ماذا لو كان الجولاني شيعياً
اياد حمزة الزاملي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد حمزة الزاملي

ان الهدف من هذا المقال ليس البعد الطائفي كما سيفسره الاغبياء و انما هو حقائق من التاريخ تؤكد و بما لا يقبل الشك بان هناك كره و حقد دفين لدى الكثير من العرب لاهل البيت (صلوات الله عليهم) و هذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار و لا تخفى حتى على البسطاء من الناس
الخلفية التاريخية و الخلاف السياسي التاريخي
بدأ الانقسام السياسي بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) حول أحقية الخلافة من بعده و قد نكث و غدر العرب ببيعة الغدير المباركة بعدما أوصى الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) بالخلافة من بعده لأمير المؤمنين الامام علي (صلوات الله عليه) و هذه الحقيقة التاريخية موثقة في كتب السنة اكثر من كتب الشيعة
العداء العربي لشيعة اهل البيت (صلوات الله عليهم) من الأمويين الى العباسيين الى العثمانيين
مارس الأمويون و العباسيون و العثمانيون سياسة القتل و البطش و سفك الدماء ضد شيعة اهل البيت (صلوات الله عليهم) و مذبحة كربلاء الدموية التي يندى لها جبين الانسانية بل حتى الوحوش في الأرض و الحجر و السماء بكت على هذه المذبحة التي قتل فيها سبط الرسول و ريحانته و روحه التي بين جنبيه سيد الشهداء و سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين (صلوات الله عليه) و اهل بيته الاطهار و اصحابه النجباء
و ستبقى مذبحة كربلاء وصمة عار في جبين العرب الى يوم القيامة
اكثر من ثمانون عاماً و امير المؤمنين و سيد الأوصياء و المرسلين الامام علي (صلوات الله عليه) يسب على منابر العرب و المسلمين
و هناك من الدول العربية مازالت تسبه لحد الآن
هذا الملك العظيم التجلي الالهي بين الناسوت و اللاهوت الذي قال فيه الرسول الأعظم محمد (ص) (لا تسبوا علياً فإنه ممسوس بذات الله) و في حديث آخر قال الرسول الأعظم محمد (ص) (يا علي لولا ان يقولوا الناس فيك كما قالوا في عيسى ابن مريم لقلت فيك مقال ما ان مررت بقوم حتى قبلوا التراب الذي تحت نعليك و عبدوك دون الله)
الثورة الاسلامية المباركة في ايران
عام ١٩٧٩ حدثت معجزة من السماء و هو قيام الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و شكلت هذه الثورة الاسلامية نقطة تحول استراتيجي كبير في الشرق الأوسط و غيرت مجرى التاريخ و قلبت حسابات امريكا و اسرائيل و الغرب رأساً على عقب و اختلت موازين القوى في الشرق الأوسط بعد ان رفع الامام الخميني العظيم (عليه السلام) شعار (نصرة المستضعفين و تحرير فلسطين و القدس من براثن الاحتلال الصهيوني القذر) و حوله من شعار الى واقع عملي ملموس طوق فيه الكيان الصهيوني القذر من جميع الاتجاهات
من لبنان بحزب الله المبارك و من فلسطين بحماس و من سوريا بالمقاومة المباركة و بالحوثيين من اليمن و جعل الكيان الصهيوني القذر تحت رحمة صواريخ المقاومة الاسلامية المباركة و ما حدث من تراجع تكتيكي الآن هو ليس أكثر من (استراحة مقاتل) و تسمى في القاموس العسكري (وثبة الأسد)
فالعقيدة الشيعية الشامخة لا تموت بل تزداد قوة و شموخاً و ألقاً
انها كالنجوم كلما ازدادت ظلمة الطواغيت عليها ازدادت ألقاً و نوراً و انها كالنار كلما اشتدت عليها رياح الحقد و الاستكبار ازدادت توهجاً و سعيرا
الحرب العراقية الايرانية
حركت امريكا و اسرائيل و الغرب ذنبها المقبور صدام بالحرب ضد الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و اسقاطها لانها رفعت شعار (تحرير فلسطين) و دعمته معظم الدول العربية و خصوصاً محميات الخليج بالمال و السلاح و جعلت الحرب شيعية _ شيعية و ذلك بغضاً بعلي و شيعته و ذهب ضحية هذه الحرب اكثر من مليونين شيعي من الطرفين
تحول الشيعة من محكومين الى حاكمين بعد عام ٢٠٠٣
لاول مرة في التاريخ الشيعي يتحرر الشيعة من حكم السنة الظالم و البغيض و يتنفس الصعداء و يمارس طقوسهم و تقاليدهم بكل حرية بعد ظلم و تنكيل و قتل و تشريد في الأرض دام لأكثر من ١٤٠٠ سنة و تسلموا مقاليد الحكم و لكن بقيود
هكذا تخلت امريكا القذرة عن ذنبها المقبور صدام الذي خدمها خدمة العمر و رمت به في مزبلة التاريخ و هكذا تعامل امريكا عملائها بمنتهى القسوة و الاحتقار بعد ان تستنفذ مصالحها منهم مثل أنور السادات و حسني مبارك و شاه ايران و زين العابدين بن علي و جعفر نميري
حتى جاء في الحديث الشريف (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين)
وهكذا ترسل السماء اسرارها و اشاراتها الى العراق و ايران لتكون دولة الحق و العدل الالهي التي ينتظرها العالم منذ الآف السنين انها (دولة صاحب الزمان) (صلوات الله عليه) شاء من شاء و أبى من أبى و من لم يقتنع فاليضرب برأسه في الجدار
ماذا حصل عندما تسلم الشيعة الحكم عام ٢٠٠٣
وقع ساسة الشيعة في خطأ استراتيجي قاتل و ذلك عندما جعلوا الحكم مناصفة بينهم و بين السنة و الأكراد
الحكم كان في ظاهره شيعي و لكن للامانة و التاريخ لم يكن كذلك و انما كان للشيعة بنسبة ٢٥٪ و للسنة ٢٥٪ و للأكراد ٢٥٪ و ٢٥٪ متفرقة بين الطوائف الاخرى
كان على ساسة الشيعة ان يكونوا اذكى من ذلك و ان يحكموا العراق بنسبة ١٠٠٪ لأنهم الأغلبية حيث يشكل الشيعة في العراق حوالي ٨٠٪ من نسبة المجتمع العراقي و الديمقراطية تعني حكم الأغلبية
حزب المؤتمر الهندي يحكم الهند متفرداً بالسلطة لوحده منذ اكثر من ثمانون عاماً و لا يشكل وجوده في الهند سوى ٥٠٪ و هذا هو الصواب و الذكاء بعينه
تعرض الساسة الشيعة لاكبر و أشرس و أقسى هجمة عرفها التاريخ الحديث قادتها الدول العربية الشقيقة السنية و خصوصاً محميات الخليج مثل السعودية و قطر و الامارات و البحرين حيث دفعت هذه المحميات اكثر من ٨٠٠ مليار دولار للجماعات الارهابية المسلحة مثل القاعدة و داعش و النصرة و اخواتها لأسقاط حكم الشيعة في العراق
علماً ان هذه التنظيمات القذرة التي نشأت في مستنقع آسن و عفن و قذر الا و هو مستنقع الوهابية القذرة
ولو أن دول عظمى و كبرى مثل امريكا و بريطانيا و فرنسا تعرضت لمثل ما تعرض له العراق من عمليات ارهابية لسقطت و انهارت خلال شهر واحد
و لكن العناية الالهية و الإمدادات الغيبية و عين صاحب الزمان (صلوات الله عليه) التي لا تنام هي التي حفظت العراق و شعبه و مقدساته حتى لا يقع ضحية في أنياب خنازير البعث مرة أخرى و ليس حباً من أجل ساسته
اكثر من ٨ الآف سيارة مفخخة و اكثر من ١١ الف حزام ناسف كانت هدية من اخواننا و اشقائنا العرب للشعب العراقي و قد حصدت هذه الهدايا العربية اكثر من مليون عراقي جلهم من الشيعة و خصوصاً من النساء و الاطفال و الشيوخ
ادخلوا العراق في حروب مستمرة و بلا توقف مع الارهاب منذ عام ٢٠٠٣ و لحد الآن و صرف العراق في سبيل القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية الجرثومية اكثر من ٥٠٠ مليار دولار و كان الله في عون كل الحكومات السابقة باستثناء حكومة الكاظمي لانها كانت حكومة عميلة لامريكا و اسرائيل بنسبة ١٠٠٪ و كان كل ذلك من أجل اسقاط حكم الشيعة في العراق
و كما يقول الشاعر بشار برد
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه .. اذا كنت تبنيه و غيرك يهدم
نعم البعث يهدم العرب يهدمون امريكا و اسرائيل تهدم محميات الخليج تهدم تركيا تهدم و خير دليل على ذلك القاعدة و داعش و النصرة و غيرها من هذه الجراثيم التي تم صنعها في مختبرات ال CIA و الموساد
و السؤال المهم و الحيوي هو لماذا يمجد العرب المقبور صدام و يعتبرونه زعيم الأمة العربية و بطل العروبة (بطل الحفرة) و سيف العرب و العشرات من هذه الألقاب الجوفاء
مع أنه هناك زعماء أفضل من المقبور صدام بعشرات المرات مثل جمال عبد الناصر و هواري بو مدين و معمر القذافي و حافظ الأسد
الجواب لان المقبور صدام قتل اكثر من خمسة ملايين شيعي في العراق و هناك اكثر من الف مقبرة جماعية لضحايا الشيعة و قتل مراجع الشيعة و قتل و أعدم اكثر من مليون شيعي معارض و ضرب مراقدهم المقدسة في النجف الأشرف و كربلاء المقدسة و قم المقدسة بعشرات الصواريخ المحرمة دولياً (أرض أرض)
و الا ما هي بطولات المقبور صدام
كان يملك جيشاً كبير جداً تعداده اكثر من مليونين مقاتل و احدث الأسلحة و لكنه سلم بغداد للأمريكان خلال ساعتين و وجدوه مختبئاً في حفرة كالجرذ و دخل المقبور صدام و جيشه المهزوم موسوعة غينيس في أسرع هزيمة عالمية في التاريخ
كذلك المجرم الأرهابي (الجولاني) يستقبل بالأحضان و القبلات و الاحتفال في كل دولة عربية يزورها و كأنه محرر فلسطين و لكن في الحقيقة ليس هذا السبب و انما السبب الحقيقي هو أن المجرم الارهابي (الجولاني) قتل اكثر من ١٠ الآف من شيعة العراق معظمهم من النساء و الاطفال و قتل في محافظة بابل وحدها فقط اكثر من ٨٠٠ شخص من النساء و الأطفال خلال دقيقة واحدة عندما فجر ثلاث سيارات مفخخة قرب مستشفى بابل
ترامب المجرم القذر كذلك هو الآخر يستقبل الجولاني بالأحضان لانه قتل عشرات الآلآف من الشعب العراقي المظلوم و تحول الجولاني بين ليلة و ضحاها عند ترامب من ارهابي مطلوب لأمريكا الى رئيس دولة يستقبل بالاحضان و القبلات
هذا هو الوجه الحقيقي القذر لامريكا (امبراطورية الشيطان)
بينما يقوم المجرم الأخرق ترامب بقتل القائدين العظيمين قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس (رضوان الله تعالى عليهما) أبطال التحرير الذان حررا العراق من براثن الأحتلال الداعشي الأرهابي القذر
هذا هو الوجه الحقيقي القبيح القذر لامريكا القذرة العفنة
و هناك الآلآف من ابناء الرفيقات في العراق يطبلون و يزمرون بالحب و الترحيب و الولاء لامريكا القذرة
هناك جمهورية إسلامية عظمى يقودها العدل المنتظر و الفجر المنتظر و أمل المستضعفين في كل العالم انها جمهورية الامام المهدي (صلوات الله عليه) و العالم كله بانتظاره و هي باقية ما بقي الليل و النهار و تزول شمس الدنيا و شمس جمهوريتنا لن تزول
ايتها السماء أشهدي اننا نحيي و نحرر العالم بعد موته بدمائنا و جماجمنا و لا يهمنا لو وقف العالم كله ضدنا لان الله سبحانه و تعالى معنا و عين مولانا صاحب الزمان علينا
و ان قصيدة في العشق الحسيني لا تكتب الا بالدم
و ان الفجر لا يكون عظيماً حتى تنسج خيوطه بالدم
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } صدق الله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat