بين الصمود والقلق: اتجاهات الإعلام الصيني إزاء الحرب التجارية مع واشنطن
احمد سلام

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بالنظر إلى الدور المهم الذي تؤديه وسائل الإعلام المختلفة في الصين، سواء تلك التي تُديرها الدولة أم وسائل التواصل الاجتماعي، في خدمة أهداف وتوجهات الدولة الصينية على المستوى الخارجي، ولا سيّما على الجانب الاقتصادي والتجاري؛ فقد تفاعل الإعلام الصيني بشكل مكثف مع الحرب التجارية بين واشنطن وبكين. 

وفي هذا الإطار، تُثار عدة تساؤلات حول ملامح الاتجاهات الرئيسية لتناول الإعلام الصيني لأزمة الرسوم الجمركية الحالية، وإلى أي مدى يمكن للرأي العام الصيني أن يُشكّل عامل ضغط على القيادة الصينية بشأن تحديد طبيعة الرد على السياسة الأمريكية؟ وهل سنشهد عودة إلى حملات "الاستهلاك الوطني" كأداة مواجهة غير مباشرة للرسوم الجمركية لواشنطن؟
 
دوافع التصعيد الأمريكي:
في مواجهة الصعود الملحوظ للصين وسعيها لتعزيز مكانتها في النظام الدولي الراهن، بالرغم مما تشهده من تحديات اقتصادية داخلية؛ تسعى الولايات المتحدة لإعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية وتقليل اعتمادها على الصين؛ لذا لم يكن مستغرباً أن تشهد العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، مع بداية عام 2025، وتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية، تصعيداً جديداً. وفي هذا الإطار، فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً جمركية على البضائع الصينية وصلت إلى 145%، وردت عليها بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأمريكية؛ مما أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية التي اندلعت بين البلدين في الفترة من 2018 إلى 2020.

وتُشير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، إلى رغبة في تقليص العجز التجاري مع الصين، وتعزيز الصناعات الأمريكية، خاصةً في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. فوفقاً لتقارير صادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، فإن الرسوم الجديدة تستهدف منتجات مثل الشرائح الإلكترونية، والمعدات الطبية، والبطاريات، والتي تُعد حيوية للأمن القومي الأمريكي.

من ناحية أخرى، فإن هذه الرسوم تهدف أيضاً إلى الضغط على بكين لتقديم تنازلات في ملفات أخرى، مثل حقوق الملكية الفكرية، ودعم الشركات الحكومية، كما أنها تُعتبر جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، وتقليل الاعتماد على الصين كمركز تصنيع عالمي.

اتجاهات إعلامية:
في مواجهة التصعيد التجاري الأمريكي، لم تقف الصين مكتوفة الأيدي؛ ففي البداية تبنت موقفاً حذراً، برفضها القاطع للإجراءات الأمريكية الأُحادية، وتأكيدها اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها المشروعة. بيد أنه مع إصرار إدارة ترامب على رفع الرسوم الجمركية ضد الصين؛ ردت الأخيرة بحزم وفرضت على واشنطن رسوماً جمركية تصاعدية.

وبالتوازي مع الموقف الرسمي الحازم من جانب الدولة الصينية، تبنى الإعلام الصيني موقفاً متوازناً لحد ما تجاه هذه الأزمة؛ إذ رصدت تحليلات صينية اتجاهين متباينين في الخطاب الشعبي، الأول يتبنى خطاباً قومياً داعماً للدولة ورافضاً للسياسة الأمريكية، أما الثاني فيُبدي قلقاً من انعكاسات هذا التصعيد على أسعار السلع وسوق العمل، خصوصاً في المناطق الصناعية.

وفي هذا الإطار، أدت وسائل الإعلام الرقمية الصينية مثل (The Paper) و(Caixin)، دوراً ملموساً في تهدئة الرأي العام الصيني، عبر نشر تقارير مطمئنة حول قوة الاقتصاد الصيني، وتعزيز سردية "الصين القادرة على الصمود". كما شهدت الأيام الأولى من شهر يناير 2025 تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية مثل (Weibo) و(WeChat)، حيث تصدّر وسم "# ترامب_عاد_مرة_أخرى#" قائمة الأكثر تداولاً، وعبّر المستخدمون عن استيائهم من السياسة التجارية الأمريكية، ودعوا إلى دعم المنتجات المحلية. وفي الوقت نفسه، أظهرت بعض التعليقات قلقاً من تأثير التصعيد التجاري على الاقتصاد الصيني، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية الداخلية التي تواجهها البلاد. كما دعت بعض الأصوات إلى تعزيز الابتكار المحلي، وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.

وبصفة عامة، يمكن رصد أبرز اتجاهات تفاعل الإعلام الصيني إزاء الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، في الآتي:

1- تأثيرات محلية: ركزت بعض وسائل الإعلام الصينية، في تناولها للتصعيد التجاري الأمريكي، على ما سيترتب عليه من تداعيات داخلية، لا سيّما على الصناعة المحلية الصينية، وسوق الأسهم، والإجراءات الحكومية لمواجهة هذه التداعيات. وفي هذا الإطار، تطرقت صحيفة "الشعب اليومية" إلى تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الصناعات الصينية، مشيرة إلى أن بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه تحديات في تصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك أكدت الصحيفة أن الحكومة الصينية تقدم دعماً لهذه الشركات من خلال تسهيلات ائتمانية وحوافز ضريبية لتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق الأخرى.

كذلك، أفادت تقارير من (Caixin) بأن الأسواق المالية الصينية شهدت تقلبات نتيجة التوترات التجارية. ومع ذلك، أظهرت بعض القطاعات، مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة، أداءً قوياً؛ مما يعكس ثقة المستثمرين بقدرة الصين على التكيف مع التحديات الاقتصادية. فيما أشارت تحليلات من منصة (Snowbal) المتخصصة في التحليلات المالية وتداول الأسهم ومناقشات المستثمرين الأفراد والمؤسسات، في تقييمها للإجراءات الحكومية لمواجهة التحديات الاقتصادية؛ إلى أن الحكومة الصينية تتبنى سياسة مالية ونقدية مرنة لمواجهة التحديات الاقتصادية، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة وتقديم حوافز مالية لتعزيز الاستهلاك المحلي. كما تعمل الحكومة على تسريع الابتكار التكنولوجي وتعزيز الاكتفاء الذاتي في الصناعات الحيوية.

وبصفة عامة، أشارت وسائل الإعلام الصينية إلى قوة ومتانة اقتصاد البلاد في التعامل مع الرسوم الأمريكية، بالرغم من التحذيرات من تأثر النمو الاقتصادي بالحرب التجارية، مستشهدة في ذلك بالبيانات الرسمية في شهر إبريل 2025 التي أظهرت أن الاقتصاد الصيني سجل نمواً بنسبة 5.4% في الربع الأول من العام الحالي، متجاوزاً التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى 5.1%. وهذا النمو جاء مدفوعاً بزيادة في الإنتاج الصناعي بنسبة 6.5% وارتفاع في مبيعات التجزئة بنسبة 4.6%. ومع ذلك، ثمة تحذيرات من أن استمرار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة قد يؤثر سلباً في النمو خلال الأشهر المقبلة، حيث خفضت مؤسسات مثل بنك (UBS) السويسري توقعاتها للنمو الصيني هذا العام إلى 3.4%. كما حذرت تقارير من أن استمرار التوترات التجارية قد يؤثر سلباً في الصادرات الصينية، خاصةً في القطاعات التكنولوجية المتقدمة.

2- تداعيات عالمية: أشارت تقارير إعلامية صينية إلى أن الحرب التجارية الحالية قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حيث خفضت وكالة "فيتش" توقعاتها للنمو العالمي في عام 2025 إلى 2.3%، مقارنةً بـ2.9% في عام 2024. كما توقعت أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وتأخير خفض أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفدرالي.

3- استجابات داخلية: ركزت بعض وسائل الإعلام الصينية على الاستجابات الداخلية التي أعلنت عنها بكين بهدف مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية. فعلى سبيل المثال، أشار تقرير نُشر في صحيفة "المرصد الاقتصادي" (Economic Observer)، وهي من أبرز الصحف الاقتصادية في الصين، إلى أن بكين قد تُعزز استثماراتها في البحث والتطوير؛ بهدف تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات الحيوية. فيما ركزت تقارير إعلامية أخرى على سياسات التحفيز الاقتصادي التي أعلنت عنها الحكومة الصينية لمواجهة التحديات، ولا سيّما إطلاق حزمة تحفيز اقتصادي تشمل إصدار سندات خاصة طويلة الأجل بقيمة 1.3 تريليون يوان (نحو 179 مليار دولار) لدعم الاستهلاك المحلي، بما في ذلك تقديم إعانات لشراء السيارات الكهربائية والأجهزة المنزلية. كما تم رفع هدف العجز المالي إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي في العام الحالي، مقارنةً بـ3% في العام الماضي؛ لتوفير مساحة مالية أكبر لمواجهة التحديات الاقتصادية.

4- تنويع الأسواق الخارجية: ركزت وسائل الإعلام الصينية، مثل (Caixin) و(The Paper)، على جهود الصين الخارجية في إدارة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، حيث أشارت إلى أن الرسوم الأمريكية قد تُسرّع من جهود بكين لتنويع أسواقها، وتعزيز سلاسل التوريد البديلة، خاصةً في دول جنوب شرق آسيا وإفريقيا. كما أبرزت صحيفة "غلوبال تايمز" استراتيجيات الصين للتنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية، مشيرة إلى أن بكين تعمل على تعزيز علاقاتها التجارية مع دول جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى تعزيز مبادرة "الحزام والطريق" لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي الدولي.

تأثير الرأي العام:
على الرغم من أن النظام السياسي في الصين لا يقوم على التعددية الحزبية أو الانتخابات العامة المباشرة؛ فإن الرأي العام لم يعد هامشياً كما كان في العقود السابقة؛ فالقيادة الصينية تتابع عن كثب اتجاهات الرأي العام عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي مثل (Weibo) و(WeChat)، وذلك من خلال أجهزة الرصد والتحليل التابعة للحزب الشيوعي الصيني والدولة. وتحرص هذه القيادة، ولا سيّما في أوقات الأزمات الخارجية، على إدارة المزاج الشعبي وتوجيهه؛ ولكنها تأخذ في الاعتبار أيضاً ردود الفعل الشعبية التي قد تؤثر في الاستقرار الاجتماعي أو الصورة الداخلية للسلطة الحاكمة؛ ومن ثم فإن الرأي العام الصيني قد لا يفرض "ضغطاً مباشراً" كالذي يحدث في الديمقراطيات الغربية؛ لكنه يُشكل بيئة نفسية واستراتيجية تؤثر في وتيرة الردود، ونبرة الخطاب، ونطاق التنازلات الممكنة.

وفي هذا السياق، من المُحتمل أن نشهد بالفعل عودة موجهة ومدروسة لحملات "الاستهلاك الوطني" كأداة مواجهة غير مباشرة للضغط التجاري الأمريكي. وقد ظهرت مؤشرات على ذلك في حملات سابقة، مثل حملة دعم العلامات التجارية الصينية خلال أزمة شركة "هواوي" (2019–2020)، والتي لاقت رواجاً كبيراً داخل الصين. وهناك مقومات عدة لنجاح هذه الحملات حالياً، مثل تنامي الفخر القومي تحت شعار "الصين الجديدة"، وتحسّن جودة المنتجات الصينية وخاصةً في التكنولوجيا والسيارات والمحتوى الرقمي، بالإضافة إلى تزايد الوعي الشعبي بأهمية "الاعتماد على الذات".

ومن اللافت أنه مع تفاقم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بدأ بعض المؤثرين على منصات صينية شهيرة، مثل (Douyin) - النسخة الصينية من "تيك توك"-  و Little Red Book - Xiaohongshu))، في نشر محتوى يدعم المنتجات المحلية الصينية، دون توجيه رسمي مباشر؛ مما يُشير إلى "تنشيط ناعم" لهذه الآلية التي برزت كوسيط رقمي يعكس نبض الشارع الصيني، خصوصاً في أوساط الشباب من الطبقة الوسطى المتعلمة والمهتمين بالاستهلاك الرقمي والسياسات الاقتصادية، حيث كثف مستخدمو هذه المنصات من نشر مقاطع فيديو ومنشورات مكتوبة تؤيد السياسات الصينية لمواجهة الإجراءات الأمريكية؛ وهو ما جعلها تستقطب متابعين غير صينيين، خاصةً مع تحميل مستخدمين للمحتوى بلغات أخرى مثل الإنجليزية والفرنسية. 

كما استخدم البعض أسلوب "الميمات" (Memes) الساخرة من الرئيس ترامب، خاصةً بعد قراراته بزيادة الرسوم الجمركية على الصين، وكانت إحدى أكثر الصور تداولاً صورة معدلة لترامب وهو يرفع حائطاً من الضرائب، وكتب عليه "هذه ليست حرباً، هذا جدار مالي ضخم.. لكنه سيسقط!" كما ظهرت تحليلات مبسطة من المستخدمين تتناول المفهوم الجديد لـ"السيادة الاقتصادية" والتقليل من التبعية للغرب، خاصةً في مجالات التكنولوجيا والسيارات الكهربائية ورقائق أشباه الموصلات.

بالإضافة إلى ما سبق، أظهرت استطلاعات رأي نشرتها مواقع مثل (Sohu)، و(Finance) و(Caixin)، أن أكثر من 63% من الشباب الصيني في المدن الكبرى يعتقدون أن تصعيد الحرب التجارية يجب أن يُقابل بتوسيع برامج "الاعتماد على الذات". وبصفة عامة، يمكن اعتبار هذا النوع من "الوطنية الرقمية" نموذجاً صينياً ناعماً في مواجهة القوى الغربية.

ختاماً، يبقى الأمل أن يُدرك صانعو القرار في واشنطن وبكين، أن التحالفات المرنة، والتنافس المنضبط، والتفاهم المتبادل؛ هي مفاتيح صياغة نظام تجاري عالمي أكثر توازناً واستدامة، بعيداً عن شبح الانقسام والتصعيد. وهي المعاني التي حظيت باهتمام الإعلام الصيني في تفاعله مع أزمة الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.
- مركز المستقبل للدراسات والابحاث المتقدمة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سلام

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/05



كتابة تعليق لموضوع : بين الصمود والقلق: اتجاهات الإعلام الصيني إزاء الحرب التجارية مع واشنطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net