه الموت، ودفن في ضيعته وبني على قبره المزار المشهور اليوم، قلت مع نفسي لماذا لم يدفن في كربلاء عند قبر الحسين عليه السلام ودفن في المزارع
يبدو أنني أستبق أحداث الحوار لأعرف الرأي في هذا الاختلاف، قال الأستاذ الحكيم بأنه حمل توجيه من الإمام الحسين عليه السلام إلى بني أسد يعلمهم بقدوم الحسين عليه السلام، وبما أن معسكر بن سعد ضرب طوقا لحصار معسكر الإمام عليه السلام تكاثروا عليه فقتلوه.
الرواية الثانية تقول أن الحسين عليه السلام أرسل حبيب بن مظاهر وأرسله مع حبيب ليكون حجة عليهم كونه من بني هاشم، فجاءوا بخمسمائة رجل ولكنهم تفرقوا عندما رأوا كثرة جيش بن سعد، وحاصر الجيش فقتلوا عون. والثالثة أنه حين استشهد مع خاله الحسين عليه السلام في الواقعة فر الجواد وتوقف عند هذه البقعة، قلت أسأله:
ـ ماذا لو عدنا إلى المصادر المعتبرة لنستدل على صاحب القبر المبارك؟
أجابني:
ـ في كتاب مقاتل الطالبيين لأبي فرج الاصفهاني، أن عون بن عبد الله بن جعفر، استشهد في واقعة الطف مع إمامه الحسين عليه السلام والذي قتله هو (عبد الله بن فطنة التميمي)، ويقول أن في هذا الطف اثنان بهذا الاسم عون الأصغر وعون الأكبر الذي استشهد مع خاله الإمام الحسين مع أخ له، صرت أحدث نفسي عن هذا التعدد في الدلالات منذ واقعة الطف إلى اليوم ولم يستقر الرأي على من هو صاحب المرقد، سألته أستاذ وما رأي ائمتنا عليهم السلام بالأمر، أبتسم لي وقال
- في زيارة الإمام الصادق التي زار بها الحسين عليه السلام (السَّلَامُ عَلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيارِ فِي الْجِنَانِ حَلِيفِ الإيمان وَ مُنَازِلِ الْأَقْرَانِ النَّاصِحِ لِلرَّحْمَنِ التَّالِي لِلْمَثَانِي وَ الْقُرْآنِ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ) وجاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي، قال قاتل عون في واقعة الطف وقتل ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ثم قتله عيد الله بن فضة الطالبي، وفي زيارة الإمام السجاد عليه السلام، ذكر موقف عون وشهادته مع خاله الحسين، أما عون بن عبد الله بن جعفر الطيار الأصغر أمه جمانة بنت المسيب بن نجبة، سألت الأستاذ قد يكون هو جوهر القضية هل القضية في تشابه الاسماء، أجابني
-بل استند الناس لعدد من الروايات، المؤرخ العراقي السيد عبد الرزاق الحسني نسب المرقد إلى عون بن جعفر الطيار، أما سبب دفنه على هذا البعد من أرض الواقعة توارث التأريخ الشفاهي لأهل كربلاء، أن خاله الحسين عليه السلام أرسله لاستثارة المسيب بن نخبة الفزاري، اعترضه بن خوية قائد المشرعة فقتلوه ودفن في محله، ولهذا اعتمد المؤرخ عبد الرزاق الحسني على ما رواه أهل كربلاء، مما كان يتداوله خطباء المنبر الحسيني
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat