جاء الإسلام بشريعة هي خاتمة الشرائع الإلهية التي فيها صلاح بني أدم وهدايتهم وكمالهم وفوزهم بخير الدنيا والآخرة.
وجاهد رسول الله صلى الله عليه واله حق الجهاد في إعلاء كلمة التوحيد وخلاص الناس من الجهل والخرافة وعبادة من لا يستحق العبادة فاخرج الناس من الظلمات إلى النور وأوضح لهم طريق الحق وضمن لهم النجاة والسعادة ان التزموا طريق الحق وتمسكوا بكتاب الله وعترته كما الحديث المروي عن اكثر من صحابي ومنهم زَيد بن ثابتٍ حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله: ((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ)) وما ورد في صحيح مسلم بما لفظه : ((أنا تاركٌ فِيكم ثَقلينِ: أوَّلهما: كتابُ الله، فيه الهُدى والنُور؛ فخُذوا بكتاب الله، واستمسِكوا به، وأهلُ بَيْتي، أُذكِّركم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذكِّركم اللهَ في أهل بيتي، أُذكِّركم الله في أهلِ بَيتي))
ومن أهم ما نهض به أهل آلبيت بعد رحيل رسول الله صلّى الله عليه وآله بيان احكام الله وتشريعاته من حلال وحرام ومستحب ومكروه ومباح وآداب وسنن واخلاق وبها نجاة العباد وسعادتهم ، وكما جاء في الزيارة الجامعة الكبرى وعن العلامة المجلسي حيث قال "بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا،
وبموالاتكم تمت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة،
و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة،
ولكم المودة الواجبة، والدرجات الرفيعة والمقام المحمود، والمكان المعلوم عند الله عز وجل، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشفاعة المقبولة".
فمن فضل الله على الناس جميعا هذه النعمة العظمى إلا وهي وجود ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، وما جادوا به من علومهم في بيان ما جاء به النبي الأمين ، والأخذ عنهم ، وكما ورد عن العلامة المجلسي عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال ليونس بن ظبيان " يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت فإنا رويناه وأتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب ان الله اصطفانا وأتانا مالم يؤت احدا من العالمين " .
وبحديثنا عن سيدة نساء العالمين فاننا عند قطب من اقطاب الوجود النوراني وسيدة الكمال الإنساني، فعن هذا المنهل العذب الصافي نقل علماء الحديث وارباب السير والتاريخ الروايات والخطب العالية السند والمتن والتي أوضحت الكثير من المعارف واللطائف والدقائق الربانية وجميعنا مطالب بالوقوف عند خطبها ورواياتها والتأمل في الحقائق والمعارف والكنوز والانتهال من منهلها العذب الصافي ومن خطبها العظيمة بيانها لفلسفة التشريع حيث سبقت الجميع وفي الصدر الأول من التاريخ الإسلامي في بيان هذه النكات العظيمة والطائف الدقيقة التي تكشف عن معرفتها وعلمها فهي بضعة المصطفى وروحه التي بين جنبيه صلوات ربي وسلامه عليها حيث تقول:
" فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر،
والزكاة تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للإخلاص،
والحج تشييدا للدين،
والعدل تنسيقا للقلوب،
وطاعتنا نظاما للملة،
وإمامتنا أمانا من الفرقة،
والجهاد عزا للإسلام،
والصبر معونة على استيجاب الأجر،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة للعامة،
وبر الوالدين وقاية من السخط،
وصلة الأرحام منسأة في العمر، ومنماة للعدد،
والقصاص حقنا للدماء،
والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة،
وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة،
وترك السرقة إيجابا للعفة،
وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية.
فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به
ونهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء ".
فهل بعد هذا الكلام كلام وهل من ناطق يضيف هنا لفظا او مقال، انه كلام النور وحق له ان يخط على جباه الحور بأحرف من نور
لكن القوم جهلة الأعراب والمعروفين بالنفاق هجموا عليها وكسروا باب دارها ولطموها على وجهها وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها "المحسن" واحرقوا باب بيت لطالما وقف النبي يستأذن بالدخول عليه، انه الحقد الأسود والحسد القديم على أهل بيت النبي بضعته وزوجها وسبطاه صلوات ربي عليهم اجمعين ولقد صدق الشاعر إذ يقول:
عاشت معصبة الجبين
تئن من تلك العصابة.
فعاشت وهي مهضومة مغصوب حقها مسلوب ارثها ساخطة على ظالميها غاضبة عليهم شاكية لله ماجرى مخاصمة لهم يوم القيامة بما جنوا واعتدوا
والواجب علينا جالا ونساءا في ذكراها وفي كل يوم نعيشه في هذه الدنيا الاهتمام بإظهار جانب المأساة فيها وايضاً الاهتمام الأكيد على معارفها وحكمها الدقيقة التعليقات على إيصال الإنسان المستضيء بضياها المستنير بنور معرفتها الناهل من منهل عذب معارفها الصافي إلى ان يتعلم من كلامها وخطبها وان يسأل علماء زمانه وبلده الكشف عن مكنون اسرار كلماتها لا ان يمضي به الزمان وهو لا يعرف من فاطمة إلا اسمها بل يجب عليه السعي لدرس وفهم ما نطقت به وتعليم سيرتها وسلوكها كامرأة بنت وأم وزوجة ما سارت عليه وما عاشت لأجله وايضاً من جملة ما نتحلى به تلك الشجاعة والقوة في الدفاع عن أمامها والمطالبة بحقه وحقها ..
كم هي عظيمة هذه السيدة يا احبائي وكم هي جليلة القدر ومحبة لمحبيها وما تلقته من الالام ومحن انما هو لأجل الدين الذي نعيش ببركة وجوده وبركة إيثار اهلزالبيت وتضحياتهم العظيمة.. فصونوا هذا الحق واحفظوه من الضياع بتعلم علوم الـ محمد والسعي برقي انفسكم وأهاليكم وآخر دعونا انرالحمد لله رب العالمين
السلام عليك أيتها الممتحنة المظلومة يا بنت رسول الله صلى الله عليه واله ابرأ إلى الله ممن برئت منه وغضبت عليه وأتولى من احببتِ توليتِ والسلام عليك أيتها الشهيدة الصديقة الطاهرة المطهرة ورحمة الله وبركاته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat