دعم فلسطين .. وإشكالية الوجود السلفي.الحلقة 1 من 5
ايليا امامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايليا امامي

الحلقة 1 من 5 :
• كنت قد سألت الإخوة المتابعين وفقهم الله .. حول الكتابة عن موضوع دعم فلسطين بالنسبة للشيعة .. وإلى أي مدى ينسجم ذلك مع عقيدتنا ؟ إذا أخذنا بنظر الاعتبار إشكالية الوجود السلفي المعادي للشيعة في فلسطين .. والذي يصل في بعض حالاته إلى نصب العداء للشيعة ولأئمة الهدى صلوات الله عليهم .. ومشاركة بعض الفلسطينيين في سفك دماء الشيعة عبر العمليات الإرهابية في السنوات السابقة.
واستجابة لرغبة الإخوة والأخوات بالكتابة .. أحاول توجيه هذه الإشكالية من خلال مقدمة تتضمن ثلاثة أسئلة .. ثم نذكر ثلاث نقاط مختصرة.
#المقدمة : توجد مجموعة مفاهيم عامة حول علاقة الشيعة بغيرهم من مجتمعات العالم بوجه عام .. يمكن صياغتها عبر أسئلة ثلاثة:
س 1. هل القاعدة الأولية (الأصل) في غير الشيعة أنهم نواصب؟
ونعني بذلك: هل تدل عقيدتنا على وجود تصنيف ثنائي للناس ؟ .. فإما أن يكون الشخص شيعياً موالياً .. أو ناصبياً ؟
• الجواب: كلا ليس كذلك .. بل المستفاد من روايات أهل البيت عليهم السلام .. والثابت لدى جميع علمائنا .. أن التصنيف ثلاثي:
فأولاً يوجد الشيعة .. الذين يشار إليهم في الروايات بعنوان (شيعتنا) و (محبونا) وبعض التعبيرات الأخرى.
وهم الموالون لأمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهم السلام.
وثانياً يوجد النواصب .. الذين يشار إليهم في الروايات بعنوان (أعداؤنا) و (مبغضونا) وتعبيرات أخرى.
وهم الذين نصبوا العداء بمعنى أنهم جهروا بحربهم ونصبوها.
وثالثاً لدينا عامة الناس من المسلمين وغيرهم ( لكن حديثنا عن المسلمين خاصة ) .. الذين يشار إليهم في الروايات بنفس عنوانهم (الناس) أو (سائر الناس).
وهم الذين لا يمكن تصنيفهم على أنهم شيعة .. وفي نفس الوقت نجد بالوجدان والحقيقة أنهم ليسوا نواصب .. ولا يبدو منهم بغض لأهل البيت عليهم السلام.
ولعل الرواية التالية .. توضح لك خريطة التقسيم بشكل أدق .. حيث نجد في كتاب علل الشرايع .. وصفاً دقيقاً للصنفين الأولين على لسان أبي إسحاق الليثي وهو يكلم الإمام الصادق عليه السلام .. بينما نعلم يقيناً أن أغلب الناس خارج هذا التصنيف الثنائي الذي يتحدث عنه الليثي..
يقول : (( يا بن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما هم فيه مما وصفته من أفعالهم ( يعني ذنوبهم ) لو أعطي أحدهم مما بين المشرق والمغرب ذهباً وفضةً أن يزول عن ولايتكم ومحبتكم إلى موالاة غيركم وإلى محبتهم ما زال، ولو ضُرِبت خياشيمه بالسيوف فيكم، ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع عن محبتكم وولايتكم.
وأرى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم ( كثرة صلاتهم وصومهم ) لو أعطي أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهباً وفضةً أن يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه، ورئي كراهية ذلك في وجهه، بغضا لكم ومحبة لهم )).
فأنت تجد بوجدانك والواقع الذي تراه .. أن كثيراً من الناس ليسوا محبين ولا مبغضين .. بل هم صنف ثالث .. وأغلبية عامة .. غير عالمة أو غير مهتمة أساساً.
ويدل على ذلك ما ورد في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام .. من قول الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام:
( رحم الله عبد أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ).
مما يعني أن وصف الناس هنا .. هو لغير الشيعة المتبعين بالفعل .. وكذلك لغير النواصب المبغضين .. نظراً لوجود استعداد فطري ونفسي لقبول الحق لو عُرض عليهم بشكل صحيح .. مما يعني بالمحصلة أنهم قسم ثالث.
• تبقى مجموعة أسئلة متناثرة حول الموضوع .. مثل ( ماهو مصير القسم الثالث في الآخرة مع وجود تصنيف ثنائي .. جنة ونار ؟) و ( هل كل مولود بين الشيعة هو شيعي وكل مولود بين النواصب هو ناصبي ؟) وهذه أسئلة تخرجنا عن موضوعنا .. ونتركها إلى فرصة أخرى بمشيئة الله.
• (يتبع في الحلقة2).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat