صفحة الكاتب : د . تقى محمود السعدي

صمت العلماء في بلاغة الآغا محمد باقر الهزار جريبي قدس سره
د . تقى محمود السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لماذا الصمت؟ 
 ومن أين لمرجعكم سماحة السيد السيستاني (دام ظله) كل هذا الصمت؟ تذكرت هذا السؤال الذي وجهته لي زميلة دراسة، تفجر اليوم السؤال في الذاكرة وأنا أقرأ سيرة حياة العلامة محمد باقر الهزار جريبي وكتب السيرة حفيده المولى محمد حسين بن المولى محمد علي بن الآغا محمد باقر الهزار جريبي المازندراني، المعروف بالفقيه النجفي، إن الأب كان شعاره الصمت والسكوت، حافظاً للسان، محترزاً عن فضول الكلام، وكان السلطان فتح علي شاه القاجار من المعجبين أشد الإعجاب بهذه الصفة حين ملاقاته له ووصفه بذلك، إذ هو كمال العلم وحقيقته، وأعلى مراتب فضيلة المرء وشرافته. 
وما ورد من كلمات أهل البيت عليهم السلام في بيان فضل الصمت كثيرا، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما العلم؟ فقال: (الإنصات). 
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (يا طالب العلم إنّ للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت) وينقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتكلم بكلمات يمكن عدها، صمت باللسان، وصمت بالقلب عن خواطر الأكوان، فمن صمت لسانه ولم يصمت قلبه خفّ وزره، ومن صمت لسانه وقلبه ظهر له سرّه وتجلّى له ربّه عزّوجلّ، 
ومن صمت قلبه ولم يصمت بلسانه فهو ناطق بلسان الحكمة ساكت عن فضول الكلام. 
 وجاء في هذه السيرة مقتطفات عن الآغا محمد باقر الهزار الجريبي، انتقل إلى أصفهان وتتلمذ على الفقيهين: محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني، والقاضي محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني الأصفهاني، وروى عنهما، وجدّ حتّى حاز مرتبة الاجتهاد. 
وارتحل إلى النجف الأشرف، فاستوطنها، وتصدى بها للتدريس والإفتاء ونشر علوم أئمّة أهل البيت عليهم السّلام وبثّ الأحاديث المرويّة عنهم، واشتهر، وذاع صيته. 
تتلمذ عليه وتخرّج أعلام، منهم: الميرزا أبو القاسم بن محمد حسن‌ الجيلاني القمي، وجعفر بن خضر الجناجي النجفي صاحب «كشف الغطاء»، والسيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وقال في حقّ المترجم: جامع المعقول والمنقول، ومقرّر الفروع والأصول.. 
توفّي بالنجف- سنة خمس ومائتين وألف، ودفن في صحن أمير المؤمنين عليه السّلام في إيوان العلماء.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . تقى محمود السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/16



كتابة تعليق لموضوع : صمت العلماء في بلاغة الآغا محمد باقر الهزار جريبي قدس سره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net