معركة داود و جالوت في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله تعالى عن جالوت"فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" ﴿البقرة 251﴾ جالوت اسم علم، جالوت: اسم أعجمي لا اشتقاق له، فهزموهم بإذن الله، وقتل داود -عليه السلام- جالوتَ قائدَ الجبابرة، وأعطى الله عز وجل داود بعد ذلك الملك والنبوة في بني إسرائيل، وعَلَّمه مما يشاء من العلوم. ولولا أن يدفع الله ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا، وهم أهل المعصية لله والشرك به، لفسدت الأرض بغلبة الكفر، وتمكُّن الطغيان، وأهل المعاصي، ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا، و"قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ" ﴿البقرة 249﴾ بِجَالُوتَ: بِ حرف جر، جَالُوتَ اسم علم، فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه؛ ليتميَّز المؤمن من المنافق، فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني، ولا يصلح للجهاد معي، ومن لم يذق الماء فإنه مني؛ لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد، إلا مَن ترخَّص واغترف غُرْفة واحدة بيده فلا لوم عليه. فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء، وأفرطوا في الشرب منه، إلا عددًا قليلا منهم صبروا على العطش والحر، واكتفوا بغُرْفة اليد، وحينئذ تخلف العصاة. ولما عبر طالوت النهر هو والقلة المؤمنة معه -وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لملاقاة العدو، ورأوا كثرة عدوهم وعدَّتهم، قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء، فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله، يُذَكِّرون إخوانهم بالله وقدرته قائلين: كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة، غلبت بإذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة باغية. والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره، وحسن مثوبته، و"وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" ﴿البقرة 250﴾ لِجَالُوتَ: لِ حرف جر، جَالُوتَ اسم علم، ولما ظهروا لجالوت وجنوده، ورأوا الخطر رأي العين، فزعوا إلى الله بالدعاء والضراعة قائلين: ربنا أنزل على قلوبنا صبرًا عظيمًا، وثبت أقدامنا، واجعلها راسخة في قتال العدو، لا تفر مِن هول الحرب، وانصرنا بعونك وتأييدك على القوم الكافرين.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قال الله تعالى "وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250). فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)" (البقرة 250-252). (بيان) الاتصال البين بين الآيات أعني الارتباط الظاهر بين فرض القتال. والترغيب في القرض الحسن. والمعنى المحصل من قصة طالوت وداود وجالوت يعطي ان هذه الآيات نزلت دفعة واحدة. والمراد بيان ما للقتال من شؤون الحياة. والروح الذي به تقدم الامة في حياتهم الدينية. والدنيوية. وسعادتهم الحقيقية. يبين سبحانه فيها فرض الجهاد. ويدعو إلى الانفاق والبذل في تجهيز المؤمنين وتهيئة العدة والقوة. وسماه إقراضا لله لكونه في سبيله. مع ما فيه من كمال الاسترسال والايذان بالقرب. ثم يقص قصة طالوت وجالوت وداود ليعتبر بها هؤلاء المؤمنون المأمورون بالقتال مع اعداء الدين ويعلموا ان الحكومة والغلبة للايمان والتقوى وإن قل حاملوهما. والخزى والفناء للنفاق والفسق وإن كثر جمعهما. فإن بني إسرائيل. وهم اصحاب القصة. كانوا أذلاء مخزيين ما داموا على الخمود والكسل والتواني. فلما قاموا لله وقاتلوا في سبيل الله واستظهروا بكلمة الحق وإن كان الصادق منهم في قوله القليل منهم. وتولى اكثرهم عند إنجاز القتال أو لا. وبالاعتراض على طالوت ثانيا. وبالشرب من النهر ثالثا. وبقولهم: لا طاقة لنا بجالوت وجنوده رابعا. نصرهم الله تعالى على عدوهم فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت واستقر الملك فيهم. وعادت الحياة إليهم. ورجع إليهم سؤددهم وقوتهم. ولم يكن ذلك كله إلا لكلمة أجراها الايمان والتقوى على لسانهم لما برزوا لجالوت وجنوده. وهي قولهم: ربنا افرغ علينا صبرا وانصرنا على القوم الكافرين. فكذلك ينبغي للمؤمنين ان يسيروا بسيرة الصالحين من الماضين. فهم الاعلون إن كانوا مؤمنين.
جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: "جالوت" (البقرة 251) جبار من أولاد عمليق بن عاد، وكان معه مائة الف قال تعالى: "وقتل داود جالوت" (البقرة 251) ومن قصته انه كان أبو داود في عسكر طالوت مع ستة من بنيه وكان داود سابعهم، وكان صغيرا يرعى الغنم فأوحى الله إلى نبيهم إنه الذي يقتل جالوت فطلبه من أبيه فجاء وقد كلمته في الطريق ثلاث أحجار وقالت له إنك بنا تقتل جالوت فحملها في مخلاته ورماه بها فقتله ثم زوجه طالوت بنته، و"اتاه الله الملك" (البقرة 251) أي ملك بني إسرائيل ولم يجتمع الملك والنبوة قبل داود لأحد بل كان الملك في سبط والنبوة في سبط آخر ولم يجتمعا إلا لداود وسليمان عليهما السلام.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: جماعة كبيرة من بني إسرائيل طلبوا بصوت واحد من نبيّهم أن يختار لهم أميرا و قائدا ليحاربوا بقيادته (جالوت) الّذي كان يهدّد مجتمعهم و دينهم و اقتصادهم بالخطر. جاءت كلمة "بقيّة " في القرآن الكريم في ثلاثة موارد و هي تحمل هذا المفهوم، حيث نقرا في قصّة طالوت و جالوت"إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى" (البقرة 248). ينبغي الالتفات هنا إلى أنّ جملة (ظنّوا) بالرغم من أنّها مشتقّة من (الظن) إلّا أنّها في هذا المورد، و في موارد أخرى تأتي بمعنى اليقين، لذا فإنّ الآية (249) من سورة البقرة تستخدم نفس التعبير بالرغم من أنّها تتحدث عن المؤمنين الحقيقيين و المجاهدين المرابطين الذين كانوا مع طالوت لقتال جالوت الجبّار الظالم، إذ تقول: قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه" (البقرة 249)ِ.
جاء في موقع العربي الجديد عن هل وعد الله بني إسرائيل بأرض فلسطين؟ للكاتبة منى زيتون: ورغم أن موسى عليه السلام حذرهم من تبعات عصيان أمر الله تعالى وأنهم إن لم يفعلوا ما أمر الله به سينقلبون خاسرين، فقد تجاسروا على الله تعالى و كليمه عليه السلام، فما كان منه تعالى إلا أن عاقبهم بالتيه أربعين سنة، حتى مات آخر هؤلاء العُصاة، ونشأ من بعدهم جيل آخر دخل أرض فلسطين على يد يوشع بن نون، الذي خلف بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام، وبعد مدة بعث الله لهم طالوت ملكًا، الذي حارب والمؤمنون معه العماليق بقيادة جالوت،"فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَة " (البقرة 251). وتكونت مملكة بني إسرائيل في بلاد الشام كلها، وليس فقط في غربها (أرض فلسطين)، على يد نبي الله داود.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . فاضل حسن شريف

قال الله تعالى عن جالوت"فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" ﴿البقرة 251﴾ جالوت اسم علم، جالوت: اسم أعجمي لا اشتقاق له، فهزموهم بإذن الله، وقتل داود -عليه السلام- جالوتَ قائدَ الجبابرة، وأعطى الله عز وجل داود بعد ذلك الملك والنبوة في بني إسرائيل، وعَلَّمه مما يشاء من العلوم. ولولا أن يدفع الله ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا، وهم أهل المعصية لله والشرك به، لفسدت الأرض بغلبة الكفر، وتمكُّن الطغيان، وأهل المعاصي، ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا، و"قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ" ﴿البقرة 249﴾ بِجَالُوتَ: بِ حرف جر، جَالُوتَ اسم علم، فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه؛ ليتميَّز المؤمن من المنافق، فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني، ولا يصلح للجهاد معي، ومن لم يذق الماء فإنه مني؛ لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد، إلا مَن ترخَّص واغترف غُرْفة واحدة بيده فلا لوم عليه. فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء، وأفرطوا في الشرب منه، إلا عددًا قليلا منهم صبروا على العطش والحر، واكتفوا بغُرْفة اليد، وحينئذ تخلف العصاة. ولما عبر طالوت النهر هو والقلة المؤمنة معه -وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لملاقاة العدو، ورأوا كثرة عدوهم وعدَّتهم، قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء، فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله، يُذَكِّرون إخوانهم بالله وقدرته قائلين: كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة، غلبت بإذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة باغية. والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره، وحسن مثوبته، و"وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" ﴿البقرة 250﴾ لِجَالُوتَ: لِ حرف جر، جَالُوتَ اسم علم، ولما ظهروا لجالوت وجنوده، ورأوا الخطر رأي العين، فزعوا إلى الله بالدعاء والضراعة قائلين: ربنا أنزل على قلوبنا صبرًا عظيمًا، وثبت أقدامنا، واجعلها راسخة في قتال العدو، لا تفر مِن هول الحرب، وانصرنا بعونك وتأييدك على القوم الكافرين.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قال الله تعالى "وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250). فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)" (البقرة 250-252). (بيان) الاتصال البين بين الآيات أعني الارتباط الظاهر بين فرض القتال. والترغيب في القرض الحسن. والمعنى المحصل من قصة طالوت وداود وجالوت يعطي ان هذه الآيات نزلت دفعة واحدة. والمراد بيان ما للقتال من شؤون الحياة. والروح الذي به تقدم الامة في حياتهم الدينية. والدنيوية. وسعادتهم الحقيقية. يبين سبحانه فيها فرض الجهاد. ويدعو إلى الانفاق والبذل في تجهيز المؤمنين وتهيئة العدة والقوة. وسماه إقراضا لله لكونه في سبيله. مع ما فيه من كمال الاسترسال والايذان بالقرب. ثم يقص قصة طالوت وجالوت وداود ليعتبر بها هؤلاء المؤمنون المأمورون بالقتال مع اعداء الدين ويعلموا ان الحكومة والغلبة للايمان والتقوى وإن قل حاملوهما. والخزى والفناء للنفاق والفسق وإن كثر جمعهما. فإن بني إسرائيل. وهم اصحاب القصة. كانوا أذلاء مخزيين ما داموا على الخمود والكسل والتواني. فلما قاموا لله وقاتلوا في سبيل الله واستظهروا بكلمة الحق وإن كان الصادق منهم في قوله القليل منهم. وتولى اكثرهم عند إنجاز القتال أو لا. وبالاعتراض على طالوت ثانيا. وبالشرب من النهر ثالثا. وبقولهم: لا طاقة لنا بجالوت وجنوده رابعا. نصرهم الله تعالى على عدوهم فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت واستقر الملك فيهم. وعادت الحياة إليهم. ورجع إليهم سؤددهم وقوتهم. ولم يكن ذلك كله إلا لكلمة أجراها الايمان والتقوى على لسانهم لما برزوا لجالوت وجنوده. وهي قولهم: ربنا افرغ علينا صبرا وانصرنا على القوم الكافرين. فكذلك ينبغي للمؤمنين ان يسيروا بسيرة الصالحين من الماضين. فهم الاعلون إن كانوا مؤمنين.
جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: "جالوت" (البقرة 251) جبار من أولاد عمليق بن عاد، وكان معه مائة الف قال تعالى: "وقتل داود جالوت" (البقرة 251) ومن قصته انه كان أبو داود في عسكر طالوت مع ستة من بنيه وكان داود سابعهم، وكان صغيرا يرعى الغنم فأوحى الله إلى نبيهم إنه الذي يقتل جالوت فطلبه من أبيه فجاء وقد كلمته في الطريق ثلاث أحجار وقالت له إنك بنا تقتل جالوت فحملها في مخلاته ورماه بها فقتله ثم زوجه طالوت بنته، و"اتاه الله الملك" (البقرة 251) أي ملك بني إسرائيل ولم يجتمع الملك والنبوة قبل داود لأحد بل كان الملك في سبط والنبوة في سبط آخر ولم يجتمعا إلا لداود وسليمان عليهما السلام.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: جماعة كبيرة من بني إسرائيل طلبوا بصوت واحد من نبيّهم أن يختار لهم أميرا و قائدا ليحاربوا بقيادته (جالوت) الّذي كان يهدّد مجتمعهم و دينهم و اقتصادهم بالخطر. جاءت كلمة "بقيّة " في القرآن الكريم في ثلاثة موارد و هي تحمل هذا المفهوم، حيث نقرا في قصّة طالوت و جالوت"إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى" (البقرة 248). ينبغي الالتفات هنا إلى أنّ جملة (ظنّوا) بالرغم من أنّها مشتقّة من (الظن) إلّا أنّها في هذا المورد، و في موارد أخرى تأتي بمعنى اليقين، لذا فإنّ الآية (249) من سورة البقرة تستخدم نفس التعبير بالرغم من أنّها تتحدث عن المؤمنين الحقيقيين و المجاهدين المرابطين الذين كانوا مع طالوت لقتال جالوت الجبّار الظالم، إذ تقول: قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه" (البقرة 249)ِ.
جاء في موقع العربي الجديد عن هل وعد الله بني إسرائيل بأرض فلسطين؟ للكاتبة منى زيتون: ورغم أن موسى عليه السلام حذرهم من تبعات عصيان أمر الله تعالى وأنهم إن لم يفعلوا ما أمر الله به سينقلبون خاسرين، فقد تجاسروا على الله تعالى و كليمه عليه السلام، فما كان منه تعالى إلا أن عاقبهم بالتيه أربعين سنة، حتى مات آخر هؤلاء العُصاة، ونشأ من بعدهم جيل آخر دخل أرض فلسطين على يد يوشع بن نون، الذي خلف بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام، وبعد مدة بعث الله لهم طالوت ملكًا، الذي حارب والمؤمنون معه العماليق بقيادة جالوت،"فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَة " (البقرة 251). وتكونت مملكة بني إسرائيل في بلاد الشام كلها، وليس فقط في غربها (أرض فلسطين)، على يد نبي الله داود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat