عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة الانعام (ح 24)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

من الثقافة الدينية التعرف على المذاهب والمعتقدات الاسلامية مثل الزيدية، الاباضية، الاسماعيلية، الأحمدية، الأشاعرة، المعتزلة، والوهابية. وبما أن القرآن الكريم هو المصدر الأساس في التشريع الاسلامي فيمكن بواسطته معرفة الاختلافات التفسيرية لآياته المباركة. علماء المذهب أو المعتقد الزيدي لهم تفاسيرهم الخاصة بهم وان لم يبتعدوا في معظم آيات القرآن الكريم عن المذاهب الاسلامية الا أنهم يختلفون في تفسيرهم لبعض الآيات القرآنية. من المواقع التي تهتم بالزيدية: الكاظم الزيدي، شبكة الثقلين الثقافية، عرفان، الزيدي، صفحة الزيدية، والزيدية والرد على شبهاتهم.
جاء في موقع الكاظم الزيدي عن ما هُو الدّليل على سلامَة القرآن من الزّيادة والنّقص؟ للإمَام زيد بن عَلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (75-122هـ)، تفسيرُ (غريب القرآن)، وليس فيه حرفٌ خالفَ به على القرآن الذي عرفَته الأمّة، وهذا توثيقٌ آخَر من طريق العترَة الفاطميّة. نعم ولم يُؤثر من طريق الزيدية بما أصلُه الصحّة مَا يقدحُ في روايَة القُرآن، وإجماع سادات العترَة وقُرناء الكِتاب هُو أنّ كتاب الله تعالى محفوظةٌ آياتُه وفَهمه، وأنّ مَن اختلطَ عليه الأمر من اختلاف المحُدّثين والمُصنّفين من فِرق المُسلمين، فلاختلافِهم حول أهل بيت نبيّهم، وتقديمهِم أنفسهِم على من فضّل الله تعالى من خلقِه، سنّة مَن قد مضَى في التّفضيل والاصطفَاء حتّى قال بعضهُم بمقولَة سلفهِم ردّاً للتفضيل والاصطفَاء، "وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أليْسَ اللَّـهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ" (الأنعام 53)، ولَو لم يكُن أمثال حديث الثّقلين والسّفينة والنّجوم وما تواتر في شأن وفضل العترة موجوداً ظاهراً شاهراً لكان لهُم العُذر في التخلّف عن ركبهِم، فلّما تخلّفوا عن رَكبهم اختلفُوا حول القرآن والسنّة، والله نسألُ أن يجمع أمر الأمّة على ما يُحبّ ويرضَى، والحمدلله.
جاء في موقع الزيدي عن عقيدة الخلود في ميزان الثقلين (كتاب الله – أهل البيت): قال الله تعالى: "وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الأنعام 54). الشّاهد: تأمّل عفو الله ورحمته مَن يشاء أن تتحقّق فيه، ومَن يستحقّها، إنّما يستحقّها أصحاب الصغائر غير المُتعمِّدين، ثمّ هُو بعد هذه الصغائر والهنّات غير المُتعمَّدة يستغفرون الله في حركاتهم وسَكناتهم في ليلهِم ونهارِهم، فهذا الاستغفار يَمحو الصّغائر غير المتعمّدة، وهُو يُسمّى توبَة، وليسَت توبةً مقرّرة كالتوبَة الواجبَة على أصحاب الكبائر والفواحش، فتوبَتُهم تكون من ذنبٍ كبيرٍ متعمَّد، فيلزمُ التوبَة المخصّصة للذنوب الكبيرة، وأن يعزمَ على ألاّ يعود لذلك الذّنب، وأن يستحلّ من النّاس حُقوقَهُم، وكذلك الصغائر المُتعمّدة يجب التوبَة منها. نعم ثم انظر حال أهل الكبائر المُتعدّين المُصرِّين هل يستحقّون رحمة الله وغُفرانه؟ والله تعالى يقول: "أنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، وأولئك (أصحاب الكبائر) فلم يتوبوا.
عن صفحة الزيدية والرد على شبهاتهم: تفضيل نهج الإمامية على مذهب الزيدية بالأدلة الشرعية (الحلقة الثالثة) للكاتب مروان خليفات: الدليل الثالث: الإمامة نصٌ إلهي ونبوي ولا دليل على القيام بالسيف والدعوة: القرآن هو المصدر الأساس الذي ينبغي رد كل خلاف إليه، وعرضه عليه، وحين ننظر في كتاب الله نجده يقرر بلسان عربي مبين: ـــ الإمامة جعل وعهد من الله. ــ صار إبراهيم عليه السلام إماما بعد أن كان نبيا رسولا، فالإمامة متأخرة رتبة على النبوة، وفيه دلالة على أن الإمامة أعلى من النبوة. ـــ دلت الآية على عصمة الإمام، فمنع كل ظالم من نيلها. وجعلناهم أئمة: استجاب الله دعوة إبراهيم عليه السلام وجعل أئمة من ذريته في بني إسرائيل كإسحاق ويعقوب فقال تعالى: "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات" (الأنبياء 73). وقال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وكانوا بآياتنا يوقنون" (السجدة 24) في هاتين الآيتين تأكيد على أن الجعل من الله، وأن الأئمة ما صاروا بذاك المقام إلا بصبرهم ويقينهم، وهنا ينبغي اثبات هاتين الصفتين لأي إمام يعينه الله. ولو رجعنا قليلا إلى إبراهيم ع فنجد أنه كان صابرا، أراه الله ملكوته ليكون موقنا، ثم ليصير إماما. قال تعالى: "وكذلك نري إبراهيم ملكون السموات والأرض وليكون من الموقنين" (الأنعام 75).
کتاب التعرف على زيدية اليمن للمؤلف يحيى طالب مشاري الشريف: ورد في العقد الثمين للأمير حسين بن بدر الدين مايلي: أيها الطالب للرشاد، والهارب بنفسه عن هوه الالحاد. فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله فإن قيل لك بم عرفت ذلك؟ فقل لأنه خلقني، ومن خلق شيئا فهو ربه. فإن قيل لك: بم عرفت أنه خلقك؟ قل: لأني لم أكن شيئا ثم صرت شيئا، ولم أكن قادرا ثم صرت قادرا، و كنت صغيرا ثم صرت كبيرا، ولم أكن عاقلا ثم صرت عاقلا، وشاهدت الأشياء تحدث بعد أن لم تكن. فإن قيل: ربك قادر، أم غير قادر؟ فقل: بل هو قادر، لأنه أوجد هذه الأفعال التي هي العالم، والفعل لا يصح إلا من قادر. فإن قيل: أربك عالم، أم غير عالم؟ فقل بل هو عالم، وبرهان ذلك ما نشاهده فيما خلقه من بدائع الحكمة، وغرائب الصنعة، فإن فيها من الإحكام الترتيب، ما يعجز عن وصفه اللبيب. فإن قيل: أربك حي، أم لا فقل: بل حي، لأنه تعالى لو لم يكن حيا لم يكن قادرا، ولا عالما، لأن الميت والجماد لا يفعلان فعلا، ولا يحدثان صنعا. فإن قيل: أربك قديم، أم غير قديم؟ فقل: هو موجود لا أول لوجوده، لأنه لو كان لوجوده أول لكان محدثا، ولو كان محدثا لاحتاج إلى محدث، إلى ما لا يتناهى، وذلك محال. فإن قيل: أربك سميع بصير؟ فقل: أجل لأنه حي كما تقدم، ولا يعتريه شئ من الآفات، لأن الآفات لا تجوز إلا على الأجسام، وهو تعالى ليس بجسم، لأن الأجسام محدثة كما تقدم، وهو تعالى قديم أيضا. فإن قيل: أربك مشبه الأشياء؟ ربي لا يشبه الأشياء، لأن الأشياء سواه: جوهر، وعرض، وجسم. ولا يجوز أن يكون جوهرا، ولا عرضا، لأنهما غير حيين ولا قادرين، وهو تعالى حي قادر، ولأنهما محدثان وهو قديم، ولا يجوز أن يكون جسما، لأنا قد بينا أنه خالق الأجسام، والشئ لا يخلق مثله، ولأن الجسم مؤلف مصنوع، يفترق ويجتمع، ويسكن ويتحرك، ويكون في الجهات، وتسبقه الأوقات، وكل ذلك شواهد الحدوث، وقد ثبت أنه تعالى قديم. فإن قيل: إنه قد ذكر في القرآن: "يداه مبسوطتان" (المائدة 64) وأن له جنبا، وعينا، وأعينا، ونفسا، وأيد، لقوله: (مما علمته أيدينا) ووجها. فقل: يداه نعمتاه، ويده قدرته والأيدي هي: القدرة، والقوة أيضا. وجنبا في قوله تعالى: "يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله" (الزمر 56)، أي: في طاعته. نفسك)، المراد به: تعلم سري وغيبي، ولا أعلم سرك وغيبك ووجهه: ذاته ونفسه: ذاته، وقوله تعالى: "فثم وجه الله" (البقرة 115) أي الجهة التي وجهكم إليها. وما ذكر من العين والأعين فالمراد به الحفظ والكلاءة والعلم. وقوله (استوى على العرش)، استواؤه: استيلاؤه بالقدرة والسلطان، ليس كمثله شئ، ولا يشبه ميت ولا حي. فإن قيل: أربك غني أم لا؟ فقل إنه غني لم يزل ولا يزال، ولا تجوز عليه الحاجة في حال من الأحوال، لأن الحاجة لا تجوز إلا على من جازت عليه المنفعة والمضرة، واللذة والألم، فإن قيل: أربك يرى بالأبصار، أم لا يرى؟ فقل: هذه مقالة باطلة عند أولى الأبصار، لأنه لو رئي في مكان لدل ذلك على حدوثه، لأن ما حواه محدود محدث فإن قيل: إنه يرى قس "في" غير مكان. فهذا لا يعقل، بل فيه نفي الرؤية وقد قال تعالى: "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" (الأنعام 103).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat