صفحة الكاتب : مازن صاحب

جدل تاريخي بلا انتاج معرفي
مازن صاحب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في اقدم تحليل اجتماعي قدمه ابن خلدون في مقدمته ان الشعوب والدول في دورة حياة حينما ترتقي وتتقدم يرتفع العمران الاجتماعي.. والعكس صحيح في دورة الفشل والانحطاط.

معضلة البعض ممن يتصدى للمشهد العام الثقافي او السياسي عبر اعلام التواصل الاجتماعي.. انهم يسوقون لحظة تفاهة الانحطاط في مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات ومغادرة هوية المواطنة في عراق واحد وطن الجميع لابراز نقاط الاختلاف من دون التذكير بنقاط الاتفاق الكلي الجامع للهوية العراقية.

سبق وان كتبت عن اليات وأساليب التضليل العميق لمحو العراق واستبدال مجتمعه بنموذج جديد.. وهناك كتاب أمريكي بهذا العنوان.. هكذا يمارس الكثير والكثير جدا من المتصدرين للشان العام ادوارهم في لعبة محو العراق بتعزيز المختلف فيه وجعله بدايات لمحو العراق في شخصية المواطنة الفاعلة في الانتماء لعراق واحد وطن الجميع.

في المقابل هناك معضلة الخوف والتهديد من الرد على هذا المنهج في نشر اباطيل الطائفية.. ومحاكمة التاريخ بعيون النقيض فيما الجدلية التاريخية لا تنهض في التوثيق الموضوعي الا من خلال جمع المتناقضات وشرح وجهات نظر متباينة حولها بعدها يترك للقارئ الفحص والتمحيص فتوثيق التاريخ ليس محكمة تنصب على الورق بقدر إنجازات تضاهي بالمقارنة حقبة بعد حقبة. 

لكن منهج محو العراق واستبدال شعبه بثقافة المكونات والرضوخ لمفاسد المحاصصة بعناوين مدنسة تجبر العاطلين عن العمل للتظاهر بحثا عن وظائف حكومية حتى بات أصحاب الشهادات العليا طوابير على هشاشة الفقر فيما تمضي خطوات التضليل الناعم العميق بإطلاق انشغالات شتى مرة بعناوين طائفية وأخرى لمحاكمة التاريخ وإثارة اختلافات أيهما أفضل العهد الملكي ام الجمهوري. 

عهد عبد الرحمن عارف ام البكر.. ايهم الشاعر الأكبر.. ايهم الفنان الأهم... وهكذا... تتصاعد حدة الأصوات الناعقة على مواقع التواصل الاجتماعي وكانها لا تعلم او تعلم بأنها تطبق بذلك النموذج الأمريكي للحرب الناعمة ومحو العراق!!!

لا اعتقد حتى هذه السطور التي أكرر نشرها كافية لتوعية من يمتلك ثقافة عراقية حقة.. الانتباه إلى حقيقة هذه الأفعال الناسخة لمخطط محو العراق بأيدي عراقية.. فقط لتحصل بركة العم سام وسفارتها في بغداد فهل ثمة من يدرك هذه الحقيقة... ام ان اطماع مفاسد المحاصصة والتكسب على حساب محو العراق بات خطط واعية يدركها المثقف العراقي وينغمس بها؟؟

يبقى من القول لله في خلقه شؤون!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مازن صاحب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/21



كتابة تعليق لموضوع : جدل تاريخي بلا انتاج معرفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net