حوارية (١٤٢) الأنثى ملاك الرحمة أصبحت اليوم محطة للإغراء والشهوة.
زاهر حسين العبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زاهر حسين العبدالله

السائل: آه آه آه أصبح مسرح الحياة صالة أفراح بالنسبة لبعض الموظفات بمختلف طبقاتهن أكثر منها حجاب ساتر يحشم المرأة فأصبحت محلا للإغراء فما هي نصيحتك لي تجاه نفسي لهذه المناظر وعلاقتي معهن وما هي الطرق التي من خلالها يمكن أن أكون مؤثرا فيهن؟
الجواب بسمه تعالى:
سلامتك من الآه أولاً ، وهذا الألم ينم على إيمان وحسرة وأذكرك بقول الله تعالى
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) } النور .
إن ما يجري من حولك من بعض الموظفات في أي مجال لا أظن أن القانون مكتوب لهن ليفعلن هذه المبالغات في عدم الحشمة والوقار بل القانون يهمه تأدية الواجب الأخلاقي والقيمي وعدم إيذاء الأخرين بأي صور من الأشكال وذلك من خلال الخدمة المقدمة والاهتمام الذي يحتاجه المستفيد في أي مجال في مسرح الحياة ولا أظن أن شكل الموظفة غير الطبيعي من وضع المساحيق وإخراج ما يغري المستفيد مما يأذن به القانون فهل كلامي صحيح؟
السائل:
نعم صحيح القانون لا يوجد فيه إخراج الزينة والمبالغات في إظهار المفاتن بقصد أو بغير قصد القانون عندنا يأمر برعاية وخدمة المستفيد بالشكل اللائق بما يقضي حاجته وهذه وظيفة سامية يسعى لها كل واعي في هذا المجتمع . لكن لفت انتباهي الآية التي أرسلت أنها بها دروس خاصة بالرجل وهناك دروس خاصة بالنساء فهلا سلطت الضوء عليها وما نستفيده منها كي نضعها ميزانا لسلوكنا وتصرفاتنا رجالا ونساء ومرضى؟
الجواب:
إن الله سبحانه وتعالى هو الخالق المصور والحكيم والمدبر ويعرف ما يصلح عباده سواء كانوا من النساء أو الرجال وقد أشارت الآية إلى دروس عميقة جداً لكل قلب سليم يخاف الله سبحانه ويخشى لقاءه من أن يُسوّد صحيفة أعماله بما اكتسبت يداه من ظلم لنفسه من الرجال والنساء.
سنقف عندها بعين القلب والعقل لكلا الجنسين ونسأل من الله الهداية لنا ولكم فيها.
الدروس التي يستفيدها الرجال من قوله تعالى :
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)} النور.
١-أقصر الطرق لسهام إبليس لقلوب الرجال هو نظرة الريبة أو الحرام للمرأة الأجنبية من غير محارمهم، ولذا جاءت الشريعة الإسلامية بالتحذير من هذه النظرة المحرمة ووعدت من يحفظ عينه بالثواب العظيم. فقد جاء في كتاب ميزان الحكمة من الروايات ما يببن ذلك فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ما من مسلم ينظر امرأة أول رمقة ثم يغض بصره إلا أحدث الله تعالى له عبادة يجد حلاوتها في قلبه.
وعنه (صلى الله عليه وآله): النظر سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفا من الله أعطاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم يرتد إليه بصره، حتى يزوجه الله من الحور العين.
وعنه عليه السلام النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة. (١)
فالمتأمل في الروايات الشريفة يجد أنها تُشكل حاجبا إيمانيا عن نظرة الريبة أو المحرمة حتى لو كانت المرأة متهاونة في حجابها وعفتها وخدرها وهذا لا ينفي ظلمها لنفسها بهذا التصرف كما سنقف على دروس الآية المباركة للنساء لاحقاً.
٢-إن في الابتعاد عن نظرة الريبة أو الشهوة تزكية للنفس وتصفية للروح من تلوثها بالمعاصي وحفاظا عليها من وساوس الشيطان الرجيم.
٣-تنبيه وتحذير من قبل الحق سبحانه أن الإنسان مراقب من قبل الله سبحانه وتعالى في خلواته فليكن حاجب الحياء من الحق سبحانه هو الحاكم على تصرفاته.
الخلاصة:
إذا تورع الإنسان عن النظر إلى النساء اللاتي لا تراعي حدود الحجاب والابتعاد عن كل ما يعزز وجود الشيطان في نفسه كان أقرب لله سبحانه وتعالى حتى لو كانت علاقته جافة مع زميلاته في العمل ويغلق كل منافذ الشيطان وليحدد علاقته بها بالعمل فقط، ويشغله في ذلك سلامة دينه قبل كل شيء دون تجريج أو تعرض لامتهان أو استهزاء بالطرف المقابل من النساء. فكل إنسان أعلم بما يعمل من تصرفات وأنه سيحاسبه الله على فعله. وما عليه سوى كثرة الاستغفار من كل ذنب على كل حال. وقد ورد عن سيد الموحدين ما يعين على النفس من أن لا تقع فريسة أمام هذا الإغراء.
حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بالله، وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين. (٢)
وقال عليه السلام [يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل: أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين وسلم تكفَ مؤونة إبليس والشياطين معه ولو أنهم كلهم أبالسة مثله] (٣)
السائل:
أحسنتم. طيب، ما الدروس التي في الآية للنساء أرجو بيانها لي؟
الجواب:
تعال نقرأ ونتأمل الآية بعين القلب والخوف من الله سبحانه مع ملاحظة أننا سنقف للمحاسبة ونحن مسؤولون يوم القيامة عن تصرفاتنا حيث قال تعالى {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)} الصافات.
نأتي للآية الكريمة ونستخرج منها ما يُصلح حالنا وحال بعض أخواتنا اللاتي استهن بالحجاب والحياء والعفة ولم يراعين قلوب الشباب حولهن ولا تعلم أنها إذا أثارت غرائز الرجل بقصد أو بغير قصد بسبب لبسها أو زينتها أو مشيها أو قولها أو صوت أقدامها كما ستبينه الآية المباركة في قوله تعالى:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ ....} إلى قوله تعالى {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} النور. فإنها ستوقف بين يدي الله تعالى وستسأل.
مقدمة مهمة جداً:
أختي المؤمنة إن الله سبحانه وتعالى كرمك بواسع رحمته وبالغ في الاهتمام بكِ حيث سخّر لك الأب والأخ والزوج وأوجب عليهم احترامك وتقديرك وبعضهم أوجب النفقة عليهن فهل يكافأ هذا الكرم بترك ما أمر الله ونهى عنه فتصبحن ممن قال الله تعالى حقه : {ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ الله هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)} الجاثية. فعليكن أن تكن أعلى وأجل من أن تعصين الله سبحانه بعد أن أنعم عليكن بكرمه وجوده وتتبعن أهواء الناس والموضة والبعد عن تعاليم الله سبحانه وتعالى وقد ورد عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله (٤)
وهي شاملة للرجال النساء وقال سيد الموحدين عليه السلام : العفة شيمة الأكياس، الشره سجية الأرجاس.
وقال : عليك بالعفاف، فإنه أفضل شيم الأشراف.
وقال : العفاف يصون النفس وينزهها عن الدنايا.
وقال : عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم. (٥)
والآن نعود للآية المباركة مع أخواتنا وما فيها من دروس تشعل روح المسـؤولية في قلوبهن.
الدروس التي نتعلمها من الآية:
١-أن المرأة يجب عليها غض البصر عن الرجل وسيما كان أم غير وسيم وعن كل الذي يثير غرائزها ولها من الثواب العظيم لو غضت بصرها مثل ما للرجل.
٢-على النساء ألا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ومشهور الفقهاء قيّد ما ظهر منها قرص والوجه والكفين بشرط عدم وجود الزينة عليها بقرينة [ولا يبدين زينتهن] وهنا مطلق الزينة سواء كان زينة أو لبس ما يثير الرجل ويبرز مفاتنها ومفاصل جسدها وشعرها وغير ذلك.
لو رجعنا لفتوى السيد السيستاني في موقعه الرسمي بخصوص فتح الوجه لوجدنا أنه يحرم فتحه بسبب وجود الفتنة والريبة
السائل: إذا استلزم كشف وجه المرأة فتنة وريبة فهل يجوز لها ان تكشف عن وجهها؟
الجواب : إذا خافت الوقوع في الحرام بسبب افتتان الغير بالنظر الي وجهها لم يجز لها ابداؤه له... ومع خوف الوقوع في الحرام أو لكونه بداعي ايقاع الرجل في النظر المحرم فيحرم الابداء حينئذٍ حتى بالنسبة الى المحارم .
المستفاد من الفتوى : إذاً حسب الواقع الموجود في وصف السائل ما يحدث عن بعض الموظفات من وضع الزينة والمساحيق على الوجه فهو حرام كشفه للأجنبي أي زميلها في العمل .
٣- ولتتأمل المرأة قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ .
ومشهور الفقهاء يقول : إنه يجب ستر جميع البدن عن نظر الأجنبي من غير أرحامها من والديها وزوجها وإخوتها أو أبناء إخوتها وأخواتها والخمار هنا المقصود به ما يلقى على الرأس من حجاب يغطي كامل شعرها وصدرها كاملا وبدنها ولا يظهر مفاتنها من الساعدين والساقين وغيرها مما يعف اللسان عن ذكره واللبيب بالإشارة يفهم.
٤-إن الزينة بكل أشكالها محرم على المرأة إبداؤها للأجنبي قلت أو كثرت فمن باب أولى الكلام الذي يكون مع ميوعة أو المزاح والتصرفات التي تخرج أنوثتها أمام الأجنبي كرفع الصوت والضحك بمسمع من الرجال سواء كانوا مرضى أو مراجعين أو أطباء وغيرهم.
٥- زاد بيان الحق سبحانه لمزيد وقار وحشمة المرأة وعفتها أن ركّز على مشي المرأة إذا كان مثيرا وغير مناسب ينظر إليه الرجال. لذا ينبغي أن يلبسن مالا يُحدث صوتا أو يظهر ظاهر القدم لأن من المحرمات كشف ظاهر القدم للأجنبي عند مشهور فقهائنا فكيف إذا كان مكشوفا وبه خلخال مثلاً والساق ظاهر هذا من باب أولى فعلى المؤمنات التقوى والخوف والورع عن محارم الله سبحانه. ولتخش يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا عادات ولا تقاليد إلا من أتى الله بقلب سليم من كل ما يلوث إيمانها ووظيفتها أمام الله سبحانه لأن العذاب المُعد مخيف جداً جدا وسنذكر هنا رواية من باب التذكير فعن أبي جعفر الثاني، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدته يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟
فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من نساء أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها متقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة رجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار.
فقالت فاطمة عليها السلام : حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟
فقال: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، وأما التي شد يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب، فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة، وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها، وأما التي كانت يقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأما التي كانت يحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة، وأما التي كانت رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة، وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة. ثم قال صلى الله عليه وآله: ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضي عنها زوجه (٦)
السائل:
أحسنتم وقد أرهبتني كثيراً بالرواية الأخيرة وهزتني من الأعماق فما حال من تفعل بعض هذه الأفعال نسأل من الله السلامة لأخواتنا من مكائد الشيطان الرجيم. طيب هل الرسالة التي نقدمها لأخواتنا في المستشفى ترفع اللوم عنا يوم القيامة؟
الجواب:
نعم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على كل مؤمن ومؤمنة ولكن بشروطها الموجودة حسب مرجعك ولكن ملخص المشهور في حالتكم هذه
تذكير الأخوات بطرق خاصة لا تحرج المرأة أمام أحد فأعلمها أن ما تقومين به يغضب الله سبحانه وهو محط سخطه وعقابه فاحذري مكر الله وإن الله ليس بغافل عما يفعل الظالمون كما قال تعالى {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)} الأعراف.
وقول الله تعالى هذا للغافلين عن طاعة الله سبحانه بمعصيته سواء من الرجال أو النساء.
كلمة أخيرة أوجهها من أعماق القلب لبعض الأخوات في المستشفيات وهي :
أختي لن ينفعك فيما تلبسينه في أول ليلة في قبرك أحد فاستعدي للجواب يوم القيامة وتذكري ما رآه النبي الأعظم في بعض نساء من أمته في ألوان العذاب، ثم أنه أول من يتبرأ منك من مدحك على زينتك أو شكلك ومزحك أو لطفك من الرجال والنساء في داخل المستشفى خصوصا إذا كان مشتملا على المحرمات كما هو الظاهر من المكتوب. وتذكري أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل وما ربك بظلام للعبيد فعلينا بالتقوى في كل أمورنا وكثرة الاستغفار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
السائل:
رحم الله والديك وأرجو أن يكون لحوارنا هذا ثمرة في قلوبنا وقلوب أخواتنا المؤمنات والمسلمات ولمن يصل إليه بحول من الله سبحانه وتعالى وببركة الصلاة على محمد وآل محمد.
الجواب:
نستغفر الله من سيئات أعمالنا وشرور أنفسنا ونسأله أن يتقبل منا ومنكم هذا القليل وأن يحفظنا وجميع المؤمنين والمؤمنات من مغريات الفتن في هذه الحياة والحمد لله رب العالمين.
✍️ : زاهر حسين العبد الله
المصادر:
(1) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٣٢٩٢.
(2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٢ - الصفحة ١٣٦.
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٢٧١
(4) الخصال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٩٨.
(5) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٠٠٦.
(6) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٠ - الصفحة ٢٤٥.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat