الري الحديث في العراق.. حل جوهري لهدر المياه ونقلة نوعية في الزراعة
بعد معاناة مريرة من قسوة الجفاف، تشكل منظومات الري الحديثة في العراق، أملًا في طي صفحة هدر المياه، وتحقيق نقلة نوعية في الزراعة، لتتحدى الظروف المناخية المختلفة.
وأدت سنوات الجفاف التي مرت على بلاد الرافدين إلى أزمة مياه غير مسبوقة، كان من تداعياتها تقلص مساحات الأراضي المزروعة وتراجع الإنتاج في مهد الزراعة في العالم.
ورغم أن الأزمة أثقلت كاهل الفلاحين الذين عانوا الأمرين من شح المياه، لكن تقنيات الري الحديثة، أعادت الروح إلى الأراضي الزراعية، وبدأت المحاصيل تنمو من جديد في حقول البلاد.
زيادة الاستثمارات في الري الحديث
وفي هذا السياق، أكد النائب بالبرلمان باقر الساعدي، اليوم الأحد، أن العراق سيضاعف استثماراته في هندسة الري الحديث بنسبة لاتقل عن 20%.
وقال الساعدي في تصريح، إن “الري الحديث يمثل حلًا جوهريًا في خلق انتقالة نوعية في أنماط الزراعة بالعراق من خلال إيقاف هدر المياه واستغلالها بطرق مثلى لمواجهة أزمات الجفاف”.
وأضاف أن “صناعة منظومات الري الحديث تمثل استثمارات واعدة لتوفيرها للمزارعين في عموم المحافظات العراقية وبأسعار مناسبة من أجل استخدامها خلال المواسم المقبلة”.
إحياء الزراعة العراقية
من جهته قال عضو لجنة الزراعة النيابية النائب حسين مردان، في حديث، إن “الزراعة لا زالت مصدر رزق 50% من الأيادي العاملة في المحافظات رغم التحديات التي تواجهها، وقطاعًا مهمًا يشكل مسارًا حيويًا للانتعاش وتحريك بقية القطاعات الأخرى”.
وأضاف أن “لجنة الزراعة قدمت رؤيا ضمن خطة تمتد لـ5 سنوات قادمة إلى رئيس مجلس الوزراء لإنقاذها تتضمن نقاطًا وأبعادًا مهمة منها الانتقال السريع إلى الري الحديث وتطبين الأنهر واعتماد استراتيجية إنشاء سدود حصاد المياه في مناطق شرق وشمال البلاد بالإضافة إلى بعض المناطق الجنوبية”.
واشار إلى أن “الخطة تأتي في إطار رؤية شاملة لملف الزراعة بهدف الانتقال إلى مرحلة الاكتفاء وتقليل الاستيراد قدر الإمكان واستثمار ما لدينا من إمكانيات خاصة الأراضي الخصبة والمياه الجوفية في توسيع أبعاد الإنتاج”.
عقود لتصنيع منظومات الري
وفي إطار السعي الحثيث للتحول إلى نظام الري الحديث في الزراعة وتوفير مياه الري لأكبر مساحات ممكنة في العراق، وقعت وزارة الصناعة والمعادن، في وقت سابق من الشهر الحالي، عقداً مع شركة سعودية لتنفيذ مشروع تصنيع منظومات الري الحديثة.
وذكر بيان للوزارة، تابعه (شفقنا العراق)، أن “العقد يقضي بإنشاء مشروع متكامل لإنتاج منظومات الري الحديثة بطاقة (1500) مرشة سنويا وبوجبتي عمل يوميا، ما سيسهم في دعم قطاع الزراعة وتحسين كفاءة استهلاك المياه وينعكس على رفع كفاءة الموارد المائية للبلد، اضافة الى المساهمة في مكافحة التصحر وتحسين البيئة”.
وتابع، أن “المشروع يهدف أيضًا إلى نقل المعرفة والخبرة الصناعية، وتوطين صناعة أجهزة الري ومعالجة ندرة المياه، فضلا عن تعظيم الموارد المالية وتشغيل الأيدي العاملة”.
استمرارية النشاط الزراعي
ودفع الجفاف رغم قسوته الى تغيرات نوعية في آليات التعامل مع ملف المياه من خلال تغير مسار السقي من الاطر التقليدية الى الحديثة التي تقلل نسب الهدر.
وأرغم الجفاف ونقص الأمطار الدولة على تقنين استخدام المياه وتقليص الأراضي الزراعية لتوفير ماء الاستخدام اليومي للسكان، ولا سيما خلال الصيف.
مع ذلك، يتطلّع العراق في عام 2024 إلى حصاد نحو سبعة ملايين طن من الحنطة، ما يعني تخطي الاكتفاء الذاتي والكميات المحققة في الموسم السابق.
وتعمل وزارة الزراعة أيضاً على دعم المزارعين للتحوّل نحو طرق الري الحديثة.
وتوزع الوزارة رشاشات من خلال أقساط تمتد على عشر سنوات، على أن تدفع الوزارة نسبة 30% من سعرها الذي يبلغ متوسّطه نحو 40 ألف دولار لأرض بمساحة 60 دونماً، وفق المتحدث.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat