الكلمات لا تموت بهلاك اصحابها
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض سعد

من اهم ما يميز الانسان عن باقي المخلوقات بالإضافة الى العقل ؛ النطق والكلام : فهو وسيلة التواصل والتفاهم بين بني البشر , ولولا الكلام لما استطاع بنو البشر بناء الحضارات وارساء قواعد العلوم والفلسفات والأيدولوجيات المختلفة ؛ فاللغة : هي طريقة التعبير عما يجيش بداخل الانسان , وما يختلج في صدره وقلبه من مشاعر واحاسيس , فالكلمات ان كانت صادقة عبرت عن الحقيقة والواقع وان كانت كاذبة فقد ادت دورها السلبي في تزييف وتمويه الحقائق والوقائع , وقلب الامور رأسا على عقب .
نعم ان الكلمات وجهان مختلفان للنطق الواحد ؛ فأما ان تكون دواء وشفاء او تتحول الى داء عضال ومرض مزمن لا خلاص منه , لذلك ورد في الاثر المنسوب للنبي محمد : ((رَحِمَ اَللَّهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ ... )) ... ؛ نعم ان شرف المرء مرتبط بصدق كلامه ؛ لذلك ورد في الامثال الشعبية العراقية : (( الرجل بكلمته ؛ والرجل كلمة , وكلمة الرجل واحدة , والرجل لا يخلف وعده ولا يناقض كلامه ... الخ )) ؛ وعليه من الطبيعي ان يتأثر الانسان السوي والمرء الشريف بالكلمات ويتفاعل معها , فطالما غيرت الناس كلمات ...؛ فالكلمة الصادقة والحقيقية تعمق انسانيتنا و وعينا وترفع من مستوى ادراكنا وعلمنا ؛ وعندما يفقد الانسان احساسه بالكلمات ولا يبالي بمعانيها فهو والميت سواء ... ؛ الا ان الواقع شيء والمفروض شيء اخر , اذ قد يكون مختلف تماما عن الواقع والحقيقة ؛ فقد تتلاعب الظروف القاهرة بمصداقية الكلمات وتغير معناها وتفرغ محتواها من المعاني الحقيقية ؛ ولعل ابيات الامام الشافعي تعبر عن هذه الظاهرة السلبية :
إن الغني وان تكلم بالخطأ ..... قالوا أصبت وصدقوا ما قالا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat