صفحة الكاتب : خديجة عبدالواحد ناصر

ودائعٌ من وحي القرآن   <كيفية مواجهة المؤمن للمستقبل >
خديجة عبدالواحد ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال تعالى :{وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَداً}

كيف يواجه المؤمن المستقبل؟ وكيف يفكر في المشاريع العملية التي يريد أن يقوم بها في دائرته؟
ربما كان من الطبيعي أن يخطط في ما يحتاج إليه من وسائل وظروفٍ وشروط ومواقع، لأن ذلك هو الأساس في أيّ عمل له مقدمات تتحرك نحو النتائج.
ولكن هل يعتبر المسألة حاسمةً عندما يستكمل ذلك كله في التخطيط أو في التحضير، أم لا بد له من أن يبقى في مرحلة الانتظار للمفاجآت والمتغيرات التي يمكن أن تجمِّد المشروع، أو تقلب الأمور رأساً على عقب؟
ربما يختار البعض الموقف الأول، لأن ذلك هو السبيل للانفتاح على الواقع والحياة التي أودع الله فيها سننه الكونية والعملية التي تخضع لحركة القانون السببية، الذي يربط المسببات بأسبابها والنتائج بمقدماتها، ما يجعل من النتائج أوضاعاً حاسمة فيما إذا استجمعت القضية شروطها الموضوعية وأسبابها الطبيعيّة، ولولا ذلك لتعطّل الجهد عن التحرك نحو الأشياء من موقع الإرادة الحاسمة.
وقد يرى هذا البعض أن هذا الاتجاه يمنع الخطوات من الاهتزاز، والوعي من حالة القلق، ويؤدي بالتالي إلى مواجهة الحياة من موقع القوّة....
إلاّ أن للقرآن أسلوباً آخر في المسألة، فهو لا يمنع الارتباط بقانون السببيّة، ولكنه يريد للإنسان أن يعي ـ وراء ذلك ـ السبب الأعمق للأشياء، الذي يمكن أن يمحو ويثبت ويغيِّر ويبدِّل بحسب مشيئته المهيمنة على الكون كله. ولذلك فإن سببيّة أيّ شيء لشيء لا يفرض حتمية المسبّب، لأن مشيئة الله، إذا جاءت على خلاف ذلك، كانت الغالبة على الأسباب من خلال ما تفرضه وتقتضيه. ولهذا جاءت هذه الآية التي توحي بالعقيدة الصافية في المسألة الإلهيّة، في الدائرة التي يتحرك فيها علم الإنسان وإرادته، أمام الدائرة التي يتعلق بها علم الله وإرادته، فإن الإنسان قد يعلم شيئاً من الأسباب، ولكنه لا يحيط بكثير منها، لا سيَّما الأسباب الخفية، كما أن إرادته لا تحيط بكل مواقع المستقبل، بينما يملك الله علم كل شيء، ويتصل الحاضر والمستقبل بإرادته ومشيئته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خديجة عبدالواحد ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/20



كتابة تعليق لموضوع : ودائعٌ من وحي القرآن   <كيفية مواجهة المؤمن للمستقبل >
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net