الإنسان..بين المنظور من المدركات وما وراء المنظور منها
نايف عبوش
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نايف عبوش

كثيرأ ما يثور السؤال (كيف وجدت الحياة على الأرض)؟.. خاصة وانها كانت جزءاً من المنظومة الشمسية.. وبدرجة حرارة ملتهبة لا تسمح بوجود أي نوع من الحياة عليها ؟
وبعيدا عن الإرباك والضياع في متاهات التفسيرات المختلفة في الإجابة على هذا التساؤل،وفي اليقين المؤمن بالله تعالى.. يكون الجواب (يخلق ما يشاء وهو القوي العزيز) ..
لكن لغز الخلق مع ذلك.. يظل بكيفيته عصيا على تصور الإنسان ذي العقل المحدود التصور.. لذلك يظل الأفق واسعاً أمامه للبحث والاستكشاف والتيقن عن علم. فوسائل إنسان اليوم غير وسائله بالأمس. وقد يقترب يوماً ما من إدراك الكيفية التي حيرته.
ومع ذلك فالكائن الحي لا يمكن تخليقه من دون خالق يهبه سر الحياة على قاعدة (فنفخنا فيه من روحنا).فلو عرفنا مثلا أن جسم الكائن الحي، مثل الذباب، يتكون من الكربون والهيدروجين والاوكسجين.. الخ ، فأننا لو جمعنا هذه العناصر في المختبر بنفس النسب التي في جسم الذباب ، ووفرنا لها نفس الظروف اللازمة للتخليق، لما تمكنا من خلق الذباب، ومنحناه الحياة .
ويبقى الإنسان مطالباً بالبحث والتحري والكشف،على قاعدة ( يا معشر الجن والانس ان استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا.. لا تنفذون إلا بسلطان)..وقد يكون السلطان هو الوسائل التي تتاح للإنسان لكي يمتطيها ويستخدمها في النفوذ..بحثا عن مبتغاه ، لما يعتقده اليوم في معارفه المتاحة لغزا (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) ..
لكن الانسان العاقل العالم.. يبقى عارفا ان قدرات العقل محدودة.. فليس كل مالا يحسه العقل غير موجود.. فما وراء غير المنظور من المدركات .. عوالم غيبية شاسعة.. فيها من الحقائق والموجودات ما يدهش الألباب ويبهر العقول.
وهكذا تبقى قدرات الإنسان في الحس والإدراك محدودة، ومحكومة بحدود ما وهبه الله تعالى من قدرات, على قاعدة (سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت علام الغروب).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat