حرب المصطلحات!
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر

في عالمنا الذي يضج بالغرائب والمفاهيم المغلوطة التي تأخذ أشكالا مختلفة لتصل إلى الناس وهي تحمل معاني ومؤديات كارثية وقد أُطرت بمصطلحات أنيقة خافيةً قباحتها ولوثتها لتختبأ خلف تلك المصطلحات التي تُصدر الينا بطرق مختلفة وأغلبها ملتوية على الواقع وتحاول سرقة الحقيقة والتكوين لصالح نزوات وغرق مخيف في الشهوات والملذات، وبعد أن كان موقف الفطرة السليمة ملبيا لنداء قيم السماء في طبيعة فهم الحسن والقبح وتحديدهما ليتسنى تحذير البشرية من أخطار أنحرافها عن جادة فطرتها التي فطر الله الناس عليها، ؛أخذ العالم شكلا آخر في طبيعة الصراع الكبير والازلي بين الاضداد ولوازمها، فعندما كانت المرأة ومكانتها المحورية داخل المجتمع ودورها الريادي في تأسيس بيئة صالحة للعيش نقية المفاهيم وضمن الادوار والتراتبيه التي فرضتها الطبيعة التكوينية للبشر وعلاقتها في محيطها، فجاءت القوى التي تمثل الشر فشيطنت دورها عبر الأعلام لتُخرجها من عالمها الواقعي ضمن المحددات السليمة الى عالم آخر، مليء بالخداع وغير حقيقي ليحولوها فيما بعد الى سلعه تعرض لترغيب المشترين لتفقد خصوصيتها وجوهرها العظيم الذي لايناسبه سوى الستر والعفاف، وكذلك قلب الجرائم والانحرافات الى ميول لابد من التعامل معها لفرضها واقعا، وقد تكفل بهذه المهمة( المصطلح) الذي تم التلاعب به للتخفيف من حدة الجريمة تارة وتارة أخرى لتمريرها بين الناس على أنها حقيقة قابلة للقبول و الانصهار في المجتمع مع إعطائها صبغات مختلفة وعناوين شاذة كمصطلح (المثلية) الذي جعلوا له قانونا يحميه تحت مسمى الميول لتخف قباحته تمهيدا للتطبيع معه!! وقد خفي عن هؤلاء ان فطرة الله التي فطر الناس عليها تأبى هذا القبح والشذوذ فإنه خلاف ماعليه تلك الفطرة كما أنه يعد إنقلابا صارخا عليها، فالذي نريد ان نصل اليه ان هؤلاء يقومون بتحويل القبائح والجرائم من خلال تغيير المصطلحات الى واقع يفرض ويتم التعايش معه وهذا من المحال، وهو احد التحديات الكبيرة التي تواجه الهوية الدينية والقيم السليمة التي إساسها الفطرة، فتسمية الامور بما تحمله من قبائح هو قمع للفاحشة والفساد، وعلى النخب داخل مجتمعاتنا ان تعي خطورة هذه الحرب الغير مرئية والناعمة في اغلب مراحلها كما حصل مع مصطلح الجندر الذي تم تمريره عالميا وهو يحمل الغاما قاتلة وغيره
الخلاصة: أن المصطلحات الوافدة الينا من الغرب لابد من الوقوف عندها والتدقيق في محتواها ومبتغاها، اما أخذها أخذ المسلمات يوقع المجتمع في متاهات مابينه وبين الحقيقة والواقع ، والمراد منا من قبل الشارع الأقدس هو قمع الرذيلة وعدم التطبيع معها او التخفيف من قباحتها فانها حبال الشياطين....
...نسأل الله ان يعصم المؤمنين من كل سوء
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat