الدعاء سبيل العارفين محطاتٌ روحيةٌ -٤- (قراءة في تعقيب صلاة المغرب)
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحدثنا في الحلقة السابقة عن أهمية البقاء على سلامة الروح وهي قد تنعَّمت بنفحات الله تعالى في شهر رمضان المبارك، وهو شهر القرب من الله ومناجاته، ولا زال الحديث عن إحدى تعقيبات الصلاة اليومية كما ورد في الأثر.
فمن الأدعية الواردة بعد صلاة المغرب:
((اللهُمَّ إنّي أسألُكَ:
١- موجِباتِ رَحمَتِكَ.
٢- وَعَزائِمَ مَغفِرَتِكَ.
٣ - والنجاة من النار .. إلخ
فلنتأمل في الفقرة الثالثة بعد أن وفقنا الله من بيان الفقرة الثانية سابقًا 🤲🏻👇🏻
(اللهم إني أسألك .. والنجاة من النار)
أي اللهم إني أسألك أنْ توفقني للأعمال التي تنجيني من دخول النار.
إنَّ النار وموجبات دخولها، أو النجاة منها من الموضوعات التي ذكرها القرآن الكريم، ويجب علينا التدبر فيها، وفي صورة مباركة يجسِّدها القرآن نرى أنه يؤكد على أسباب أربعة لسبيل النار، وعلينا الحذر منها؛ لنكون في نجاة وأمان منها.
قال تعالى على لسان أصحاب اليمين مخاطبين المجرمين: ((ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)).
وهذه الموجبات الأربعة التي تؤدي إلى هوان الإنسان وعقابه بالنار👇🏻:
١- ترك الصلاة.
٢- الامتناع عن دفع الحقوق الشرعية.
٣- الخوض في الباطل.
٤- التكذيب بيوم القيامة.
ولو تأملنا في هذه الأسباب لرأينا علاقة الأول بامتناع أداء أهم عبادة وهي الصلاة، والتي هي عمود الدين، وما فيها من آثار عظيمة في تعظيم الدين.
ولرأينا السبب الثاني وما يتعلق بالامتناع عن أداء حقوق الفقراء والمساكين، وسلب ذلك منهم وما فيه من آثار نفسية واجتماعية وأذًى عليهم، وهذا يدل على تمرُّد الإنسان على قوانين الخالق العظيم.
ورأينا في السبب الثالث ما يتعلق ببناء الشخصية، وآثار الخوض بالباطل في جميع صوره المختلفة في تلويث الفطرة الإنسانية، ومساوئ الأخلاق على الفرد والمجتمع، وما فيه بيان من نشر الرذيلة في الأمة.
والسبب الرابع وبيان ما يتعلق بإنكار المعاد يوم القيامة، والوقوف بين يدي الله تعالى للحساب، فإنكار ذلك يؤدي بالنفس الأمارة بالسوء إلى التعدي على الحرمات المختلفة، حيث لا رادع للنفس ولا خوف، وفي ذلك آثار كبيرة في انتشار الجريمة الشخصية والنوعية.
فالإنسان الصادق في دعائه بأنْ (ينجيه من النار)، فليكن على بينة وحذر من ارتكاب هذه الموجبات بل الموبقات، وليراقب نفسه من الاغترار بواحدة منها.
الجمعة
٢٢ ذو القعدة الحرام ١٤٤٥هج
٣١ أيار ٢٠٢٤م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat