زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) تمهيد لنصرة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
احمد السوداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد السوداني

تعتبر زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) واحدة من أكبر التظاهرات الدينية في العالم، حيث يخرج الملايين من المسلمين من مختلف بقاع الأرض قاصدين كربلاء المقدسة سيرًا على الأقدام، حاملين في قلوبهم حبًا وولاءً لسيد الشهداء وتأكيدًا على استمرار نهجه في الدفاع عن الحق وإحياء الدين. هذه الظاهرة ليست مجرد تجمع شعبي أو ممارسة دينية، بل هي تمهيد لنصرة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، حيث أن هذه الجموع المليونية جاءت تلبي نداء الحسين (عليه السلام) وتنادي بوفائها لدين الله الذي ضحى من أجله سيد الشهداء بروحه وأهل بيته وأصحابه.
الإمام الحسين (عليه السلام) والتمهيد لنصرة الحق
الإمام الحسين (عليه السلام) هو رمز الخلود للحق والتضحية في سبيل الله. خروجه إلى كربلاء كان من أجل إحياء الدين وإصلاح الأمة بعدما انحرفت عن مسارها الصحيح. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ» . هذه الكلمات النبوية تؤكد أن الحسين (عليه السلام) هو امتداد للرسالة المحمدية، وأن حبّه والتضحية من أجله هو حب للدين ولله.
زيارة الأربعين وعلاقتها بالتمهيد للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
تعتبر زيارة الأربعين فرصة لتجديد العهد مع الإمام الحسين (عليه السلام) وتأكيد الاستعداد لنصرة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه). إذ أن هذه الحشود التي تسير باتجاه كربلاء تعكس جوهر الانتظار الحقيقي للمهدي المنتظر، حيث يسعى هؤلاء المحبون للإمام الحسين (عليه السلام) من خلال هذه الزيارة إلى تأكيد وفائهم واستعدادهم لنصرة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) في يوم ظهوره، كما ورد في الحديث: "إنَّما خرجتُ لِطلب الإصلاح في أُمَّةِ جدي، أريدُ أن آمرَ بالمعروفِ وأنهى عنِ المنكرِ" . هذه الرسالة الإصلاحية التي حملها الإمام الحسين (عليه السلام) هي ما يسعى المنتظرون لنشرها والاستعداد لنصرتها تحت راية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
الآيات القرآنية التي تؤكد على نصرة الحق
القرآن الكريم مليء بالآيات التي تحث على نصرة الحق والاستقامة على طريق الله، ومنها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (سورة محمد: 7). هذه الآية تدعو المؤمنين إلى نصرة دين الله، وهي تمثل دعوة واضحة للاستعداد والتمهيد لنصرة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الذي سيقوم لإعادة العدل وإحياء دين الله في الأرض.
ومن الآيات الأخرى التي تؤكد على نصرة الحق قوله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (سورة الحج: 40). هذه الآية تبعث في قلوب المؤمنين الأمل واليقين بأن الله سيحقق وعده وسينصر عباده الصالحين.
الخاتمة
زيارة الأربعين ليست مجرد تجمع سنوي بل هي رسالة ودعوة لكل منتظر للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بأن يكون مستعدًا لنصرة الحق والمساهمة في تحقيق العدل الإلهي. إذ أن هذه الحشود المليونية تمثل الإرادة الجماعية التي تسعى للتمهيد للظهور المبارك، وتجديد العهد مع الحسين (عليه السلام) ومع الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بأنهم على أتم الاستعداد للنصرة والتضحية في سبيل الله.
اعظم الله أجورنا وأجوركم وجعلنا الله وإياكم من المنتظرين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat