الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يستطرد العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير في الكتاب والسنّة والأدب عن مصادر أهل السنة قائلا: ميرزا محمد البدخشاني (المذكور ص 143) قال في مفتاح النجا: الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كثيرة جدا لا أستطيع استيعابها فأوردت في هذا الكتاب لبها ولبابها إلى أن قالـ: وأخرج ابن مردويه عن زر عن عبد الله قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله. وذكر إلى آخر ما مر عن ابن مردويه ص 216 ثم روى من طريقه عن أبي سعيد الخدري وفي آخره فنزلت: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3)، وروى ما أخرجه الحافظ الرسعني بلفظه المذكور ص 221. لقاضي الشوكاني المتوفى 1250 المترجم ص 146 في تفسيره فتح القدير ج 3 ص 57 قال: أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك. على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب عليه السلام، وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة 67) إن عليا مولى المؤمنين "وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك" (المائدة 67) من الناس. السيد شهاب الدين الآلوسي الشافعي البغدادي المتوفى 1270 ( المترجم ص 147 ) قال في روح المعاني 2 ص 348: زعمت الشيعة إن المراد من الآية بما أنزل الله إليك خلافة علي كرم الله وجهه، فقد رووا بأسانيدهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله رضي الله عنهما: إن الله تعالى أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستخلف عليا كرم الله تعالى وجهه فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له بما أمره بأدائه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في علي كرم الله وجهه حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم وأخذ بيده فقال عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
جاء في کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني: ما حشده الرازي في تفسيره ج 3 ص 635 من الوجوه العشرة وجعل نص الغدير عاشرها، وقصة الأعرابي المذكور في تفسير الطبري ثامنها، وهيبة قريش مع زيادة اليهود والنصارى تاسعها، وقد عرفت حق القول فيهما، فهي مراسيل مقطوعة عن الاسناد غير معلومة القائل، ولذا عزي جميعها في تفسير نظام الدين النيسابوري إلى القيل، وجعل ما روي في نص الولاية أول الوجوه، وأسنده إلى ابن عباس والبراء ابن عازب وأبي سعيد الخدري ومحمد بن علي. والوجوه العشرة: 1- نزلت في قصة الرجم والقصاص على ما تقدم في قصة اليهود 2 ـ نزلت في عيب اليهود واستهزائهم بالدين 3 ـ لما نزلت آية التخيير وهي قوله "يا أيها النبي قل لأزواجك" (الأحزاب 59) الآية ) فلم يعرفها عليهن خوفا من اختيارهن الدنيا 4 ـ نزلت في أمر زيد وزينب 5 ـ نزلت في الجهاد فإنه كان يمسك أحيانا عن حث المنافقين على الجهاد 6 ـ لما سكت النبي عن عيب آلهة الثنويين فنزلت 7 ـ لما قال في حجة الوداع بعد بيان الشرايع والمناسك: هل بلغت؟ قالوا: نعم قال: اللهم فاشهد فنزلت الآية 8 ـ نزلت في أعرابي أراد قتله وهو نائم تحت شجرة 9 ـ كان يهاب قريش واليهود والنصارى فأزال الله عن قلبه تلك الهيبة بالآية 10 ـ نزلت في قصة الغدير هذه ملخص الوجوه التي ذكرها. والطبري الذي هو أقدم وأعرف بهذه الشئون أهملها رأسا، وهو وإن لم يذكر حديث الولاية أيضا لكنه أفرد له كتابا أخرجه فيه بنيف وسبعين طريقا كما سبق ذكره وذكر من عزاه إليه في هذا الكتاب، وروى هناك نزول الآية عندئذ بإسناده عن زيد بن أرقم، والرازي نفسه لم يعتبر منها إلا ما زاد على رواية الطبري في تاسع الوجوه من التهيب من اليهود والنصارى وستقف على حقيقة الحال فيه. وقال الخازن في تفسيره 1 ص 448: سورة المائدة نزلت بالمدينة إلا قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) فإنها نزلت بعرفة في حجة الوداع. وأخرجا القرطبي والخازن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في حجة الوداع: إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولا. عثمان بن عطا الخراساني عن أبيه عن ابن عباس: إن أول ما أنزل من القرآن: إقرأ باسم ربك ثم ن ثم يا أيها المزمل إلى أن عد الفتح ثم المائدة ثم البرائة فجعل البرائة آخر سورة نزلت المائدة قبلها. وروى ابن كثير في تفسيره 2 ص 2 عن عبد الله بن عمر: إن آخر سورة أنزلت: سورة المائدة والفتح (يعني سورة النصر) ونقل من طريق أحمد والحاكم والنسائي عن عائشة: إن المائدة آخر سورة نزلت. قال الله تعالى "إنه لتذكرة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" (الحاقة 84).
وعن إكمال الدين بالولاية يقول العلامة الأميني في كتابه: ومن الآيات النازلة يوم الغدير في أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" (المائدة 3) أصفقت الإمامية عن بكرة أبيهم على نزول هذه الآية الكريمة حول نص الغدير بعد إصحار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بألفاظ دريه صريحة، فتضمن نصا جليا عرفته الصحابة وفهمته العرب فاحتج به من بلغه الخبر، وصافق الإمامية على ذلك كثيرون من علماء التفسير وأئمة الحديث وحفظة الآثار من أهل السنة، وهو الذي يساعده الاعتبار ويؤكده النقل الثابت في تفسير الرازي 3 ص 529 عن أصحاب الآثار: إنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمر بعد نزولها إلا أحدا وثمانين يوما. أو: اثنين وثمانين، وعينه أبو السعود في تفسيره بهامش تفسير الرازي 3 ص 523، وذكر المؤرخون منهم: السيوطي في الدر المنثور 2 ص 259: أخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم. وإخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: لما كان غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3). وروى عنه في الاتقان ج 1 ص 31 ط سنة 1360 بطريقيه. وذكر البدخشي في مفتاح النجا عن عبد الرزاق الرسعني عن ابن عباس ما مر ص 220 ثم قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مثله، ووفي آخره فنزلت: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3). الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب. ونقله بهذا اللفظ عن تفسيره الأربلي في كشف الغمة ص 95. وقال القطيفي في الفرقة الناجية: روى أبو بكر ابن مردويه الحافظ بإسناده إلى أبي سعيد الخدري: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من شوك فقم وذلك يوم الخميس ودعا الناس إلى علي فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله، فلم يفترقا حتى نزلت هذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3). الآية. فقال. إلى آخر ما يأتي عن أبي نعيم الاصبهاني حرفياً. وعن أحمد بن عبد الله النيري عن علي بن سعيد عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا. وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم. فأنزل الله: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) الآية.
وعن آية اكمال الدين يستطرد الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه قائلا: أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفى 568، قال في المناقب ص 80: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان: أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثني الحسن بن عليل الغنوي، حدثني محمد بن عبد الرحمن الزراع، حدثني قيس بن حفص، حدثني علي بن الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري إنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى إبطيه حتى نزلت هذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) الآية، إلى آخر الحديث بلفظ مر بطريق أبي نعيم الاصفهاني. وفي الخصايص بإسناده عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام قالا: نزلت هذه الآية (يعني آية التبليغ) يوم الغدير. وفيه نزلت: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) قال: وقال الصادق عليه السلام: أي: اليوم أكملت لكم دينكم بإقامة حافظه، وأتممت عليكم نعمتي أي: بولايتنا، ورضيت لكم الاسلام دينا أي: تسليم النفس لأمرنا. وبإسناده في خصايصه أيضا عن أبي هريرة حديث صوم الغدير بلفظ مر بطريق الخطيب البغدادي و فيه نزول الآية في علي يوم الغدير. قال الله عز من قائل عن تذكير آيات يوم الغدير "كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله" (المدثر 54-56).
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . فاضل حسن شريف

يستطرد العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير في الكتاب والسنّة والأدب عن مصادر أهل السنة قائلا: ميرزا محمد البدخشاني (المذكور ص 143) قال في مفتاح النجا: الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كثيرة جدا لا أستطيع استيعابها فأوردت في هذا الكتاب لبها ولبابها إلى أن قالـ: وأخرج ابن مردويه عن زر عن عبد الله قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله. وذكر إلى آخر ما مر عن ابن مردويه ص 216 ثم روى من طريقه عن أبي سعيد الخدري وفي آخره فنزلت: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3)، وروى ما أخرجه الحافظ الرسعني بلفظه المذكور ص 221. لقاضي الشوكاني المتوفى 1250 المترجم ص 146 في تفسيره فتح القدير ج 3 ص 57 قال: أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك. على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب عليه السلام، وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة 67) إن عليا مولى المؤمنين "وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك" (المائدة 67) من الناس. السيد شهاب الدين الآلوسي الشافعي البغدادي المتوفى 1270 ( المترجم ص 147 ) قال في روح المعاني 2 ص 348: زعمت الشيعة إن المراد من الآية بما أنزل الله إليك خلافة علي كرم الله وجهه، فقد رووا بأسانيدهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله رضي الله عنهما: إن الله تعالى أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستخلف عليا كرم الله تعالى وجهه فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له بما أمره بأدائه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في علي كرم الله وجهه حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم وأخذ بيده فقال عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
جاء في کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني: ما حشده الرازي في تفسيره ج 3 ص 635 من الوجوه العشرة وجعل نص الغدير عاشرها، وقصة الأعرابي المذكور في تفسير الطبري ثامنها، وهيبة قريش مع زيادة اليهود والنصارى تاسعها، وقد عرفت حق القول فيهما، فهي مراسيل مقطوعة عن الاسناد غير معلومة القائل، ولذا عزي جميعها في تفسير نظام الدين النيسابوري إلى القيل، وجعل ما روي في نص الولاية أول الوجوه، وأسنده إلى ابن عباس والبراء ابن عازب وأبي سعيد الخدري ومحمد بن علي. والوجوه العشرة: 1- نزلت في قصة الرجم والقصاص على ما تقدم في قصة اليهود 2 ـ نزلت في عيب اليهود واستهزائهم بالدين 3 ـ لما نزلت آية التخيير وهي قوله "يا أيها النبي قل لأزواجك" (الأحزاب 59) الآية ) فلم يعرفها عليهن خوفا من اختيارهن الدنيا 4 ـ نزلت في أمر زيد وزينب 5 ـ نزلت في الجهاد فإنه كان يمسك أحيانا عن حث المنافقين على الجهاد 6 ـ لما سكت النبي عن عيب آلهة الثنويين فنزلت 7 ـ لما قال في حجة الوداع بعد بيان الشرايع والمناسك: هل بلغت؟ قالوا: نعم قال: اللهم فاشهد فنزلت الآية 8 ـ نزلت في أعرابي أراد قتله وهو نائم تحت شجرة 9 ـ كان يهاب قريش واليهود والنصارى فأزال الله عن قلبه تلك الهيبة بالآية 10 ـ نزلت في قصة الغدير هذه ملخص الوجوه التي ذكرها. والطبري الذي هو أقدم وأعرف بهذه الشئون أهملها رأسا، وهو وإن لم يذكر حديث الولاية أيضا لكنه أفرد له كتابا أخرجه فيه بنيف وسبعين طريقا كما سبق ذكره وذكر من عزاه إليه في هذا الكتاب، وروى هناك نزول الآية عندئذ بإسناده عن زيد بن أرقم، والرازي نفسه لم يعتبر منها إلا ما زاد على رواية الطبري في تاسع الوجوه من التهيب من اليهود والنصارى وستقف على حقيقة الحال فيه. وقال الخازن في تفسيره 1 ص 448: سورة المائدة نزلت بالمدينة إلا قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) فإنها نزلت بعرفة في حجة الوداع. وأخرجا القرطبي والخازن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في حجة الوداع: إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولا. عثمان بن عطا الخراساني عن أبيه عن ابن عباس: إن أول ما أنزل من القرآن: إقرأ باسم ربك ثم ن ثم يا أيها المزمل إلى أن عد الفتح ثم المائدة ثم البرائة فجعل البرائة آخر سورة نزلت المائدة قبلها. وروى ابن كثير في تفسيره 2 ص 2 عن عبد الله بن عمر: إن آخر سورة أنزلت: سورة المائدة والفتح (يعني سورة النصر) ونقل من طريق أحمد والحاكم والنسائي عن عائشة: إن المائدة آخر سورة نزلت. قال الله تعالى "إنه لتذكرة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" (الحاقة 84).
وعن إكمال الدين بالولاية يقول العلامة الأميني في كتابه: ومن الآيات النازلة يوم الغدير في أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" (المائدة 3) أصفقت الإمامية عن بكرة أبيهم على نزول هذه الآية الكريمة حول نص الغدير بعد إصحار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بألفاظ دريه صريحة، فتضمن نصا جليا عرفته الصحابة وفهمته العرب فاحتج به من بلغه الخبر، وصافق الإمامية على ذلك كثيرون من علماء التفسير وأئمة الحديث وحفظة الآثار من أهل السنة، وهو الذي يساعده الاعتبار ويؤكده النقل الثابت في تفسير الرازي 3 ص 529 عن أصحاب الآثار: إنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمر بعد نزولها إلا أحدا وثمانين يوما. أو: اثنين وثمانين، وعينه أبو السعود في تفسيره بهامش تفسير الرازي 3 ص 523، وذكر المؤرخون منهم: السيوطي في الدر المنثور 2 ص 259: أخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم. وإخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: لما كان غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل الله: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3). وروى عنه في الاتقان ج 1 ص 31 ط سنة 1360 بطريقيه. وذكر البدخشي في مفتاح النجا عن عبد الرزاق الرسعني عن ابن عباس ما مر ص 220 ثم قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مثله، ووفي آخره فنزلت: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3). الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب. ونقله بهذا اللفظ عن تفسيره الأربلي في كشف الغمة ص 95. وقال القطيفي في الفرقة الناجية: روى أبو بكر ابن مردويه الحافظ بإسناده إلى أبي سعيد الخدري: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من شوك فقم وذلك يوم الخميس ودعا الناس إلى علي فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله، فلم يفترقا حتى نزلت هذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3). الآية. فقال. إلى آخر ما يأتي عن أبي نعيم الاصبهاني حرفياً. وعن أحمد بن عبد الله النيري عن علي بن سعيد عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا. وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم. فأنزل الله: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) الآية.
وعن آية اكمال الدين يستطرد الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه قائلا: أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفى 568، قال في المناقب ص 80: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان: أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثني الحسن بن عليل الغنوي، حدثني محمد بن عبد الرحمن الزراع، حدثني قيس بن حفص، حدثني علي بن الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري إنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى إبطيه حتى نزلت هذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) الآية، إلى آخر الحديث بلفظ مر بطريق أبي نعيم الاصفهاني. وفي الخصايص بإسناده عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام قالا: نزلت هذه الآية (يعني آية التبليغ) يوم الغدير. وفيه نزلت: "اليوم أكملت لكم دينكم" (المائدة 3) قال: وقال الصادق عليه السلام: أي: اليوم أكملت لكم دينكم بإقامة حافظه، وأتممت عليكم نعمتي أي: بولايتنا، ورضيت لكم الاسلام دينا أي: تسليم النفس لأمرنا. وبإسناده في خصايصه أيضا عن أبي هريرة حديث صوم الغدير بلفظ مر بطريق الخطيب البغدادي و فيه نزول الآية في علي يوم الغدير. قال الله عز من قائل عن تذكير آيات يوم الغدير "كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله" (المدثر 54-56).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat