صفحة الكاتب : اياد حمزة الزاملي

الجولاني و مشروع برنارد لويس
اياد حمزة الزاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في سياق التحولات الجيوسياسية التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط منذ سقوط سوريا بيد التنظيمات الإرهابية برزت شخصيات و تنظيمات لعبت ادوار رئيسية في إعادة رسم الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الاوسط وفقاً لمشروع (برنارد لويس)

و من بين هذه الشخصيات المدعو (ابو محمد الجولاني) الارهابي الدولي و المطلوب للقضاء العراقي بتهم جنائية و قتل اكثر من ٤ الاف عراقي و تحول بين ليلة و ضحاها من إرهابي دولي يديه ملطخة بدماء الالاف من النساء و الاطفال و الشيوخ الى زعيم وطني و محرر لسوريا يستقبل بالاحضان و القبلات اينما حل و كأن هؤلاء الالآف من البشر الذين قتلهم هم مجرد قطيع من الماشية

و صدق الفيلسوف الفرنسي (جان بول سارتر) عندما وصف السياسيين بأنهم اقذر مخلوقات على وجه الارض و ذلك في مسرحيته الشهيرة ( الايدي القذرة)

ان صعود الارهابي الجولاني الى سدة الحكم في سوريا لم يكن مجرد تطور طبيعي للفصائل الارهابية المسلحة بل كان جزء من مخطط أوسع و كبير لمشروع (برنارد لويس المشؤوم) لتقسيم العراق و سوريا على أسس عرقية و طائفية خدمة لتحقيق حلم لدولة اسرائيل الكبرى و كان هذا المشروع المشؤوم تم الاعداد له في مطابخ ال CIA و الموساد و بمساعدة دولة تركيا الصهيونية الى نخاع العظم

ان صعود الجولاني و سيطرته على سوريا يؤكد و بما لا يقبل الشك انه رأس الحربة في تنفيذ مشروع برنارد لويس

خطورة الجولاني على العراق

حسب الخريطة التي وضعها (برنارد لويس) فان العراق مرشح بان يتقسم الى ثلاث اقاليم سياسية

اولاً : اقليم سني في الغرب /و يضم الانبار و تكريت و الموصل

ثانياً : اقليم شيعي في الجنوب /و يضم جنوب العراق

ثالثاً : اقليم كردي في الشمال /يتوسع هذا الإقليم ليشمل شمال العراق و شمال سوريا و كركوك

هذه الخريطة تحققت بنسبة 50% بعد عام ٢٠٠٣ و ظهور داعش عام ٢٠١٤ و سيطرة الارهابي ابو محمد الجولاني على سوريا عام ٢٠٢٤

ان الحدود السورية العراقية مازالت تشكل نقطة ضعف امنية كبيرة جداً و يمكن استغلالها (لا سمح الله) من قبل الجماعات الارهابية في سوريا لشن هجمات داخل العراق

الرابطة الايدلوجية

هناك تداخل فكري بين ما يسمى (هيئة تحرير الشام) و جماعات ارهابية داخل العراق و قسم كبير منهم في العراق قد كشر عن انيابه القذرة بالنيل من العراق و شعبه و اعادة احياء الجماعات الارهابية التي ترى في تجربة الجولاني خير نموذج لها او تتحالف معه و الرئيس التركي الصهيوني (اردوغان) يجتمع بهؤلاء الارهابيون علناً في العراق و امام وسائل الاعلام

تعتبر تركيا اليوم الداعم الاول و الرئيسي في العالم لاسرائيل في الاقتصاد و تصدير النفط لها و لولا هذا الدعم التركي الكبير لانهار اقتصاد اسرائيل خلال اسبوع واحد فقط

و السفارة الإسرائيلية في اسطنبول خير شاهد على ذلك

يعتبر العراق امتداد طبيعي و جغرافي و ايدلوجي للجولاني

اذا شعر الجولاني انه غير قادة على تصدير فتنته الى العراق فانه سوف يستخدم العشائر السنية في الانبار و نينوى و تكريت كقاعدة دعم له و احداث داعش الارهابية عام ٢٠١٤ خير شاهد على ذلك حيث يسعى الى الانتقام من فصائل المقاومة الاسلامية عبر عمليات في العراق

لا يمكن فصل العراق عن المشهد الاقليمي الاوسع في الشرق الاوسط

فوجود الارهابي (الجولاني) على رأس سدة الحكم في سوريا و الاحتلال الامريكي و التركي للعراق سوف يساهم في زعزعة استقرار العراق و هناك تحالف استراتيجي بين الجولاني و تركيا للانتقال الى مرحلة العراق

و عليه ستكون الحدود العراقية السورية مصدر تهديد رئيسي للعراق حيث يمكن ان تتحول الى قاعدة لانطلاق جماعات مسلحة ضد الشعب العراقي حيث يعتبر الجولاني العراق جزءاً مهماً من نفوذه الايدلوجي من خلال دعم فصائل سنية متشددة داخل العراق مما يعيد سيناريو عام ٢٠١٤ عندما سيطرت داعش على الموصل و الانبار و تكريت

من هو برنارد لويس

ولد برنارد لويس عام ١٩١٦ في لندن لأسرة يهودية و درس اللغات و التاريخ و الاسلام ثم حارب الاسلام بلا هوادة و هو يتقن اللغة العربية و العبرية و اللاتينية و الفارسية و التركية بالاضافة الى لغته الام الانجليزية

في عام ١٩٣٩ حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الاسلام ثم انخرط في صفوف الجيش و الاستخبارات البريطانية في الحرب العالمية الثانية

و بعد انتهاء الحرب عاد الى الجامعة و كان اول باحث يحق له الحصول على الأرشيف العثماني في السبعينات ثم انتقل الى امريكا ليعمل محاضراً جامعياً و حصل على الجنسية الامريكية و هناك وطد صلته من السيناتور (هنري سكوب جاكسون) الذي اصبح الاب الروحي المؤسس للمحافظين الجدد

في عام ١٩٩٠ نشر مقاله السياسي الشهير (جذور الغضب الاسلامي) و بعد ذلك ألف كتاب بعنوان (ما الخطأ) بعد احداث ١١ ايلول عام ٢٠٠١ الذي أعتبر (الانجيل) بالنسبة للمحافظين الجدد في امريكا امثال بول وولفويتز و مايكل فلين و جون بولتون و هم من ابرز مروجي الحروب الامريكية في أفغانستان و العراق و يدعمون اسرائيل بكل قوة

بدأ مشروعه الكبير بتدمير و تقسيم الشرق الاوسط عام ١٩٧٨

و في عام ١٩٩٢ طرح برنارد لويس تقسيم الشرق الاوسط على أسس عرقية و طائفية عبر اشعال الحروب و الفتن في العراق و سوريا و تركيا و اليمن و السعودية و مصر و البلقان و باكستان و افغانستان و ايران و كان هذا المشروع الشيطاني هو محاكاة للمشروع الصهيوني الذي نظرّ له المفكر الصهيوني (أوددينون) في الثمانينات من القرن الماضي و الذي دعا فيه الى تفكيك العراق و سوريا الى أثنيات قومية و طائفية

اطلق عليها دول (قوس الأزمة)

و السؤال المهم

هل شيعة العراق في خطر ؟!

الشيعة في العراق سيكونون في خطر شديد جداً و امام تحدي جديد غير مسبوق لانهم خسروا حليفاً رئيسياً لهم و هو الأسد و لديهم حدود طويلة مع كيان ايدلوجي ارهابي متطرف يؤمن و يعتقد بان قتل و استباحة دماء الشيعة واجب شرعي مقدس

المراقد المقدسة في كربلاء و النجف و سامراء و الكاظمية ستكون اهداف رمزية لعمليات ارهابية من قبل الجولاني و الجماعات المرتبطة به

ما هو السيناريو الأرجع ؟

الجولاني سيركز الآن على سوريا في الوقت الحاضر لان تثبيت حكمه هناك هو التحدي الأكبر بالنسبة له

و لكن على المدى المتوسط و الطويل اذا نجح في بناء نظام مستقر (لا سمح الله) قد يبدأ في توسيع نفوذه نحو العراق و هناك من العشائر السنية من يدعمه و يروجون لافكاره و على رأسهم احد الشخصيات السنية السياسية البارزة ذات التاريخ الارهابي القذر و التي يديها ملطخة بدماء عشرات الآلاف من الشعب العراقي و الشيعة بوجه الخصوص

اعترف و امام وسائل الاعلام بتاريخه الارهابي القذر

و له حضور سياسي كبير داخل الدولة بل و مدعوم منها و سلطته فوق القانون و هناك دعم اقليمي كبير جداً من قبل تركيا له ليكون جولاني العراق الجديد

و عليه فإن المنطق و العقل و من مبادئ العلوم العسكرية تقول بأنه يجب ان نسحقه اليوم قبل ان يسحقنا غداً لانه من الغباء ان تنام قرير العين و انتَ بجانبك أفعى رقطاء

لولا الله سبحانه و تعالى و اهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) و الحشد المقدس و حركة المقاومة الاسلامية الباسلة و المرجعية المباركة و الجمهورية الاسلامية المباركة لكان العراق في خبر كان و اصبح خراب مدمراً ليس فيه حجر فوق حجر و لكانت نسائنا و بناتنا سبايا عند ابناء البغايا الذين جائوا من نطف الشيطان في ارحام العاهرات

و عليه كل من يدعوا الى حل الحشد المقدس و المقاومة الإسلامية المباركة هو عميل امريكي صهيوني داعشي بامتياز

لان الحشد المقدس هو المقاومة الباسلة هم صمام امان العراق و الجبل الشامخ و الصخرة الصلبة التي سوف تتكسر عليها كل مؤامرات امريكا و اسرائيل و داعش صنيعتهم و هم شوكة في عين امريكا و اسرائيل و ابناء البغايا

و الآن هل عرفتم لماذا تدعوا امريكا و اسرائيل و ابناء البغايا الى حل الحشد المقدس و المقاومة الاسلامية المباركة لانها القوة العقائدية الوحيدة في العراق القادرة على الوقوف في وجه امريكا و اسرائيل و تركيا و داعش و منع احتلاله و اخراج المحتل و تحرير العراق

و سوف يسقط حكم الجولاني و سيرمى به في مزبلة التاريخ كغيره من العملاء خلال سنة واحدة و هذا هو عمره الافتراضي الذي حدده له اسياده الامريكان و الصهاينة بعد ان ينتهي من تنفيذ مشروع (برنارد لويس)

لنا المجد و الكبرياء و الشموخ فنحن احفاد محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين (صلوات الله عليهم) و معنا مولانا و زعيمنا العظيم صاحب الزمان (صلوات الله عليه)

و تغيب شمس الدنيا و شمسنا لن تغيب

و نحن المنتصرون في النهاية ان شاء الله

انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا...

و ان الفجر لا يكون عظيمًا الا عندما تنسج خيوطه بالدم

قال تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العلي العظيم

والعاقبة للمتقين...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد حمزة الزاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/26



كتابة تعليق لموضوع : الجولاني و مشروع برنارد لويس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net