صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الأمم المتحدة وميزان الطموحات الدولية
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تنعقد هذه الأيام في نيويورك جلسات منظمة الأمم المتحدة التي أنشئت في عام 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة وبلا شك فأن انبثاقها كانت خطوة في الاتجاه الصحيح في محاولة القضاء على الاستخدام غير المشروع للقوة، من خلال التهديد برد عسكري،و هي واحدة من الأجهزة الستة الرئيسية للأمم المتحدة ، وتحتل الجمعية موقع الصدارة بين تلك الأجهزة لإنها الجهاز الرئيسي للتداول وتقرير السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة ،وتضم الجمعية العامة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة والتي من أهم المواد التي يجب مناقشتها هي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين حماية حقوق الإنسان تقديم المساعدات الإنسانية تعزيز التنمية المستدامة. لقد كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إنجازا مذهلا عندما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 1948، حيث كان كاسحا في نطاقه وطموحه أكثر بكثير من أي نص قبله أو بعده. وعلى غير المتوقع تقريبا، وبخاصة بالنظر إلى مناخ الحرب الباردة السائد حيث استطاعت الأمم المتحدة الاتفاق في عام 1966 على معاهدتين رائدتين تتناولان الحقوق الأساسية في الميدانين المدني والسياسي، فضلا عن الميدانين الاقتصادي والاجتماعي، و كان نفاذ كل منهما في عام 1976 (العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية). وفي غضون ذلك، شاع وضع المعاهدات بشأن أشكال محددة من حقوق الإنسان بدءا من حظر التعذيب (اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، عام 1984) وانتهاء بالقضاء على التمييز ضد المرأة (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، عام 1979)).

وللحقيقة فأن منظمة الأمم المتحدة ليست أفضل ولا أسوأ إدارة من أغلب المنظمات الكبيرة. فهي تواجه تحديات ناشئة عن انتشارها العالمي، بيد أن هذا ما يواجهه أيضا العديد من المنظمات العالمية الاخرى وسيواجه اي أمين عام ينصب تحديات قيادة ضخمة في إنعاش المنظمة والإبقاء على حيويتها ما دام ان لا يزال عند الأعضاء الخمسة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا "والذين هزموا ألمانيا وإيطاليا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية" سكان القيادة والمحددّات الحاسمة لمستقبل هذه المنظمة، وقد يرغب أي منهم، أو لا يرغب، في مواجهة الحاجة العاجلة إلى إجراء تغيير جدي.

مع بداية النصف الثاني للقرن العشرين تغير الأمر بنوع آخر وهو انتقل الاهتمام في العلاقات الدولية من إطار الدول والتزاماتها وحقوقها إلى الأفراد وحقوقهم. وبدأ الاهتمام بحقوق الأفراد يتوسع شيئًا فشيئًا، بداية من حقهم بالحياة ومنع التمييز العنصري، وصولًا إلى حرية الفكر والعقيدة والعمل.

لا تقل الحماية الدولية عن غيرها من مواضيع القانون الدولي أهمية ، و لا تقصر عن غيرها في إثارة الخلافات الفقهية والقانونية ،, للوقوف على حقيقة هذا المصطلح ، فالحماية الدولية تمثل في بعض الأحيان فعل من المجتمع الدولي لتجنب انتهاك حقوق الإنسان ، وفي الأغلب ردة فعل على انتهاك هذه الحقوق ، و يعد من الأهمية بمكان توضيح المراد بالحماية الدولية، والتي من الضروري تحديد نطاق عمل ويمكن تعريف فرعين منها للإحاطة بمفهوم الحماية الدولية و الفرع الأول : حيث تعريف الحماية الدولية لحقوق الإنسان لغةً واصطلاحاً ، ثم بيان مصادرها ، أما الفرع الثاني :دراسة تطور الحماية الدولية ووصولها الى ما وصلت إليه ، وكذلك أهمية الحماية الدولية في الوقت الحاضر ،وهناك تسأل عن مستقبل هذه المنظمة الدولية، وما إذا كان العالم سيكون في وضع أفضل من دون الأمم المتحدة؟ لكن البعض يعتقد أن حق الاعتراض (الفيتو) المعمول به في مجلس الأمن على الرغم من عيوبه الكثيرة، فإنه كان ضرورياً ومفيداً في منع اندلاع صراع بين القوى النووية، كما أن الأمم المتحدة تواصل دورها في مجالات أخرى مهمة وسط الحروب التي تفشل في وقفها، مثل تقديم الإغاثة والمساعدات ورعاية اللاجئين والأطفال، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية وقت الأزم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/20



كتابة تعليق لموضوع : الأمم المتحدة وميزان الطموحات الدولية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net