المنازل القديمة في العراق.. خطر داهم فوق رؤوس أصحابها

كتابات في الميزان / ازدادت حالات سقوط المنازل القديمة في العراق لاسيما أوقات الأمطار، جراء تهالك أسقفها وعدم قدرة المواطنين على ترميمها أو بناء منازل جديدة تناسب حالتهم المالية.

وتسجل المحافظات العراقية، وخاصة القرى وأطراف المناطق السكنية، وفيات وإصابات متكررة نتيجة انهيار المنازل السكنية على أصحابها بسبب قدمها وتهالكها.

وبينما لا تملك العائلات التي تسكن تلك المنازل القدرة على ترميمها أو الانتقال إلى منازل بديلة، يحذر مسؤولون وناشطون من خطورة تلك المنازل على أصحابها، مطالبين بمعالجات حكومية للملف.

ولا تنحصر انهيارات المنازل في البلاد خلال فترات الأمطار والسيول، وإن كانت تتزايد بسببها، إلا أنها تسجل أيضاً في الظروف الجوية الطبيعية، وهو أمر خطير للغاية، حيث تعيش مئات العائلات حالات رعب وخوف مع عجزها عن توفير حلول.

وأول أمس الجمعة، توفيت فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، إثر انهيار سقف منزلها في محافظة المثنى (جنوباً).

ونقلت محطات إخبارية محلية عن مصادر في المحافظة قولها إن “الفتاة توفيت نتيجة سقوط سقف منزلها المصنوع من جذوع النخل في منطقة الرحاب شرقي قضاء الخضر”.

مبينة أن “الحادث أسفر عن وفاتها على الفور”.

وأكدت أن “شرطة المحافظة باشرت تحقيقاتها لمعرفة أسباب الانهيار”. فيما لم تكشف قيادة الشرطة بعد عن النتائج الأولية للتحقيق.

تكرار الانهيارات

من جهته، أكد مسؤول في مديرية الدفاع المدني العامة في البلاد أن مئات المنازل في البلاد لا تزال عرضة للانهيار في أي لحظة.

مبيناً أن “الانهيارات تتكرر في أوقات الأمطار والسيول، وأن العامين الماضي والحالي شهدا انهيار أكثر من 100 منزل موزعة على محافظات البلاد. وتسببت بعشرات الإصابات والوفيات من أصحاب تلك المنازل”.

وأوضح أن “معظم تلك المنازل تعود لعائلات فقيرة لا قدرة لها على ترميمها. وأن البعض منها منازل طينية والبعض الآخر مبينة بالطابوق أو البلوك الأسمنتي. إلا أنها تفتقر إلى معايير الجودة في البناء والمواد التي بنيت منها”.

مبيناً أننا “حذرنا أصحاب الكثير من تلك المنازل من خطورة بقائهم في منازلهم، خاصة في الظروف الجوية الماطرة، إلا أنهم لا يملكون حلولاً بديلة”.

وأشار إلى أننا “أمام انهيارات متكررة في الفترات المقبلة، ويجب على أصحاب تلك المنازل مغادرتها والبحث عن بدائل لهم في كل الأحوال”.

مسؤولية حكومية

من جهته، حمّل الناشط في مجال حقوق الإنسان في العراق، ماهر العبيدي، الحكومة مسؤولية الملف.

مؤكداً  أن “الملف خطير للغاية. إننا أمام حالات وفاة وإصابات قد تحدث في أي وقت، وأن حالات الرعب التي تعيشها الكثير من العائلات التي تعلم أن منازلها المتهالكة ستنهار، تكفي لأن تتحرك الحكومة والجهات المسؤولة بحثاً عن حلول”.

وأوضح العبيدي أنه “لا توجد إحصائيات رسمية لأعداد تلك المنازل، لكنها بالمئات، وهي منتشرة بعموم المحافظات خاصة في القرى، وفي أطراف الأقضية والنواحي”.

مشيراً إلى أن “تلك العائلات بحاجة إلى دعم حكومي لترميم منازلها أو الانتقال لمنازل جديدة، وعلى الحكومة أن تتحرك لوضع الحلول”.

منازل قديمة من القرن الماضي

وتعيش آلاف العائلات العراقية حتى اليوم، في منازل شيدت في القرن الماضي حتى منتصفه، ولم تقم بترميم منازلها طوال هذه الفترات.

وقال الحاج أبو كريم (61 عاماً)، وهو من أهالي بلدة العظيم بمحافظة ديالى: “نعيش حالة رعب نحن وأطفالنا خاصة في أوقات الأمطار.

وتابع شيدنا منزلنا في ثمانينيات القرن الماضي، وهو اليوم متهالك جداً وآيل للانهيار”.

وأوضح أن “ظروفنا المادية وعموم المزارعين ومربي الأغنام في البلدة ضعيفة ولا قدرة لنا على إيجاد بدائل والانتقال إلى مساكن جديدة. خاصة أن أزمة المياه التي تعيشها المحافظة حرمتنا حتى فرص العمل واكتساب الرزق”، مناشداً الحكومة بـ “إيجاد حلول وتوفير معالجات”.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت نهاية عام 2023 أن لجنة حكومية عالجت أكثر من 2500 مبنى حكومي وأهلي آيل للانهيار في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى. في خطوة تهدف إلى تحجيم مخاطر تلك المباني القديمة والأخرى التي تشيّد خارج الضوابط، إلا أن المنازل السكنية الآيلة للانهيار لم تكن ضمن خطتها.

الجدير ذكره أن آلاف العائلات العراقية لا تزال تعيش حالات فقر وبطالة، على الرغم من أن وزارة التخطيط في الحكومة العراقية قد أعلنت منتصف فبراير/ شباط الماضي. تراجع مستويات الفقر في عموم مدن البلاد، إلى 17.5%. ضمن النتائج التي أفرزتها عملية تعداد السكان العام التي أجريت نهاية العام الماضي.

وأكدت أن الحكومة وجّهت حزمة كبيرة من برامج مكافحة الفقر والبطالة في البلاد خلال العامين الماضيين، مستفيدة من الوفرة المالية لديها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/27



كتابة تعليق لموضوع : المنازل القديمة في العراق.. خطر داهم فوق رؤوس أصحابها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net