تسمية رئيس البرلمان العراقي الجديد مؤجلة حتى إشعار آخر!
تؤكد أطراف سياسية مختلفة انعدام حلول قريبة لأزمة تسمية رئيس البرلمان العراقي الجديد في ظل الخلافات بين القوى السياسية العراقية.
وفشل البرلمان العراقي خلال المدّة الماضية مرتين بعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد له، بسبب عدم تحقيق النصاب القانوني، لمقاطعة أطراف سياسية مختلفة الجلسات، لعدم تمرير أي مرشح قبل حصول توافق سياسي عليه بين الأطراف السياسية.
جلسة تسمية رئيس البرلمان العراقي ستؤجل للعام المقبل
وقال النائب عن “الإطار التنسيقي” أحمد الموسوي، إن “الخلافات بين الأطراف السياسية بشأن اختيار رئيس جديد للبرلمان، ما زالت بلا حل واضح، ووجهات النظر متباعدة. وزاد ذلك أن المفاوضات توقفت منذ أيام بسبب الانشغال بانتخابات مجالس المحافظات”.
وأضاف الموسوي أن “جلسة انتخاب رئيس جديد تحتاج لتوافق بين الأطراف المعنية، والأكيد أنه لا جلسة خلال الأيام المتبقية من هذا العام، وستؤجل للسنة الجديدة”.
مؤكدًا أن “الخلافات تتركز بين الأطراف السياسية السنية حول مرشحها للمنصب”.
لكن القيادي في تحالف “العزم” فارس الفارس يقول، إن الخلافات السياسية بشأن انتخاب رئيس البرلمان “لا تنحصر بالقوى السنية فقط، بل حتى القوى الشيعية ضمن الإطار التنسيقي منقسمة فيما بينها على الأسماء المرشحة لهذا المنصب”.
وأضاف الفارس، الذي ينتمي لأحد الأطراف السنية العربية المتنافسة على المنصب مقابل تحالف “السيادة”: “لم نتمكن من الوصول إلى صيغة اتفاق، وهناك انقسام واضح بهذا الملف، والمفاوضات لحسم الموضوع ستنطلق قريبًا. وحاليًا الكل منشغل بنتائج انتخابات مجالس المحافظات وحوارات تشكيل الحكومات المحلية، ولهذا ملف انتخاب رئيس البرلمان سيؤجل إلى السنة المقبلة”.
كما واعتبر أن “هناك من يريد استغلال ملف انتخاب رئيس البرلمان الجديد، ضمن مفاوضات تشكيل الحكومات المحلية من أجل تقديم بعض التنازلات، ولهذا لا حلول قريبة لهذه الأزمة. وتأخير حسم هذا الملف سيعمق الخلافات السياسية بشكل أكبر، لكن في نفس الوقت غياب رئيس البرلمان لا يعرقل عمل البرلمان، فهناك هيئة رئاسة وهي من تدير الجلسات”.
بدورها، قالت مقررة مجلس النواب بيداء خضر، في تصريح صحافي الأحد الماضي، إن “جلسة انتخاب رئيس البرلمان ستعقد مطلع عام 2024، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي أكد ضرورة عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس المجلس الشهر المقبل، لكن لم يتم تحديد يوم معين للجلسة”.
الخلافات حول تشكيل الحكومات المحلية تعمق الأزمة
بالمقابل، قال المحلل السياسي محمد علي الحكيم، إن “الخلافات السياسية بين كل الكتل والأحزاب تؤكد عدم إمكانية حسم اختيار رئيس البرلمان العراقي الجديد في القريب العاجل، وحسم هذا الملف سيرحل إلى السنة المقبلة، وربما مجلس النواب سيخفق مجددًا باختيار رئيس جديد له لعدم وجود توافق على الاسم المرشح”.
وبين الحكيم أن “الخلافات حول تشكيل الحكومات المحلية، سوف تعمق أزمة انتخاب رئيس البرلمان العراقي الجديد، ولهذا هناك صعوبة في إمكانية الوصول إلى توافق على انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب”.
وأضاف: “الأكيد أن هناك أطرافا تتعمد تأخير حسم هذا الملف، وتريد أن يبقى المجلس يدار من قبل النائب الأول محسن المندلاوي، خصوصًا أنه جزء من الإطار التنسيقي الذي يملك الأغلبية في البرلمان”.
وأضاف أن “السنة الجديدة سوف تشهد خلافات سياسية عميقة بين كافة الأطراف بسبب أزمة انتخاب رئيس البرلمان وربط هذا الملف بملف تشكيل الحكومات المحلية، التي سيكون الخلاف حولها كبيرًا وخطيرًا، خاصة في بغداد وديالى وكركوك”.
ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية الحلبوسي، منتصف الشهر الماضي، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان.
وأخفق مجلس النواب باختيار بديل الحلبوسي نهاية الشهر نفسه، ما دفعه لتأجيل العملية إلى إشعار آخر.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإنّ أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس البرلمان العراقي هم سالم العيساوي، وشعلان الكريم، وعبد الكريم عبطان، وفلاح زيدان، ومزاحم الخياط، وزياد الجنابي، ويحيى المحمدي، ومحمود المشهداني.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat