صفحة الكاتب : جواد العطار

ماذا يجري في سوريا؟
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المتابع للمعارك الجارية في سوريا واجتياح «جبهة تحرير الشام» المنشقة اصلا من تنظيم القاعدة الارهابي وفصائل الجيش الحر المسلحة، لمحافظتي حلب العاصمة الاقتصادية والمالية لسوريا وادلب واجزاء من ريف حماه وبمساحة تفوق 730 كيلو متر مربع خلال اربعة ايام، يستذكر وبلا شك سيناريو سقوط الموصل على ايدي عصابات داعش الإرهابية وما تبعها من مجازر بحق المدنيين والعسكريين العزل وما لحقها من تدمير للأرض والبشر والحجر، حتى استقرت الكفة بفضل فتوى الجهاد الكفائي وبطولات قواتنا المسلحة بتحرير كامل التراب العراقي من هذه العصابات المجرمة.

فهل استفادت سوريا من درس العراق القاسي عام 2014؟ وهل العراق اليوم بمعزل عما يجري في سوريا؟.

مخطط واحد
الحقيقة ان سوريا كانت بوابة دخول التنظيم من معقله الرئيسي في محافظة الرقة آنذاك ومن ثم تسللت تلك العصابات إلى محافظة الموصل ثم صلاح الدين والانبار، لذلك فالخطر قائم وما زال…. وان كانت الاوضاع والظروف الموضوعية ليست نفسها في العراق والمنطقة التي كانت في العاشر من حزيران 2014، الا ان الامر لا يسلم وفق نظرية قطع الدومينو ووفق المخططات التي تحاك للمنطقة، فمن غزة الى بيروت إلى حلب العدو واحد والمخطط واحد يستهدف المنطقة برمتها والعراق جزءا مهما فيها، حيث تسعى المعارك في سوريا اليوم إلى قطع خطوط الإمداد بين طهران وبيروت، اذا وصلت هذه القوات إلى محافظة دير الزور حيث ستنعزل بيروت ودمشق عن إيران والعراق وهو الهدف الستراتيجي لهذه العمليات التي تجري اليوم في سوريا بتخطيط دولي رأس حربته تركيا، وان لم تصرح بذلك.

اذن، المؤامرة كبيرة والمخطط أوسع من سوريا التي لم يستفيد نظامها من احداث سقوط حلب وادلب الأولى عام 2012- ولا من احداث الموصل في العراق، لذلك فكل السيناريوهات مطروحة ومفتوحة في المنطقة خصوصا اذا ما علمنا ان عمليات ما يسمى «ردع العدوان» و«الحرية لسوريا» انطلقت بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في لبنان…. لذلك العراق ليس ببعيد عن فوهة البركان المتفجر في المنطقة والذي يستهدف إيران ومحور المقاومة ويريد ان يغير من خارطة الشرق الاوسط بصورة او بأخرى.

وان كانت الحكومة العراقية قد اتخذت كافة الإجراءات العسكرية اللازمة لحماية الحدود مع سوريا بنشر الكاميرات الحرارية وحرس الحدود وإرسال تعزيزات من ثلاثة ألوية من الجيش ولواءين من الحشد الشعبي؛ وهو اجراء سليم مئة بالمئة الا انه يحتاج إلى تمتين الجبهة الداخلية اولا؛ بتعزيز الاتفاقات السياسية. ونبذ الطائفية والخلافات ثانيا؛ بنشر روح التسامح والاخوة بين مختلف مكونات البلاد. وانفاذ قوة القانون على الجميع ثالثا؛. وتعزيز روح المواطنة والولاء للوطن رابعا؛. وإخراج كل القوات الأجنبية وبالذات التركية من البلاد خامسا؛. كل ذلك هو السبيل لحماية أمن واستقرار البلاد لان الضربة القادمة قد لا تأتي من الخارج مثلما يتوقع الجميع بل قد تكون من الداخل… لا سامح الله.

اضف تعليق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/04



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يجري في سوريا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net