مصافحة عار وشنار ونتائج فاشلة
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

قيَّمت بعض الجهات العربية المتزمتة عقائديا على ان المصافحة التي عرفتها الرياض والتي جرت بين الرئيس الأمريكي والرئيس السوري المؤقت الجولاني على انها لحظة تاريخية كبيرة كجوهرة عظيمة رصّعت جباه حكام السعودية وهي في حقيقتها لو اطلع احدهم على امر القبض الصادر من القضاء العراقي بحق الشرع لتوارى عن الانظار إذا كان يشعر بشيء من الخجل والحياء ، ومن العار على الحكام العرب من الذين يشجبون الإرهاب ويستنكرون اعماله الإجرامية ويدينون الذين يمارسونه على انهم وحوش وليسوا بشرا ، واعني بالعار والشنارالحكام العرب الذين استضافوا الشرع وصافحوه وامر القبض الصادر من القضاء العراقي ينطق بماضيه الإجرامي الإرهابي منشور على الصحف وعلى مواقع التواصل الإجتماعي 0
مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس السوري احمد الشرع ليس بألأمر الغريب فكلاهما قاتل مشبعة خطوط كف كل واحد منهما بدماء الناس الأبرياء فالرئيس الأمريكي ترامب منذ استلامه لمهام ولايته الثانية دخل بقوة شريكا لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في ابادة الفلسطينيين بالسلاح العسكري وسلاح الجوع وسلاح المرض فهو شريك قوي في سفك دماء الفلسطينيين ومعاناتهم من الجوع وآهاتهم من شدة المرض اما الجولاني فماضيه الارهابي في العراق غني عن التعريف 0
لذلك فإن تلك المصافحة ليست حدث دبلوماسي عالمي كما يصورها البعض المتناغم مع اطرافه بقدر ما هو لقاء يعبر عن توافق مصالح بين شخصين يمثلان دولتين تقتضي مصالحهما ان يتصافحا فالرئيس الأمريكي ترامب كل شيء بالنسبة له صفقة تجارية على طريق التطوير العقاري وبالنسب للشرع يريد ان يتخلص من ماضيه الإرهابي وينقذ نفسه وحكومته في سوريا من الإنهيارالإقتصادي الذي يفتك بالسوريين في رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بشكل عاجل وانقاذ الشعب السوري من تردي العيش وانهيار الخدمات 0
بالنسبة للحكومة العراقية رغم ان رئيس الوزراء العراقي استمات حركة من اجل ان يحضر الجولاني قمة بغداد وذهب الى تركيا يتوسل بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان لكي يقنع الجولاني بحضورقمة بغداد ولكنه لم يفلح وهذا موقف يسجل عليه في ذمه وعدم الرضا عنه وليس له في مدحه والثناء عليه وقد اثار خيبة أمل لدى اهالي ضحايا ارهاب الجولاني به وهم اكثر من 4 آلاف من الشيعة والاقليات القومية الأخرى 0
غير ان بعض الأحزاب السياسية واعضاء برلمان وخاصة من الإطار التنسيقي وقفوا موقفا انسانيا قاموا فيه بمراعاة مشاعر اهل ضحايا ارهاب الجولاني واهتموا بمعاناتهم وحرصوا على رد الإعتبار لهم عبر مطالبتهم بالقاء القبض على الجولاني حال هبوط طائرته على ارض مطار بغداد لا بل طالب البعض منهم بإجبار الطائرة على الهبوط في مطار عسكري ومن ثم تنفيذ امر القبض بحقه 0
لذلك فإنه لا يشرف الحكومة العراقية ان تستضيف الشرع لأنه كما قلت مطلوب للقضاء العراقي وفق امر قبض صادر بحقه ولا تريد ان تجعل من نفسها مسخرة امام حكومات العالم بحضور الجولاني الذي قتل شعبها ودمر الكثير من مرافق بنيتها التحتية كما انها لا تريد ان تجعل نفسها بموقف حرج امام شعبها بشكل عام وامام اسر وعوائل ضحايا ارهاب الجولاني بشكل خاص0
وصدقوني ان توافقات وهذا من باب الإفتراض لقاء ترامب بالشرع لن تتم بل ستتبعثروتنهار خلال ايام لأنها بالنسبة للرئيس الأمريكي شروط وأمالي مطلوب من الجولاني ومن الواجب الإلزامي عليه تنفيذها من اجل رفع العقوبات الإقتصادية عن سوريا واهم مشكلة شائكة ومعقدة شرطية لفّ بها ترامب عنق الشرع هي اشتراطه عليه التخلص من الأجانب بين صفوف منتسبي وزارة الدفاع والداخلية ورجال الأمن العام وهم بألآلاف ومتزوجين من سوريات ولديهم منهن اطفال 0
ثم تاتي بعدها مشكلة الإنتماء الطائفي السني للجولاني وفصائله المسلحة هذا الإنتماء الذي يعتمد فلسفة تكفير جميع الطوائف الأخرى وهناك فتاوي كثيرة بتحليل قتلهم على ضوء التكفير الإفتائي والمعروف عن الفتوى انها حكم جاهز للتنفيذ ولا يقبل التأويل او اسلوب التسامح فكيف يستطيع الجولاني ان يوحد سوريا والُثار موجود بينه وبين العلويين والدروز 0
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat