السيد المرجع الديني الكبير، السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله، في سطور:
باقر الكيشوان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر الكيشوان الموسوي

المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد علي الحسيني السيستاني - دام ظله - شخصية استثنائية تمتاز بحكمة عالية، ورؤية شاملة، وأخلاق رفيعة جعلت منه مرجعية دينية لها تأثير كبير ليس فقط في العراق، بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فسماته وخصاله تميزت بالتوازن بين العلم والعمل، وبين الاجتهاد الفقهي والحرص على مصلحة الأمة الإسلامية جمعاء.، و يمكن إجمال تلك السمات و المزايا و الخصال في التالي:
1. العلم والمعرفة: من أبرز سماته - حفظه الله و رعاه -، سعة علمه وعمق درايته بالأمور الفقهية والشرعية. فقد ترأس مدرسة علمية رصينة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وجمع بين الدقة في فهم النصوص الشرعية وحسن التأويل. يتسم اجتهاده بالمرونة والواقعية، حيث يتمكن من استنباط حلول عملية تلائم متغيرات العصر وتعالج القضايا المستجدة في حياة المسلمين.
2. التواضع والإنسانية: كان السيد - متع الله سبحانه العالمين ببقائه - وما يزال مثالًا للتواضع الجم، رغم مكانته المرجعية الكبيرة، فقد عاش حياة بسيطة، ولم يظهر عليه أي ميل للتفاخر أو التكسب السياسي. يعكس سلوكه الاجتماعي مع الناس تواضعًا بالغًا، حيث كان دائمًا قريبًا من معاناتهم، ومستعدًا للإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم دون تمييز.
3. الحكمة في التوجيه: توجيهات السيد - مد في عمره - تتميز بالحكمة، والعقلانية، والهدوء. في كل موقف، يظهر حرصه على تجنب التوترات والصراعات، مشددًا على أهمية الوحدة بين المسلمين واحترام التنوع الثقافي والديني في المجتمعات الإسلامية. لقد كانت مواقفه دائمًا تدعو إلى التوازن بين الحفاظ على الهوية الدينية والاندماج الإيجابي في المجتمعات الحديثة.
4. العمل من أجل المصالح العليا للأمة: السيد السيستاني - بارك الله تعالى في وجوده - كانت توجيهاته دائمًا منطلقًا من مصلحة الأمة الإسلامية، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو السياسي. كانت مواقفه السياسية والتوجيهات التي أصدرها تهدف دائمًا إلى حماية استقرار المجتمعات الإسلامية، وتجنب الفتن والصراعات الطائفية، وتوفير بيئة يسودها العدل والمساواة.
5. الدعوة للسلام والتعايش: كان السيد - أعلى الله تعالى مقامه - يولي اهتمامًا بالغًا بالقيم الإنسانية مثل السلام، والتعايش السلمي بين مختلف المكونات في المجتمعات. في فترات عصيبة مرّت بها الأمة الإسلامية، كان له دور بارز في الدعوة إلى الحوار بين الفرق والطوائف المختلفة، مُبرزًا أهمية الوحدة الإسلامية في مواجهة التحديات الكبرى التي تهددها.
6. التوجيه الروحي والأخلاقي: سماحته - رعاه الله - لم يكن يهتم فقط بالجوانب الفقهية، بل كان دائمًا يشدد على أهمية الأخلاق، والتقوى، والورع في حياة المسلم. كانت توجيهاته تركز على ضرورة التزام المسلم بالقيم الإسلامية في تعاملاته اليومية، سواء في العمل، أو في الأسرة، أو في المجتمع بشكل عام. كما كان يؤكد على أهمية الحفاظ على القيم الإسلامية في مواجهة الانفتاح الثقافي العالمي المتسارع.
7. تأثيره في العالم الإسلامي: رغم أن مرجعية السيد السيستاني - حفظه الله - في المقام الأول كانت في العراق، إلا أن تأثيره امتد ليشمل كافة بقاع العالم الإسلامي. كانت بياناته وفتاويه تُعد مرجعية للمسلمين في مختلف الدول، حيث كان يُنظر إليها على أنها تمثل صواب الرأي، ورؤية شاملة تهدف إلى حماية المسلمين من الفتن، وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية.
8. التأكيد على المصلحة العامة: من خلال مواقفه السياسية والدينية، كان السيد السيستاني - أعلى الله شأنه -دائمًا يدعو إلى ضرورة أن تكون مصلحة الأمة الإسلامية فوق أي مصلحة شخصية أو طائفية. وهو ما جعل رأيه محل احترام كبير لدى مختلف فئات الشعب العراقي والشعوب الإسلامية عمومًا.
9. الحفاظ على استقلالية المرجعية: من أهم ما يميز السيد السيستاني - اصلح الله به أمور المسلمين -، هو حفاظه على استقلالية مرجعيته الدينية، حيث كان بعيدًا عن التدخلات السياسية أو الانحياز لأي جهة سياسية معينة. كان ينأى بنفسه عن أي تحالفات قد تؤثر على مصداقيته كمصدر ديني مستقل ومؤثر.
و خلاصة الكلام: السيد السيستاني دام ظله هو رمز من رموز الحكمة والاعتدال في الفكر الفقهي والسياسي، ويعتبر نموذجًا مرجعيًا رائدًا في تقديم التوجيهات التي تسعى إلى حماية مصالح الأمة الإسلامية في شتى جوانب الحياة. إن سلوكه القويم، وأخلاقه السامية، واهتمامه العميق بقضايا المسلمين في كل مكان، جعل منه مرجعية محورية وأسطورة حية في تاريخ الأمة الإسلامية المعاصرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat