صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

لماذا ألغيت عطلة 14 تموز بهذا العام ؟!
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للمرة الأولى ومنذ عقود وبالذات بعد عام 1958 تم اعتبار يوم 14 تموز لهذا العام دواما رسميا وليس عطلة كما اعتاد عليه العراقيون ، فقد نفى مصدر رسمي أن يكون ذلك اليوم عطلة رسمية وهذا النفي لم يكن باجتهاد وإنما استنادا إلى قانون العطل الرسمية رقم 12 لعام 2024 ، حيث حددت الفقرة ( أولا ) من المادة ( 1 ) أيام العطل الرسمية الاتحادية وهي ( الجمعة والسبت من كل أسبوع ، 1 محرم الحرام رأس السنة الهجرية ، 10 محرم الحرام استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء  ، 12 ربيع الأول عيد المولد النبوي الشريف ، ( 1-3 ) شوال عيد الفطر المبارك ، (10 -13) ذي الحجة عيد الأضحى المبارك ، 18 ذي الحجة عيد الغدير ، 1 كانون الثاني رأس السنة الميلادية ، 6 كانون الثاني عيد الجيش ، 21 آذار عيد نوروز ، 1 أيار عيد العمال العالمي ، 16 آذار ذكرى جرائم البعث في الأنفال والهجوم على حلبجة ) ، ولم يكن 14 تموز من ضمن أيام العطل ، وعد هذا القانون نافذا اعتبارا من تاريخ 27 / 5 / 2024 وهو تاريخ نشره في جريدة الوقائع العراقية بعددها 4777 ، وقد اثار هذا الموضوع العديد من التساؤلات حول أسباب عدم الاعتراف بيوم 14 تموز لهذا العام عطلة رسمية بموجب قانون العطل  ، فالبعض يسميه يوم تأسيس الجمهورية العراقية بعد ( الانقلاب او الثورة او غيرها من التسميات ) على النظام الملكي ، حيث تأسست المملكة العراقية الهاشمية أو المملكة العراقية كأول حكم عراقي في العهد الحديث والذي بدأ رسميا منذ تعيين الملك فيصل الأول ملكا في عام 1921  ، وما ازاد هذه التساؤلات عدم إدراج يوم 3 تشرين الأول من ضمن العطل الرسمية التي وردت في القانون ، رغم أهمية هذا اليوم حيث وافقت الجمعية العامة لعصبة الأمم يوم 3 / تشرين الأول/1932  على قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المقدم من المملكة العراقية آنذاك بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق ( نوري باشا السعيد ) بتاريخ 12 تموز 1932 ليصبح العراق أول دولة عربية تنضم إلى هذه المنظمة الدولية في حينها .

ورغم إن بلدنا من البلدان التي تكثر فيها العطل الاتحادية وفي الإدارات المحلية وتثير ارتياح من يتقاضون رواتب حكومية وينبذها من يعمل بالقطاع الخاص وبالذات العمل الفردي ، إلا إن الآراء تختلف حول مشروعية او مشروعية الاحتفال بذلك اليوم وإدراجه ضمن العطل الرسمية ، فالبعض يعده يوما مهما في الانتهاء من حقبة الملكية والانتقال إلى النظام الجمهوري ، والبعض الآخر يعده يوما ملطخا بالدماء لان هذا الانتقال لم يأتي بالتصويت وإرادة الشعب وإنما جاء بعد أعمال العنف وما رافقها من فوضى إذ قتل فيه العديد من أفراد الأسرة الحاكمة دون محاكمات أصولية ، والبعض يقول إن ذلك اليوم لا يستحق الاحتفال لما شهده بعده من صراعات بين الأطراف الحزبية ( الشيوعي والبعث ) وما تبع ذلك لعقود من ضعف الاستقرار السياسي وتعدد الانقلابات ، وهناك من يتحسر على أيام الملوكية ويقول إن البلد شهد فيها نوعا من الاستقرار والذي انعكس على تحقيق العديد من المنجزات التي لا تزال رموزها شاخصة حتى اليوم ، وهي فترة كانت حبلى بالازدهار السياسي التي شهدت تأسيس المجالس النيابية وصدور قانون الأحزاب منذ أربعينيات القرن الماضي  ، وفي الوقت ذاته يسال البعض عن الموعد الصحيح لليوم الوطني الذي من المناسب إن يحتفل فيه العراقيون بتحقيق ما يليق بهم كدولة وشعب لهم تاريخ يمتد لأقدم الحضارات ، فلا يوم 3 تشرين قد ورد ضمن العطل ولا يوم 14 تموز ولا يوم 9 نيسان ولا غيره من الأيام ، كما يقول البعض هل استخسرت الحكومة بتخصيص يومي وطني للعراق يجمع العراق وهي التي تمنح العطل الطارئة في المطر والحر وغيرها من الأحداث التي ربما تمتد لأيام ؟ ، ونشير هنا  إلى إنها منحت  خولت التمتع بالعطل بالفقرة ثانيا من المادة ذاتها بتمديد العطل الدينية عند الاختلاف بين الوقفين ( الشيعي والسني ) في تحديد البداية والنهاية لتلك المناسبات ، كما خولت الفقرة ثالثا المحافظات التي تضم المدن المقدسة بتعطيل الدوام بمدة لا تزيد عن 3 أيام ، وتطرقت المادة 3 من القانون لتحديد أيام العطل لأبناء الشعب من ( المسيحيين ، الصابئة ، الايزيدية ) ، وعودة إلى موضوع عطلة 14 تموز فان من المرجح أن يكون لاختلاف آراء السياسيين حول أهمية و هوية هذا اليوم هو الذي لم يدرجها ضمن القانون ، وبغض النظر عن تلك التساؤلات والآراء فإننا كشعب بحاجة لاتفاق يجمعنا لتحديد يوما وطنيا للعراق تحتفل به الأغلبية بقناعة وصدق .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/14



كتابة تعليق لموضوع : لماذا ألغيت عطلة 14 تموز بهذا العام ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net