صفحة الكاتب : حوراء بطيخ

الحرب الناعمة والشعائر الحسينية 
حوراء بطيخ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يعد مفهوم "الحرب الناعمة" من المفاهيم التي استحدثت في عالم الحروب وتعني "استخدام كافة الوسائل المتاحة للتأثير على الآخرين بدون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية" جذوة البحث عندي بسبب كثرة استعمالها تعد هذه الحرب من أخطر الحروب وأكثرها  تأثيرا على المجتمعات والشعوب، كما أن  خطورتها تفوق الحرب العسكرية بكثير وذلك  نابع من انها تهدف الى تغيير أفكار ومعتقدات الشعوب. وهذا النوع من الحروب تتبعه الدول  
العدائية مع دولة أخرى من أجل  احتلالها فكرياً والسيطرة عليها،  
ويعد هذا النوع من أخبث الانواع،  
وشائع جدا في وقتنا الحاضر، وتطبق هذه السياسة من خلال استهداف عدة نقاط أو عوامل موجودة في المجتمع
منها الدين، التعليم، الإعلام، العلاقات الاجتماعية والقانون
تعتمد الحرب الناعمة على الجذب والإغواء وعبر لعب دور المصلح والمنقذ.

السؤال الذي يثار هنا
هل الحرب الناعمة وصلت إلى آداب   الحزن الحسيني وشعائر محرم؟ نعم فهي حرب شرسة تعمل على تغيير هذه المشاعر وتفريغها من محتواها الديني من خلال الإشاعات والمس لذلك ترى مع بداية كل محرم هناك حملات مركزة وشرسة

وللتأكيد .. يجب أن ننظر إلى الموضوع من زوايتين
الأولى : نرى بعض المؤمنين يسعون للاستفادة من التطورات الحاصلة في الإعلام والتكنولوجيا في خدمة القضية الحسينية هذا شيء جيد بل ممتاز لكن البعض انحرف عن المسار كثيراً لدرجة أصبح أن هناك اسراف في الموضوع فنرى أن بعض الشعائر الحسينية أو بعض المجالس خالية من محتوى قضية الإمام الحسي(عليه السلام) وتنحدر إلى مكان لا يمت القضية بأي صلة. وهناك من يعتقد أن بعض آداب الحزن أصبحت بآلية وغير نافعة مثل البكاء ولبس السواد واللطم وإظهار الحزن والفجيعة في هذا الشهر ،
فنرى اصوات الضحك والمزاح تملأ الأماكن المخصصة للحزن في ليلة العاشر من محرم، وملابس السواد التي لا تمثل عن الحزن فقط في لونها، وضع الاصباغ والإكسسوارات  من قبل النساء في المجالس، وتذهب ربة المنزل إلى إظهار أجمل ما لديها من الأواني والأطباق لكي يمتدح مجلسها وليس الهدف منه بذل الغالي والنفيس من أجل الحسين (عليه السلام) فلذلك وجب على الاحبة الانتباه إلى مهزاتهم ولمزاتهم في هذا الشهر العظيم 

اما الجانب الثاني فهو الجانب العاطفي
فمنذ رفع رايات السواد تبدأ الجهات المعادية للقضية الحسينية برفع هتافات
التبذير والأسراف في الطبخ
ماذا لو صرفت هذه الأموال للفقير بدل من صرفها على إقامة مجالي العزاء؟ 
الكثير من الناس تذهب للمجالس وهي تغفل الذنوب فما فائدة المجالس هذه؟
لماذا لا متبرع بهذه المبالغ لمرضى السرطان وغيرهم؟
هل حب الحسين بأذية الإنسان لنفسه لماذا ضرب الصدور والراس؟
وغيرها من الهتافات
نحن لا نتكلم عن مطلقها لأننا جميعاً نعرفه
نحن نتكلم مع المؤمن الموالي إلذي يتأثر  بهذه الهتافات ويبدأ يعترض على الشعائر ويردد ما يرددونه
أصحاب مجالس العزاء ومحيو الشعائر هم أكثر اناس يتبرعون للفقراء والفقراء أنفسهم يفرحون بشهر العزاء لأنهم سيكونون في ضيافة الإمام الحجة(عج) لأنه صاحب العزاء وكل المجالس  تقام تحت رعايته 
فيجب أن نفكر، نحلل، ندقق، قبل أن نتكلم أو نعيد نشر أي فكرة
ذكر الشيخ حسين آل كاشف العطاء في كلمة لاصحاب المواكب
ووصيتي ونصيحتي ورغبتي وطلبي من كافة إخواننا المؤمنين  
تنزيه المواكب الحسينية الشريفة من كل ما يشينها  
ويدنسها ويخرج بها عن عنوان مظاهر الحزن والفجيعة، إذ  
ليس الفرض من تكرار فاجعة الطف كل سنة بل كل يوم اللهو  
واللعب بقصة من الأقاصيص وعجيبة من الأعاجيب، بل في  
ذلك من الحكم السامية والأسرار المقدسة ما يقصر عنه  
اللسان ويضيق به البيان، فاللازم تطهير تلك المواكب الشريفة  
عن كل ما يمت شرفها وكرامتهاحتى يترتب عليها  
آثارها المشروعة وغاياتها الشريفة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء بطيخ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/13



كتابة تعليق لموضوع : الحرب الناعمة والشعائر الحسينية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net