صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

رد عن لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال الى كربلاء؟ (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن شبكة رافد: السؤال: كيف نرد على الذين يقولون: إنّ الإمام الحسين عليه السلام قد أخطأ عندما أخذ معه أهل بيته من نساء وأطفال إلى كربلاء و هو يعرف المصير؟ وهل للإمام الحسين عليه السلام الحقّ في التصرّف في حياة أهله؟ الجواب: نظير هذا الإعتراض يذكر في مواجهة الصدّيقة الزهراء عندما أراد جماعة السقيفة إجبار أمير المؤمنين عليه السلام علي بن أبي طالب على بيعتهم، فتصدّت لهم من وراء الباب، وقد كان عليه السلام في البيت، فيورد المعترضون أنّه كيف تسمح الغيرة الأبيّة لمثل أمير المؤمنين ولسيّد الشهداء بذلك؟ وما الحكمة في ذلك وهما صلّى الله عليه وآله قد اتّفق ذلك منهما بوصيّة من رسول الله صلّى الله عليه وآله، كما جاء في الروايات أنّه صلّى الله عليه وآله أخذ على عليّ عليه السلام الصبر، وعلى الحسين عليه السلام إنّ الله شاء أن يراهن سبايا؟ فهل الإرادة والمشيئة إلالهيّة تتعلّق بذلك؟ وكيف وجه الحكمة فيه؟ ويستعرض لنا القرآن الكريم الإجابة عن ذلك بأنّ المجاهدة في سبيل الله ومقارعة المعسكر الآخر كما تكون بالنفس والمال تكون بالمخاطرة بإهانة العرض لا بنحو الابتذال والتدنيس، كما في قصة مريم عليها السلام. ففي سورة آل عمران: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ" (آل عمران 45-47). وفي سورة مريم: "فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * ‏ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" (مريم 17-30). وفي سورة المؤمنون: "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً" (المؤمنون 50). فمريم قد تعرّضت لوظيفة حمل النبي عيسى عليه السلام من غير أب، لتتحقّق المعجزة الإلهيّة لإثبات نبوة عيسى عليه السلام، وبعثته بشريعة جديدة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام، مع أنّ تحقيق المعجزة هذه كان يخاطر بسمعة مريم وعرضها إلى درجة مواجهة بني إسرائيل لها بالقذف والبهتان، ولكن كل ذلك لا يعنى ابتذال وتدنيس مريم بل غاية الأمر إهانة عرضها، فتحمّلت المسؤولية الإلهيّة وأعباء المعجزة والرسالة الجديدة، مع أنّها أصعب من الجهاد بالنفس والقتل بالسيف للإنسان الغيور، وبالنسبة للمرأة العفيفة التي أحصنت فرجها، ولذلك قالت: "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" (مريم 23)، ولكن جهادها وتحملها أقام الحجّة على كفّار بني إسرائيل، فجعلها الله تعالى آية حجّة تشارك ابنها النبي عيسى عليه السلام في الحجيّة. وهناك واقعة أخرى يسردها لنا القرآن، وهي: واقعة المباهلة: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" (آل عمران 61). فههنا في واقعة المباهلة احتجّ الله بالزهراء عليها السلام على حقانيّة الشريعة المحمّدية، ونبوّة سيّد الرسل جنباً إلى جنب الاحتجاج بالأربعة بقيّة أصحاب الكساء. ففي هذه الواقعة قد تحمّلت الصدّيقة الزهراء عليها السلام بأمر من الله تعالى أنزله في القرآن، تحمّلت المشاركة في المباهلة أمام ملأ أهل الكتاب وهو نمط من المنازلة والمواجهة. فإذا اتّضح بعض الأمثلة المسطورة في القرآن الكريم من نماذج المجاهدة بالعرض لا بدرجة الابتذال والتدنيس، يتّضح عدم المجال لمثل هذه الإعتراضات الناشئة من عدم الإحاطة بجهات أحكام الشريعة، وعدم الإحاطة بملابسات الأحداث التاريخيّة في صدرالإسلام، وقراءة الأحداث بشكل مبتور تخفى فيه الحقيقة كما هي عليه ثمّ الأخذ في الحكم على هذه الصورة المقطعة. فإنّ الحكمة في كلّ من فعل الأمير عليه السلام والحسين عليه السلام هو لأجل تعرية وفضح الخصم، والكشف عن جرأته على مقدّسات الدين وحريم النبي صلّى الله عليه وآله، وأنّ الخصم لا يتقيّد بأبجدية المبادئ الدينيّة. وكان استخدام هذا النمط من المواجهة والجهاد في ظرف اُغلقت فيه أيّ فرصة أخرى لدحض إجرام الخصم وباطله أمام أنظار وأذهان الناس المفتتنة بأكاذيب الخصم الناسية لوصايا القرآن والنبي صلى الله عليه وآله في حقّ العترة المطهّرة، ولولا موقف الزهراء عليها السلام والعقيلة زينب عليها السلام لكان الخصم يلتف بدعايته ووسائل إعلامه على الحقيقة ويغيب على الناس في ذلك الوقت ـ فضلاً عن الأجيال اللاحقة ـ حقيقة الموقف، ولأجل ذلك أوصت عليها السلام بإخفاء قبرها وتشييعها ليلاً خفية ليظلّ ذلك رمزاً يطنّ في أذن التاريخ على الحقيقة التي حاولوا اخفاءها.

وعن عن مركز الاشعاع الاسلامي لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟ للشيخ علي آل محسن: إن قلت: أنه لم يكن (يعلم) ما سيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب. وإن قلت: أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه؟ وإن قلت: أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك (كذا) فسأقول لك: وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟ ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟ فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى (كذا) علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام. الجواب: أن الإمام الحسين عليه السلام لم يخرج محارباً حتى يقال: (لماذا اصطحب معه النساء والأطفال)، وإنما دعاه أهل الكوفة للبيعة، وتعهدوا له بالنصرة، فخرج ليستقر في الكوفة خليفة للمسلمين وأميراً للمؤمنين، ولا سيما أن يزيد بن معاوية أمر ولاته بأخذ البيعة من الإمام الحسين عليه السلام أو قتله في المدينة أو مكة، وهذا كله يقتضي اصطحاب النساء والأطفال. وقول المخالف: (إن قلت: أنه لم يكن (يعلم) ما سيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب) مردود بأن العصمة ليست متوقفة على علم الغيب، ولا سيما في أمثال هذه الأمور، فإن عدم العلم بالحوادث المستقبلية لا ينافي العصمة، فإن موسى بن عمران عليه السلام لم يطلع على بعض الأمور التي أخبره بها الخضر بعد ذلك، وهذا لا ينافي عصمته. وقول المخالف: (وإن قلت: أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه؟) جوابه: أن الإمام الحسين عليه السلام كما قلنا فيما تقدم خرج إلى كربلاء ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأبناؤه وأصحابه شاركوه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أن أعداءه هم الذين قتلوه وقتلوا أبناءه. وكلام هذا المخالف يشبه ما احتج به معاوية بن أبي سفيان على أنه وأتباعه لم يقتلوا عمار بن ياسر، حيث زعم أن الذي قتل عماراً هو علي بن أبي طالب، لأنه ألقى عماراً بين سيوف جيش معاوية ورماحهم، وهذا من المغالطات المكشوفة التي لا تخفى على أحد، ولهذا ردَّ أمير المؤمنين عليه السلام كلام معاوية بأن ذلك يستلزم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي قتل حمزة بن عبد المطلب، لأنه ألقاه بين سيوف الكفار ورماحهم، وهذا لا يقوله مسلم. وأما قول المخالف: (وإن قلت: أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك (كذا) فسأقول لك وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟ ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟ فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى (كذا) علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام). فجوابه: أن الإسلام لم ينحرف في أي عصر، وإنما انحرف المسلمون عن الإسلام، وافترقوا عما أمرهم النبي صلى الله عليه وآله بالتمسك به، وهم أهل بيته عليهم السلام. ونحن قلنا فيما سبق: إن الإمام الحسين عليه السلام لم يخرج محارباً شاهراً سيفه، وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جدِّه صلى الله عليه وآله، ويزيد وواليه عبيد الله بن زياد خيَّرا الإمام الحسين عليه السلام بين بيعة يزيد أو القتال، وأما الخلفاء السابقون ليزيد فلم يصنعوا ذلك، وإنما قبلوا من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام ألا يشقا عصا الطاعة، وألا ينازعا الخلفاء في سلطانهم، ويزيد بن معاوية لم يرض بذلك، والإمام الحسين عليه السلام عرض على عمر بن سعد أن يتركه يرجع إلى المدينة، أو يتركه يمضي إلى يزيد، أو أن يذهب إلى أحد ثغور المسلمين، ولكن عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد رفضا ذلك، فلم يجد الإمام الحسين عليه السلام بدا من القتال، فاختلاف مواقف الخلفاء مع أهل البيت عليهم السلام اقتضى اختلاف مواقفهم عليهم السلام مع خلفاء عصرهم.

جاء في موقع اسلام كوست نت عن لماذا اصطحب الإمام الحسين عليه السلام أهله معه إلى كربلاء؟ الجواب الإجمالي: لقد ذکر علماء الاسلام دوافع مختلفة لاصطحاب الامام الحسین عليه السلام النساء والأطفال معه الی کربلاء، مثل: التسلیم لإرادة الله ومصلحته، أي کانت المصلحة الالهیة أن يُستشهد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، وأن تؤسر أسرته، یعني أن رضا الله تعالى كان في هذه المصلحة، وهذه المصلحة من أجل كمال الفرد والإنسانية. الدافع الديني، أي بما أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام کان لها مضمون ديني ومقدس، فإن اصطحاب الامام عليه السلام أهله معه كان مفيدًا للغاية من حيث التاثیرات الدينية. لأن المحبة التی کانت في قلب أهل بیت الإمام عليه السلام تجاه الله، أعطت درسا مفیدا و عملیا لسائر أصحاب الإمام عليه السلام. الدافع الأمني، لم يجد الإمام عليه السلام مسكناً آمناً في المدينة المنورة لإرسال أسرته إلی هناك. أیضا، لم یعرض أحد علی الإمام عليه السلام بأنه سوف یقوم بحماية عائلته اذا ترکها هناک، لذلك كان الإمام عليه السلام يخشى أن يتم أسر عائلته وهو على قيد الحياة، لأنه كان هناك احتمال قوي بأن يقوم عملاء يزيد باعتقال عائلة الإمام عليه السلام وأخذها كرهائن في نفس المدينة. الجواب التفصيلي: من القضايا المهمة في حرکة الإمام الحسین عليه السلام التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي مسألة حمل الأسرة معه الی کربلاء. فهنا نقطة مثیرة للسؤال وهي أنه بالنظر إلى أن في اتخاذ قرار بشأن أمر مهم وحاسم، لا یکفي التاکّد من عدم وجود الضرر فیه فحسب، بل يجب أيضًا مراعاة فائدته وقبوله، فماذا عن الإمام عليه السلام الذي كان واثقًا من أن ثورته ستؤدي إلى الاستشهاد؟ ما المصلحة التی کان یراها في اصطحاب أسرته معه؟ فقد أدى هذا الغموض إلى اعتراض بعض من کان حوله. على سبيل المثال، قال له ابن عباس: يا بن عم لا تقرب اهل الكوفه، فإنهم قوم غدره،.فان كنت لا محاله سائرا، فلا تخرج النساء والصبيان، فإني لا آمن أن تقتل كما قتل ابن عفان، وصبيته ينظرون إليه. دوافع الإمام الحسين عليه السلام لحمل النساء والأطفال معه الی کربلاء: ذكر علماء الإسلام دوافع مختلفة لاصطحاب الإمام عليه السلام اسرته معه إلی کربلاء، نذکر بعضا منها فی ما یلي: التسلیم لارادة الله ومصلحته: انّ جمیع الذین اعتبروا مرافقة أسرة الإمام الحسين عليه السلام له خلافا للمصلحة، قد توصلوا إلى هذا الاستنتاج من خلال حساباتهم ومنطقهم المادي، لكن الامام عليه السلام کان یجیبهم بانه قد نظر الی هذا الامر من جوانبه الأخرى، لذلک کشف لهم عن الجانب الروحي لهذا الامر. انه خاطب من حوله بهذه الكلمات: جائني جدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المنام فقال لي: (ان الله قد شاء أن یراك قتیلا)، قالوا فما معنی حملک هذه النساء معك؟ فقال، قد قال لی: (ان الله قد شاء أن یراهن سبایا). إنّ مشیّة الله أو ارادته قد أستخدمت في القرآن في معنین، تسمی واحدة منها "الإرادة التکوینیة" والأخرى "الإرادة التشريعية". الإرادة التکوینیة یعني القضاء والقدر الإلهي، الذي، إذا تعلق بشيء ما، فهذا بمعنی أنه لا يمكن فعل أي شيء ضده. واما معنى الإرادة التشريعية هو أن الله هکذا یرضی، وهكذا يريد. لذلك أراد الله أن يكون الإمام الحسينعليه السلام شهيداً وأن تكون أسرته أسيرة. أي أنّ رضا الله تعالى في المصلحة. والمصلحة هي من أجل كمال الفرد والإنسانية، لذلك عندما کانوا یسألونه لماذا تأخذ النساء والأطفال معك، لم یقل لهم إني لست مختارا في هذا الأمر على الإطلاق"، بل کانوا یسمعون منه هذا القول: أنه بالإلهام من عالم المعنى، أدركت أن المصلحة في هذا، وهذا الذي أفعله هو عن اختیار، ولكن على أساس ما أراه مصلحة، لذلك كل من کان یسمع هذا الجواب من الإمام الحسينعليه السلام لم يقل شيئاً آخر.

تكملة للحلقة السابقة جاء عن شبكة المعارف الاسلامية لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال إلى كربلاء؟ وكذلك رواه البخاري أيضاً في كتاب فضائل أصحاب النبي باب مناقب عمر بن الخطاب حديث 3689 حيث قال: حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ثم لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر. زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر، ووردت كذلك الرواية في مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث 2398 قال: حدثني أحمد بن عمرو بن سرح حدثنا عبد الله بن وهب عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي: (أنه كان يقول ثم قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم). فشئتم أم أبيتم فإنكم تثبتون علم الغيب والاطلاع عليه لكثير من الخلق فلماذا الاعتراض على غيركم عندما يثبتون اطلاع الله تعالى لنبيه وأهل بيته على الغيب؟ فهل ذلك عزيز على الله، أم أصبح عمر وأمثاله أفضل من رسول الله وأهل بيته؟ خامساً: نقول إننا نقر وبكل وضوح بأن الإمام الحسين كان يعلم أنه مقتول وأن نساءه ستسبى ومع ذلك خرج وأخرجهم معه (شاء الله أن يراني قتيلاً، وأن يراهنّ سبايا)، ولكن لا يمكن أن نسمي ذلك انتحاراً أو اقداماً على الهلاك المنهي عنه، فهل علم النبي إبراهيم (خليل الرحمان) بأنه سيواجه القتل من قِبَل النمرود إذا حطم الأصنام منعه من فعل ذلك؟ وهل علم الأنبياء بما سيواجهونه من مصائب وبلايا وأخطار وقتل وتشريد يجعلهم يتخلون عن واجبهم أو الهروب من مسؤولياتهم؟ وهل علم زوجة فرعون والسحرة بأن فرعون سيصلبهم ويقتلهم شر قتلة بسبب إيمانهم بنبي الله موسى جعلهم يتراجعون عن إيمانهم بل وعن إصرارهم وتصريحهم بذلك؟ وهذا إسماعيل الذبيح كان نبياً وكان أبوه إبراهيم نبياً أيضاً، فحين استسلم إسماعيل لأبيه، وطلب من أبيه أن يذبحه رضي بالقتل أم لا؟ فإن قلت: نعم. طعنت بإسماعيل، واتهمته بالإقدام مختاراً على قتل نفسه بيد أبيه. وإن قلت: لا. نسفت عصمته، وأسقطت نبوته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/13



كتابة تعليق لموضوع : رد عن لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال الى كربلاء؟ (ح 4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net