براءة السنة والشيعة من تناحرات السياسيين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لست من المتشائمين لكن الظروف التي تمر بها العملية السياسية وجوها الملبد بالغيوم وتناحر من يمسكون بخيوط ادارتها تصيب اكبر المتفائلين بالاحباط . ولست بكاشف السر لو قلت ان كل مانمر به من احداث ومشاكل وازمات لايرقى الى مصاف قضايا يتوقف عليها مصير بلد او تعرقل مسيرته كما ان هذه الازمات لاتولد عادة بشكل طبيعي وانما توضع برحم غريب عنها وتنتظر حتى الانتفاخ والتورم لكي يقوم الواضع بعملية الولادة القيصرية لها وسط هالة من التسقيط والحشد الاعلامي والاتهامات التي تصاحب هذه الولادة وتتحول الى ذيل لها يستطيل بمرور الايام .
لقد كانت الخلافات والتناحرات في بداية تكوين الدولة الجديدة بين جبهة التوافق والائتلاف الوطني اذ حملت التوافق وشخوصها تمثيل المكون السني وحمل الائتلاف والمشاركين فيه لواء تمثيل الشيعة وكانت الخلافات لاتبنى على اختلاف وجهات النظر حول ادارة الدولة وطريقة التعامل مع الاحداث وانما كانت على شكل اتهامات توجه من كل طرف للاخر تحت ذريعة ان الشيعة يريدون تهميش السنة والسنة لايريدون للشيعة ممارسة الحكم وتصدر اشخاص من كل طرف تاجيج الخلافات واطلاق الاتهامات حتى وصلنا الى حافة الحرب الاهلية وظللت سماء العراق احداث الفتنة وذهب الكثير من الابرياء ضحية القتل على الهوية في حين بقي من كانوا يوقودون لنار الفتنة محتفظين بمواقعهم ومكاسبهم وامتيازاتهم وحتى من غادر الموقع الوظيفي او النيابي منهم احتفظ بكل حظوظه وحتى صوته العالي وهو يوجه اتهاماته او يطلق تهديداته وهو خارج العراق والعملية السياسية . وكان الامل يكبر فينا كلما ابتعدنا عن تلك الايام المجنونة ونحلم بأن العراق يسير نحو الاستقرار والوئام وان الازمات السياسية التي وقعت او تقع ستكون محصورة في اروقة الحكومة او تحت قبة البرلمان وسيتم حلها مهما اتسعت او استطالت وفق الدستور وبنوده ومواده لكن الازمة الاخيرة بين القائمة العراقية ( وريثة التوافق ) وائتلاف دولة القانون (وريث الائتلاف الوطني ) تكاد تشتد وتبخر حرارتها ذرات هذا الامل وربما تعيدنا الى المربع الاول فيما لو اصر من يديرونها على السير بنهج الاشخاص الذي كانوا يتناصبون العداء ويؤججون خلافهم بأسم السنة والشيعة وقد نجد انفسنا على ابواب حرب طائفية او خائضين في مستنقعات فتنة وقتل على الهوية من جديد وهذا ما لايتمناه غيور لبلده . اليوم ورمضان على الابواب نبتهل الى الله ان يرجع الجميع الى ضمائرهم والى ربهم والى انسانيتهم ويجلسوا كاخوة يصفون مابينهم من خلاف واختلاف ويمارسون السير من جديد في طريق يرضاه الله ويؤدي الى بناء العراق وحفظ ارواح ابنائه .
المتحدث بأسم الكتلة البيضاء
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat