محاسن الكلام الرضوي -٢- الأخ الأكبر
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

روي عن الإمام الرضا "عليه السلام": ((الأخ الأكبر بمنزلة الأب)).
تحف العقول ص٣٢٥
إنَّ بناء الأسرة والحفاظ على الروابط التي بينها من أهم المواضيع التربوية التي أعلنها بها النظام الإسلامي في منهجه التشريعي والتربوي.
-١-
والروايات الواردة في الحفاظ على الرابطة الأخوية كثيرة تنبثق من الإيمان أنَّ لها أثرًا معنويًّا كبيرًا في إيجاد جو من المحبة والإيثار والعطاء بينهم داخل المنزل وخارجه، بل تمتد في مساحات مهمة أخرى، وهذا الإخوة مسألة عظيمة فطرية يؤمن العقل بأهميتها، وحاجة الإنسان إليها، وعلينا أنْ نراعي العقل والفطرة في صيانتها.
-٢-
إنَّ تأكيد الإمام الرضا "عليه السلام" على الابن الأكبر إنما هو تأكيد على نيابة الأب في رعاية إخوته من قبله، وجعله ذا مسؤولية جديدة عليه ممارستها بكل محبة وحرص؛ لأجل أنْ لا يحس الآخرون من الأسرة بفقدان ذلك السور الكبير لهم وهو الأب، وفي ذلك تمام عناية منهج الثقلين التربوي على ضرورة الحفاظ على روابط الأسرة في جميع الأحوال.
-٣-
إنَّ هذه المنزلة المجعولة للابن الأكبر تستوجب مسائل متعددة منها:
١- ✍🏻 أنْ يؤمن الأب بأهمية جميع الروابط الأسرية، وليس رابط الأبوة فقط، وإنما الروابط الأخرى وتنميتها وبناؤها بين الإخوة والأخوات تحت ظلال وجوده المبارك.
٢- ✍🏻 أنْ يؤدي الأب دوره في تهيئة الوجود المعنوي الكبير لابنه الأكبر في نفوس الأبناء؛ استعدادًا لقبول دوره المستقبلي.
٣- ✍🏻 على الأب أنْ يعطي للابن الأكبر فرصة القيام بواجباته أو جزء منها بوجوده وغيابه المؤقت؛ تهيئة له في القيام بمسؤوليته القادمة.
٤- ✍🏻 ضرورة إظهار الأب أهمية الاعتناء بابنه الأكبر أمام أبنائه الآخرين بأسلوب ذكي يحافظ على علاقته الطيبة الطبيعية مع الآخرين.
٥- ✍🏻 ضرورة أنْ يعلم الابن الأكبر أنه كبير في التفكير والمحبة والعاطفة والتحارب على إخوته، وليس بالعمر فقط فهو لا يغني شيئًا في بعض الأحايين، وهذا يحتاج إلى مزيد من المعرفة والأخلاق بالإيثار.
أخيرًا ☘️..
من المهم التفكير بالحياة الطيبة في رحاب الثقلين، وخصوصًا في بناء الأسرة على المحبة والاحترام، فما أعظمه من منهج إلهي تربوي ..🌷 والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat