كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

محاورة مع ؟ 

 ها هو الحسين ابن علي تنهض الأرض له . 
جسده مبرج بالسهام. 
يكاد لا يُرى شيئا منه سوى .مجموعة كبيرة من السهام . 
 
هؤلاء  الاشقياء يقتربون منه ، 
لقد سلبوه كل ما يملك . 
درعه . 
سيفه . 
عمامته الشريفة . 
حتى خاتمة ، 
لم يبق على جسده سوى ثوب قديم بالي ،لا يهتم به أحد . 
ولكن ماذا يصنع هؤلاء . 
لقد تخطوا كل الحدود  
هاهم يحاولون سلبه لباسه القديم المتهالك . 
لكنه قديم وقد تمزق من جراء السهام التي اخترقته . 
 
ماذا يحصل ؟ 
لقد نشب  صراع بين اللباس والوحش الذي يحاول سلبه من على جسد الحسين ، 
أراه يصارعه بكل قوة . 
 
أن اللباس يصارع وهو متمسك بالجسد الطاهر  
لا يريد تركه . 
اقسم بأني سمعت صراخه 
تقربت منه وانا استمع لما يقوله . 
كان يقول : 
اتركوني لا اريد أن اترك الجسد الطاهر . 
اتركوني دعوني اتبرك بهذه الدماء الزكية  . 
 
وكأنه عرف بقدومي نظر لي نظرة وقال . 
مابكِ لم انت  واقفه تتفرجين افعلي شيئا . 
 
ماذا افعل قلت وكلماتي ترتجف . 
لا اعلم لكن لا تقفي وانتِ تتفرجين علي  وانا اسلب من بين جسد الحسين . 
ارجوكِ لا اريد تركه . 
 
تقربت منهم وانا أرى الحقد في أعينهم .لقد كانوا أشد كرها له من اي شيء في الوجود . 
ويل قلبي على جسدك ياسيدي . 
اعرف ان روحك الطاهرة الان مع جدك وامك وأبيك عليهم السلام. 
لكن جسدك قد تقطع هذا الجسد الذي حمل روحك كل هذه السنين . 
حاولت أن أمنعهم من سلب ذالك الثوب . 
لكن عبثا افعل، يبدو انك وحدك تراني ايها الثوب القديم . 
حمل الرجل الثوب  بين يديه وكأنه يحمل كنزا ، 
وضعه في حقيبة فوق فرسه . 
صرت انظر له وهو يتدلى من الحقيبة وكان  ينظر إلى الجسد الذي تشرف بملامسته . 
راح كم الثوب يلوح وكأنه يودع جسد الحسين. 
 
مسكين هذا الثوب الذي لم تكمل سعادته فوق جسد الحسين بن علي.
 

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!